فرص لتعزيز تحالفات الطيران المدني بالخليج

20 اغسطس 2023
تطور كبير لشركات الطيران الخليجية (Getty)
+ الخط -

تتبع دول الخليج استراتيجية تهدف إلى تعزيز موقعها مركزاً عالمياً للنقل الجوي، وتوسيع شبكة وجهاتها، وتحسين جودة خدماتها، وتطوير بنيتها التحتية، وتبني التقنيات الحديثة، وسط توقعات بتوسيع تحالفات بين شركات الطيران الخليجية.
ويرى الخبير الاقتصادي الإماراتي، وضاح طه، أن التنافس بين دول الخليج العربية في قطاع الطيران المدني إيجابي في المجمل، لكنه شدد على ضرورة ألا يقود إلى نتائج سلبية أو ما يسمى بـ "تآكل الفوائد"، ضمن تحالف دول مجلس التعاون، حسبما صرح لـ"العربي الجديد".

ويوضح طه أن دول الخليج العربية معنية بأن تراعي ألا يكون نمو أي شركة في أي قطاع على حساب شركات أخرى، وذلك عبر سلوك تكاملي يخضع لدراسة الأمانة العامة لمجلس التعاون، ويجري طرحه في شكل توصيات بكل القطاعات.
ويضيف أن قطاع الطيران المدني في الخليج ينمو بشكل لافت، خاصة طيران القطرية، وطيران الإمارات، إذ حازت كل منهما على نتائج متقدمة في التصنيف الدولي، سواء بدرجة رجال الأعمال أو تصنيف الناقلات بشكل عام، واصفاً أي تحالف بين أي دولتين بمجلس التعاون الخليجي، بهدف تعزيز الشراكة والحصة السوقية عالمياً بأنه أمر إيجابي.

ومع ذلك استبعد طه عقد تحالف بحريني إماراتي في مجال الطيران المدني، موضحاً أن عقد تحالفات بين الشركات مؤطر محلياً في الإمارات بالفعل، لا سيما التحالف الأخير بين طيران العربية وطيران الاتحاد.

وكل ناقلة لها استراتيجيتها، ولها طريقة توسع متباينة، فمثلاً طيران الاتحاد وطيران الإمارات تحاولان التوسع في مجال الوجهات، وتعزيز الأسطول، واستبدال الطائرات المتقادمة، بينما العربية لديها استراتيجية مختلفة، تعمل على خلق شراكات في دول مستهدفة، وخلق شراكات محلية في تلك الدول، بحسب طه.
ومن جانبه، يرى الخبير الاقتصادي الأردني، عامر الشوبكي، أن كفة الميزان ترجح لصالح تحالف سعودي قطري في مجال الطيران، وليس لصالح تحالف إماراتي بحريني، لأسباب عدة، أولها السمعة التي تتمتع بها شركة الطيران القطري، واحتلالها المركز الأول عالمياً على مدى سنوات، إضافة إلى سمعة الشركة الناشئة في السعودية، خاصة شركة طيران الرياض، التي ولدت عملاقة، بأسطول كبير من الطائرات الحديثة، يصل إلى 72 طائرة.
ويتوقع الشوبكي أن تزيد حصة المنطقة من الطيران الإقليمي والدولي قليلاً، لكن الشركة السعودية الناشئة، بتحالفها مع الخطوط الجوية القطرية، ستأخذ من حصة الشركات الكبرى، ومنها الشركات الإماراتية.
وإزاء ذلك، فإن التوقعات الرائجة بانتعاش كبير لرحلات الشركات الإماراتية تعبر عن تفاؤل متجاوز للواقع، حسبما يرى الشوبكي، مشيراً إلى أن "حصة الشركات السعودية والقطرية تزداد أيضاً على حساب الشركات المنافسة في السوق"، حسب قوله.
ويلفت الشوبكي إلى الانتعاش الجاري في قطاع السياحة السعودي، إذ تقدم حكومة المملكة تسهيلات للزائرين بمنح من يستخدمون الطيران السعودي فيزا لمدة عام، ولذا "فمن شأن التحالف مع الخطوط الجوية القطرية أن يرفع من آفاق هذا الانتعاش"، حسب قوله.

المساهمون