بدلت جائحة فيروس كورونا الكثير من التوجهات الشخصية للسياح، وأعطت مفهوماً مختلفاً لكيفية اختيار الوجهات، فلم تعد الأماكن المقفلة كالمسارح، والمراكز الثقافية، أو التجمعات الفنية تجذب الكثير من السياح، بل باتت خياراتهم تتعلق أكثر باختيار الأماكن المفتوحة، كالشواطئ، والأنهار، بمعنى آخر باتت الطبيعة عاملاً أساسياً في اختيار توجهات السائح.
بحسب مجلس السياحة العالمية، تعد مراقبة المعايير الصحية والغذائية والترفيهية، والالتزام بقاعدة التباعد الاجتماعي أساساً يستخدمه السائح خلال رحلته، حتى مع انحسار الإجراءات الخاصة بالتطعيمات، أو إجراء الفحوصات الطبية الروتينية، إلّا أنّ السلوك الإنساني تبدل مع زيادة الحديث عن إمكانية إصابة العالم بجائحة أخرى، ومع انتشار العديد من الأوبئة.
الملاذات النباتية
من النادر جداً أن تجدوا مطعماً أو فندقاً لا يحتوي على قائمة طعام متوازنة لأصحاب الأمراض، تعتمد شعوب هذه الدول على الأسماك بالدرجة الأولى، إضافة إلى الخضار، تليها سويسرا التي احتلت المرتبة الأولى بين الدول الأوروبية، نظراً لاتباع معايير الصحة العالمية في أي طبق>
العمل واللعب
عادة، يحتاج السائح إلى إجازة لتخفيف ضغوط الحياة والعمل، والاستمتاع بأوقات مع العائلة، لكن تفرض بعض الظروف على الموظفين أو أصحاب المراكز الحساسة إعطاء جزء من وقتهم للعمل حتى خلال الإجازات، ومن هنا، قد يبحث رب العمل عن مكان يمكنه التواصل مع موظفيه واللعب مع عائلته.
تعد المملكة المتحدة، واحدة من أكثر الدول التي يمكن للموظف فيها أن يعمل بحرية عن بعد سواء أكان في الحافلة، الفندق، أو حتى في منتجعات سياحية، لأنّها توفر شبكات فائقة السرعة من الإنترنت، إضافة إلى وجود العديد من أجهزة الكومبيوتر في الفنادق، والتي يمكن استخدامها في أي وقت>
دعم السياحة المحلية
أثرت جائحة فيروس كورونا على عالم السياحة. الخسائر التي مني بها القطاع قُدّرت بمليارات الدولارات، وبالطبع كانت التأثيرات على السكان المحليين في المناطق والقرى التي تعتمد على مفهوم السياحة التقليدية كانت أكبر، ولذا فإنّ إعادة اكتشاف المناطق النائية والاستمتاع بالخدمات التي يقدمها السكان المحليون قد تكون فرصة لكم ولهم أيضاً.
في أميركا الوسطى، يمكن أن تكون الرحلة إلى منتجع Esquinas Rainforest Lodge في كوستاريكا، الذي بناه السكان المحليون، واحداً من أكثر الأماكن السياحية جذباً، حيث تعيشون في قلب الطبيعة، تحاولون اصطياد الحيوانات، مساندة السكان في أعمال الزراعة، وحتى الطهي.
الطبيعة والإنسان
قد تكون إحدى مميزات السفر هذا العام، اختيار أماكن طبيعية بهدف الاسترخاء، والاستمتاع بمعايير صحية عالية، سواء لجودة الهواء النقي، أو لتناول الأطعمة العضوية.
توفر القارة الأفريقية ملاذاً رائعاً لمحبي اكتشاف الطبيعة البكر، نظراً لما تقدمه من نشاطات مختلفة وأماكن تنوع بيولوجي مثيرة. الأنهار، البحيرات، الغابات الاستوائية، الصحاري، جميعها تنتظركم لشحنكم بالطاقة الإيجابية، بعد عامين من الانغلاق.
تعد تنزانيا واحدة من أفضل وجهات سفاري في أفريقيا. يمكن العثور على العديد من الحيوانات البرية المفترسة وحتى الأليفة في العديد من المتنزهات والمحميات الطبيعية، ناهيك عن فكرة التخييم واكتشاف العادات الخاصة بالشعوب هناك، إذ تقام العديد من الحفلات الموسيقية التقليدية الراقصة.
ما يميز تنزانيا عن باقي دول أفريقيا، هو أنّ أكثر من 40 في المائة من مساحتها مخصصة لرحلات السفاري، وهي محمية بموجب القوانين الوطنية، مما يعني أنّ من السهل الذهاب في رحلة سفاري في تنزانيا لمدة أسبوعين كاملين، والقيادة من حديقة إلى أخرى بمنتهى السهولة.