باتومي... عاصمة الترفيه على البحر الأسود

21 اغسطس 2024
لقطة عامة لمدينة باتومي المطلة على البحر الأسود، 27 أغسطس 2017 (فانو شلاموف/ فرانس برس)
+ الخط -

بغض النظر عن الموسم، سواء أكان في فصل الصيف أو الشتاء، فهناك الكثير مما يمكن أن يتخيله السائح خلال زيارة باتومي المدينة المشرقة في جورجيا. تقدم باتومي دائماً شيئاً جديداً، مما يضمن تجربة لا تُنسى مع الأصدقاء والعائلة، خاصة خلال موسم العطلات. إذ يمكن للسياح الاستمتاع بأنشطة مائية متنوعة مثل الطيران الشراعي والتزلج على الماء، أو حتى الانطلاق في رحلات اليخوت ومغامرات القوارب.

تعرف باتومي بأنها جوهرة في غرب جورجيا، هي وجهة شهيرة للسياح على مدار العام. تقع هذه المدينة في منطقة أجارا على طول ساحل البحر الأسود، وتتميز بشاطئ جميل وتاريخ غني وهندسة معمارية متنوعة ومزيج فريد من الأنشطة الجبلية والبحرية، بالإضافة إلى قائمة كبيرة من المأكولات التراثية التقليدية.

يخلق المناخ المميز لباتومي، حيث تختلط نسمات البحر والجبل، جواً مناسباً لنمو العديد من النباتات، والاستمتاع بمنظر أخضر طوال السنة تقريباً. أما بالنسبة للتكاليف اليومية، فهي قد تتراوح ما بين 30 دولاراً و70 دولاراً، تبعاً للمنتجع السياحي، والإقامة في الفنادق والنقليات.

شواطئ باتومي الخلابة

مع درجات الحرارة الدافئة الممتدة حتى أكتوبر/تشرين الأول، فإن الصيف طويل في باتومي، وهو ما يجعل أمام السياح فرصة طويلة لزيارة المدينة. تتميز باتومي بشواطئها الخلابة، ويمكن العثور على شواطئ السباحة في الشمال والجنوب، مع الرمال السوداء المغناطيسية في يوريكي والخلجان الهادئة حول جونيو وكفارياتي.

يعد الصيف بداية الموسم الثقافي. في يوليو/تموز، يرحب مهرجان الجاز في البحر الأسود بالموسيقيين المحليين والدوليين، بينما تحتل الموسيقى الشعبية الجورجية مركز الصدارة في شوامتوبا في أغسطس/آب. وخلال سبتمبر/أيلول، يمكن مراقبة هجرة الطيور، والتي تتحول إلى أشبه ما يكمن وصفه، بمهرجان رائع للاستمتاع بمراقبة الأسراب. كما يتجمع هواة مراقبة الطيور في ممر باتومي، ثالث أكبر ممر للهجرة في العالم، لمشاهدة مشهد مليون طائر جارح يجوب السماء.

رحلة إلى الجبال

توجد بعض الفرص الجيدة للعدائين تحديداً، لرفع معدل ضربات قلبهم في التلال الخضراء والجبال المحيطة بباتومي. ففي جبل أنوريا، المطل على باتومي، يمكن للسياح استكشاف مناظر خلابة للمدينة والبحر من القمة. من الممكن الركض إلى القمة على طريق متعرج. يبلغ طوله 3.4 كيلومترات، كما يمكن أيضاً اكتشاف جمال الطبيعة من خلال استخدام تلفريك Argo (يمكن الوصول إليه بالقرب من ساحة باتومي) وصولاً إلى القمة.

يستقطب "صليب غونيو"، وهو صليب خرساني ضخم يقع على بعد 13 كيلومتراً جنوب باتومي، تم بناؤه في عام 2014، الكثير من محبي المرتفعات، وعادة ما يتم زيارته للاستمتاع بغروب الشمس.

أما محبو المشي، يوفر متنزه متريلا الوطني، والذي يقع على بعد 30 كيلومتراً من باتومي، مسارات للمشي، وسط الغابات الكثيفة. يعد مسار تسابلناري مساراً سهلاً إلى حد ما، ولكنه مسار جبلي يمتد على طول مضيق نهر تشاكفيستسكالي، ويتخلله الكثير من الشلالات المائية.

تراث قديم

تتميز باتومي كسائر المناطق في جورجيا، بتراثها الجذاب، خاصة وأنها عاشت تحت حكم العديد من الإمبراطوريات المختلفة. فقد كانت باتومي بمثابة ميناء استراتيجي ومركز تجاري عبر مختلف الإمبراطوريات، وازدادت أهميتها تحت الحكم الروماني والبيزنطي لاحقاً، ثم تحولت تحت حكم العثمانيين لمدة 150 عاماً. ثم صارت جزءاً من الإمبراطورية الروسية ثم الاتحاد السوفييتي، قبل أن تصبح جورجيا مستقلة، ويمكن ملاحظة تاريخ هذه المدينة من خلال هندستها المعمارية ومتاحفها المتنوعة.

وبالتالي بالنسبة للسياح الذين يسعون للتعرف واستكشاف جمال هذه المدينة، والتعرف على ماضيها، عليهم التوجه لزيارة قلعة غونيو التي تقدم لمحة عن الهندسة الرومانية القديمة. بينما يضم متحف باتومي آثاراً تروي تطور المدينة عبر العصور. ويمكن زيارة هذه الأماكن من دون تسديد أي رسوم خاصة، باستثناء متحف باتومي، إذ يمكن تسديد رسوم بسيطة للدخول والاستمتاع بالآثار المتنوعة.

الطعام اللذيذ

الكثير من المهرجانات الصيفية تنتظر السياح خلال فصل الصيف، وعادة ما تقام حفلات تراثية وفنية يومياً، وتحديداً في المقاهي والمطاعم المطلة على الشواطئ، والتي تجذب الكثير من السياح والمهتمين بالاستمتاع بالموسيقى التقليدية، وعادة ما تقام الكثير من الحفلات بشكل شبه مجاني، خاصة إن كانت على الشاطئ مباشرة.

من جهة أخرى، فإن أمسيات الصيف تعد مثالية جداً لتناول الطعام في الهواء الطلق على الواجهة البحرية. وينصح دائماً بتناول خبز الخاتشابوري الأجاري، وهو نوع من أنواع المخبوزات، المحشية بالجبن اللزج والزبدة وصفار البيض.

للحصول على تجربة لا تُنسى، ينصح السياح بالتوجه إلى سوق السمك، حيث يمكن شراء الأسماك الطازجة مباشرة من باعة السوق، ثم تناول المأكولات البحرية المطبوخة حسب الطلب في أحد المطاعم الصغيرة القريبة.

عادة لا يحتاج السائح لإنفاق الكثير من المال للحصول على الوجبات الشهية في باتومي، يمكن بسعر دولارين الحصول على وجبة مناسبة في المطاعم. في المقابل، فإن الأطعمة المنتشرة في الأسواق، أو كما يعرف بطعام الشارع، تعد صفقة مميزة للسياح، لأنهم ببساطة يستمتعون بالأطعمة الجورجية التقليدية من جهة، وبأسعار تنافسية من جهة أخرى.

المساهمون