من دون صوت واضح للثقافة العربية وفاعليها من مثقفين وكتّاب وشعراء وفنانين وأكاديميين؛ مرّت الشهر الماضي ما سميت بـ"ورشة البحرين" التمهيدية لمحاولة تصفية القضية الفلسطينية - ضمن ما بات يعرف بـ "صفقة القرن" الأميركية الإسرائيلية - بمشاركة وفود من عدة أنظمة عربية. أن يمر مزاد نخاسة كهذا - على فشله - أمر يكشف عن حجم الخراب الذي يتجاوز السياسة إلى الوعي وإلى البنى القيمية للإنسان العربي.
صحيح أن الثقافة العربية تعرّضت لتجريف وتدجين عبر عقود من الاستبداد، لكن هل من سبيل لاستعادة الميزان القيمي والأخلاقي والتحرري الذي يُفترض بالثقافة أن تمثله.
أية مسؤولية ملقاة على عاتق ثقافتنا والفاعلين فيها في مواجهة تصفية القضية الفلسطينية وترسيخ المشروع الصهيوني في المنطقة العربية؟ ما الذي تستطيع الثقافة فعله لقضية فلسطين وقضايا الإنسان العربي في مواجهة الاستعمار والاستبداد وإجهاض أحلام الشعوب؟ وما هي أدوات المثقف العربي الآن وما الذي يمكنه القيام به وضمن أيّة أُطر؟
تساؤلات تطرحها "العربي الجديد" على عدد من المثقفين العرب لاستطلاع آرائهم في لحظة فارقة يتحدّد خلالها مستقبل المنطقة العربية ومصير شعوبها.