لم يختَر القائمون على "متحف الفنون الجميلة" في الجزائر العاصمة عنواناً مُحدَّداً لمعرضه الذي افتُتح قبل أيام. لكنَّ عنواناً واحداً، هو "الربيعُ في الجزائر"، يبدو مناسباً له تماماً؛ فاللوحاتُ التي يعرضُها في "قاعة محمد إسياخم"، حتى تشرين الأوّل/ أكتوبر المقبل، تُصوِّر مناظِر طبيعيةً مِن مناطق جزائرية مختلِفة خلال فصل الربيع.
يضمُّ المعرضُ خمساً وثلاثين لوحةً زيتية ومائية تنتمي إلى تيارات ومدارس فنّية متنوّعة، وتعود إلى الفترة بين بداية القرن العشرين وبداية الألفية الجديدة، لفنّانين جزائريّين وأوروبيّين عاشوا في الجزائر أو زاروها، ورسموا فيها مشاهدَ لطبيعتها وعمرانها؛ في مدنها الشمالية المطلّة على البحر الأبيض المتوسّط، وفي المدن والقرى الداخلية، وصولاً إلى الصحراء الشاسعة جنوب البلاد.
من بين أبرز ما يضمُّه المعرض ثلاثُ لوحاتٍ لفنّانين تشكيليّين فرنسيّين؛ هي: "حديقة التجارب في الحامّة" لـ بيار دوفال (1897 - 1993)، و"حديقة مليانة" لـ هنري كليمانص (1869 - 1954)، و"منظرٌ طبيعي من الأبيار" لـ هنري شوفالييه (1845 - 1945)، ولوحةٌ بعنوان "قوس النصر الروماني في مدينة قالمة" للتشكيلية الألمانية بتينا هنين عياش (1937 - 2020)، والتي زارت الجزائر لأوّل مرّة عام 1963 وعاشت فيها حتى رحيلها قبل سنتَين.
لوحاتٌ لفنّانين عاشوا في الجزائر أو زاروها مطلع القرن العشرين
من الأعمالٍ البارزة أيضاً في المعرض ثلاثُ لوحاتٍ لفنّانين جزائريّين؛ هي: "على ضفاف النهر" لجهيدة هوادف، و"منظر ربيعي" لرشيد جمعي، ولوحة من دون عنوان للتشكيلي الراحل كمال نزار (1951 - 2002)، إلى جانب أعمال أُخرى لفنّانين فرنسّيين تحضر في بعضها الشمسُ والورود والأزهار والأشجار والطيور، وتكتفي الأُخرى بمشاهد صامتةٍ للورود؛ كما في لوحات لويس ريو، وماريوس دوفوزان، وموريس بوفيول، وجاك دونييه، وفيراري، وروني لوفريل، وأندريه بوسييه، ونيللي باتي، ودوشمان، وإيميل كلارو بوكيه، وجونفييف ريوش.
يندرجُ المعرض ضمن فعاليات "شهر التراث" (يُقام بين الثامن عشر من نيسان/ إبريل والثامن عشر من أيار/ مايو من كلّ عام). أمّا اللوحاتُ المعروضة فيه، فهي جزءٌ من مجموعات "متحف الفنون الجميلة" التي يحتفظ بها ويعرضها بين فترة وأُخرى ليُعيد الزوّار اكتشافها من جديد، وهي تمثّل نماذج لأعمال فنّاني "مدرسة الجزائر" والفنّانين الأوروبيّين الذين عاشوا في الجزائر أو زاروها في بدايات القرن العشرين، بينما أُنجز جزءٌ منها خلال الإقامات الفنّية التي احتضنتها "دار عبد اللطيف" في الجزائر العاصمة بين سنتَي 1907 و1962.