إنها فكرة بسيطة، أرض خالية تركها أهلها، وارتضوا عنها بدائل أخرى لآخرين أصبحوا هم مشكلة على أرضهم للمحتل، فأرادوا استنساخ الفكرة مرة أخرى.
الجديد هذه المرة، أنّ الأمر يتم بأيدٍ محلية.
يموت الإنسان قهرا، عندما يفقد كل ما في يده، ولا يعرف أين يمضي في غده. وعندما تكون الضحية امرأة، تكون مصيبتها أكبر وعجزها أشمل، وتحملها أقل، فتموت قهرا وكمدا. هذا ما حصل للمرأة في رفح، إذ جاءها أمر بإخلاء بيتها
الضرر من القوة الغاشمة أصاب المواطن المصري وحياته اليومية، أما مسلحو "داعش" فقد كان ردهم في موجعا ومضيعا لأمل البسطاء بعودة الحياة وانتهاء الإجراءات الغاشمة، ليكون الوصف الأمثل للحالة في سيناء "كما كانت".
وصل الحال برفح الزاهرة العامرة إلى أن تصبح في محنة وشدة لا يعلمها إلا الله، ويعجز الناس عن فهم دور ذلك في الحرب على الإرهاب، لسبب بسيط أنه إذا كان للمهربين طرق لتهريب السلاح فلن يعدموا طرق تهريب الطعام.
ظهرت حقائق لا يمكن التدليس بنقيضها بعد اليوم على الناس، وبقي أن ندعو لسيناء أن تتحرّر، وأن يرزقها بمن يعمل على تنميتها ويحفظ أراضيها، ويعيد ما ضاع منها، حينها نجعل لسيناء عيداً، لكن بكل تأكيد سيكون في غير إبريل وكذباته.
إنّها حالة الضبابية التي يصرّ النظام في مصر أن تعيش فيها شمال سيناء، وأن يظلّ المشهد مغلوطاً على كلّ من يحاول تحليله، لتكون النتيجه المؤكدة من قراءة الواقع أنّ شبه الدولة تعمل جاهدةً على إدارة الصراع، ولا تعمل لإنهائه.
انتقلت أعمال تجريف الأراضي الزراعية وإخلاء التجمعات الصغيرة إلى أطراف مدينة العريش الزراعية مع حملات إعلامية، وتطبيل وكأنّ الدولة اكتشفت فجأة أنّ ولاية سيناء تضع أفرادها في هذه المنطقة، وأنّها تحولت إلى ثكنة عسكرية تدير منها الولاية حربها ضد الدولة.
الوقت مناسب لأن يدوّن كلّ إنسانٍ إيجابيةً عاشها أو سلبية رآها دون تعريض أو تجريح أو الخوض في معارك جانبية تجرّنا إلى الدفاع عن النفس. إنّها أمانة الوقت وواجبه الذي إن ضيّعناه أضعنا ثورة وأضعنا فرصة الاستفادة منها.
الحياة الآمنة في سيناء، المنطقة الملتهبة، صارت حلماً بعيد المنال، ويظل الهدف الظاهر الذي يخدِّم عليه الفريقان المتحاربان، بقصد أو بغير قصد، هو إخلاء المنطقة من سكانها.
الجيش الذي انتصر بالأمس للشعب والأرض من العدو الإسرائيلي يقاتل اليوم الشعب نفسه الذي انتصر له، ويجرف الأرض نفسها التي أريقت دماء أبنائها عليها من أجل تحريرها، وذلك كله لأجل حماية أمن إسرائيل.