16 مايو 2018
حرب أكتوبر بين الأفراح والآلام
يحيى عقيل (مصر)
سيظل السادس من أكتوبر/ تشرين الأول 1973 الحدث الأكثر إيجابية في تاريخ الأمة العربية، على مدار القرن العشرين أو قبله بقرن.
حدث انتصرت فيه الأمة على نفسها بالاتحاد، فكانت الوحدة واقعاً، من حيث مشاركة القوات العربية من معظم الدول، وكانت الوحدة ظاهرةً في المواقف السياسية، وفي تعاطف الشعوب وانشغالها واهتمامها بالمعركة ونتيجتها. انتصر العرب، في ذلك اليوم، لكرامتهم، وقاتلوافي يوم واحد في جبهتين، وبتنسيق نشعر بقيمة فقده الآن.
وأرى أنّ محاولة التقليل من نصر أكتوبر، سواءً في أحداثه العسكرية ونتيجته على الأرض، أو في الأثر المعنوي الذي تركه، والنقلة التي أحدثها في الشعور بالذات والقدرة على تحقيق الانتصار لدى العرب عموماً، وما أحدثته من عثرة في وجه الرغبة الصهيونية الجامحة في التوّسع على حساب دول المنطقة جغرافياً، وكسر هالة الجيش الإسرائيلي الذي لا يقهر محاولة تضرّ بالأمة، وتصب لصالح إسرائيل.
محاولة التقليل هذه تفقد الأمة أهم حدث صنعته في تاريخها، فضلاً عن أن تقوم بمحاولات لصناعة انتصارات في ميادين أخرى.
بكلّ وضوح، الذين يشيعون أجواء التشكيك حول النصر، أو يقلّلون من أهميته، يصبّون في مصلحة أعداء الأمة لا في مصلحتها، وإن أظهروا غير ذلك، فالأفضل لنا أن نقول إنّنا انتصرنا، بل قادرون على صناعة انتصارات أخرى، أكبر حجماً وتأثيراً.
تأتي ذكرى السادس من اكتوبر، تحمل لأهالي الأرض المحرّرة معاني كسر القيد وعودة الكرامة والانفكاك من معاناة الاحتلال. إنّه يوم النصر والكرامة الوطنية، إذ رفرف فيه العلم، وحُرّر الأسير، ورجع الغائب، وتحقّقت أمنية الشهيد.
وبعد أربعين عاماً، استيقظ أصحاب الأرض المحرّرة على أصوات الجرافات تجرف أراضى زراعية، وتهدم مباني سكنية، وأصوات الطائرات تضرّب عن قصد وعن غير قصد إرهاباً كان محتملاً، فأصبح لا يحتمل، وعدواً صنعته قيادة الجيش من أبناء الوطن، وهم يعلمون خطر مايقومون به، فإذا بالجيش الذي انتصر بالأمس للشعب والأرض من العدو الإسرائيلي يقاتل اليوم الشعب نفسه الذي انتصر له، ويجرف الأرض نفسها التي أريقت دماء أبنائها عليها، من أجل تحريرها، من أجل حماية أمن إسرائيل.
ينظر المواطن السيناوي اليوم إلى جيشه، فيرى بوناً شاسعاً بينه فى 1973 و2016. في الأولى، كان يحمي الشعب من إسرائيل، وفي الثانية يحمي إسرائيل من احتمال تهديد الشعب لها.
انقلابٌ حدث في كل شيء، في عقيدة هذا الجيش وسلوكه، في أمن الناس وحياتهم، في مستقبل هذه البلاد واستقرارها، انقلاب بدّل الأمن خوفاً، والحبّ كراهية، والسعة ضيق، والانتماء عداوة، هو الفارق بين 1973 و2016.
حدث انتصرت فيه الأمة على نفسها بالاتحاد، فكانت الوحدة واقعاً، من حيث مشاركة القوات العربية من معظم الدول، وكانت الوحدة ظاهرةً في المواقف السياسية، وفي تعاطف الشعوب وانشغالها واهتمامها بالمعركة ونتيجتها. انتصر العرب، في ذلك اليوم، لكرامتهم، وقاتلوافي يوم واحد في جبهتين، وبتنسيق نشعر بقيمة فقده الآن.
وأرى أنّ محاولة التقليل من نصر أكتوبر، سواءً في أحداثه العسكرية ونتيجته على الأرض، أو في الأثر المعنوي الذي تركه، والنقلة التي أحدثها في الشعور بالذات والقدرة على تحقيق الانتصار لدى العرب عموماً، وما أحدثته من عثرة في وجه الرغبة الصهيونية الجامحة في التوّسع على حساب دول المنطقة جغرافياً، وكسر هالة الجيش الإسرائيلي الذي لا يقهر محاولة تضرّ بالأمة، وتصب لصالح إسرائيل.
محاولة التقليل هذه تفقد الأمة أهم حدث صنعته في تاريخها، فضلاً عن أن تقوم بمحاولات لصناعة انتصارات في ميادين أخرى.
بكلّ وضوح، الذين يشيعون أجواء التشكيك حول النصر، أو يقلّلون من أهميته، يصبّون في مصلحة أعداء الأمة لا في مصلحتها، وإن أظهروا غير ذلك، فالأفضل لنا أن نقول إنّنا انتصرنا، بل قادرون على صناعة انتصارات أخرى، أكبر حجماً وتأثيراً.
تأتي ذكرى السادس من اكتوبر، تحمل لأهالي الأرض المحرّرة معاني كسر القيد وعودة الكرامة والانفكاك من معاناة الاحتلال. إنّه يوم النصر والكرامة الوطنية، إذ رفرف فيه العلم، وحُرّر الأسير، ورجع الغائب، وتحقّقت أمنية الشهيد.
وبعد أربعين عاماً، استيقظ أصحاب الأرض المحرّرة على أصوات الجرافات تجرف أراضى زراعية، وتهدم مباني سكنية، وأصوات الطائرات تضرّب عن قصد وعن غير قصد إرهاباً كان محتملاً، فأصبح لا يحتمل، وعدواً صنعته قيادة الجيش من أبناء الوطن، وهم يعلمون خطر مايقومون به، فإذا بالجيش الذي انتصر بالأمس للشعب والأرض من العدو الإسرائيلي يقاتل اليوم الشعب نفسه الذي انتصر له، ويجرف الأرض نفسها التي أريقت دماء أبنائها عليها، من أجل تحريرها، من أجل حماية أمن إسرائيل.
ينظر المواطن السيناوي اليوم إلى جيشه، فيرى بوناً شاسعاً بينه فى 1973 و2016. في الأولى، كان يحمي الشعب من إسرائيل، وفي الثانية يحمي إسرائيل من احتمال تهديد الشعب لها.
انقلابٌ حدث في كل شيء، في عقيدة هذا الجيش وسلوكه، في أمن الناس وحياتهم، في مستقبل هذه البلاد واستقرارها، انقلاب بدّل الأمن خوفاً، والحبّ كراهية، والسعة ضيق، والانتماء عداوة، هو الفارق بين 1973 و2016.