16 مايو 2018
كذبة إبريل في سيناء
القدر فقط هو ما جعل من شهر إبريل/ نيسان موعدا للاحتفال بتحرير سيناء، ففي الخامس والعشرين منه، في العام 1981، رفع العلم على آخر أرض تحرّرت من شبه الجزيرة، أو هكذا أريد للمشهد هنا أن يتوقف، لكي لا ينتبه الشعب إلى أرض تمّ التنازل عنها بصفه نهائية في أم الرشاش، لكن لم يكن يعلم من رفع العلم وصنع الاحتفال أنّه مطلوب التنازل عن أجزاء أخرى من سيناء.
القدر فقط هو من جعل هذا الشهر مرتبطاً عندنا، نحن المصريين، بفكرة الكذبة الأكثر فجاجة، والأكثر سذاجة، فانتشرت على بيننا طرفة كذبة إبريل، إذ يبادر الناس إلى توصيف أي شيء غير متوّقع حدوثه، أو يستغرب حدوثه بأنّه كذبة إبريل، لكنّنا أيضاً لم ننتبه إلى أنّ الحدث الأكبر عندنا (عيد التحرير) هو الكذبة الأشهر في إبريل.
أكبر كذبة كتبها شاعر "سينا عادت لينا ومصر اليوم في عيد"، وفِي بداية الشهر من كلّ عام تضج وسائل الإعلام على مدار 36 عاماً عن النصر المؤزر، وعن تضحيات الجنود، وعن تضحيات أهل سيناء وبطولاتهم، وكذلك تملأ الدنيا ضجيجاً عن ضرورات التنمية وغمر الأرض بالماء والبشر منذ عهد أنور السادات، ولم يتحقق من هذا شيء، لكنّنا أيضاً لم ننتبه إلى أنّها كذبة إبريل، حتى جاءت حكومة الانقلاب فصنعت من أهل سيناء عدوا، واستباحت الأرض والدم، واستباحت معها القيم والمبادئ والأخلاق، ومحت الماضي، ودمرت فرص المستقبل، وظهر المحتل الإسرائيلي بشكل يومي، تقصف طائراته في كل مكان، عاد من جديد إلى سيناء. ولكن، بشكل مختلف ولربما يعود كما كان؟
ما يحصل، أظهر لنا حقيقة كنّا نحاول أن لا نراها، أظهرت لنا أنّ أكبر كذبة تردّدت على ألسنة شعبٍ حتى صدّقها هي كذبة التحرير، وإنّ أكذب مقولةٍ تردّدت هي تنمية سيناء، وإن أكذب من تاجر بدماء استباحها هم عسكر كامب ديفيد.
اليوم تجلت الحقيقة، في الشرق تدمير وتهجير، وفِي الغرب تضييق وتقتير وحصار، كانت سياراتنا تحمل الخضروات والفاكهة متجهة غرباً الى أسواق مصر، وأصبحت اليوم تتجه غرباً أيضا، وهي تحمل أمتعة الفارين بحياتهم من جحيم القصف والحرب، فالمواطن المسكين أصبح بين اعتقال الولاية أو اعتقال الدولة، وبين سكين الولاية ومشنقة النظام أو صيد للإرهاب الطائش أو النظام الخائن ورصاصهما المتطاير.
جاء إبريل، بعد أن ظهرت حقائق لا يمكن التدليس بنقيضها بعد اليوم على الناس، وبقي أن ندعو لسيناء أن تتحرّر، وأن يرزقها بمن يعمل على تنميتها ويحفظ أراضيها، ويعيد ما ضاع منها، حينها نجعل لسيناء عيداً، لكن بكل تأكيد سيكون في غير إبريل وكذباته.
القدر فقط هو من جعل هذا الشهر مرتبطاً عندنا، نحن المصريين، بفكرة الكذبة الأكثر فجاجة، والأكثر سذاجة، فانتشرت على بيننا طرفة كذبة إبريل، إذ يبادر الناس إلى توصيف أي شيء غير متوّقع حدوثه، أو يستغرب حدوثه بأنّه كذبة إبريل، لكنّنا أيضاً لم ننتبه إلى أنّ الحدث الأكبر عندنا (عيد التحرير) هو الكذبة الأشهر في إبريل.
أكبر كذبة كتبها شاعر "سينا عادت لينا ومصر اليوم في عيد"، وفِي بداية الشهر من كلّ عام تضج وسائل الإعلام على مدار 36 عاماً عن النصر المؤزر، وعن تضحيات الجنود، وعن تضحيات أهل سيناء وبطولاتهم، وكذلك تملأ الدنيا ضجيجاً عن ضرورات التنمية وغمر الأرض بالماء والبشر منذ عهد أنور السادات، ولم يتحقق من هذا شيء، لكنّنا أيضاً لم ننتبه إلى أنّها كذبة إبريل، حتى جاءت حكومة الانقلاب فصنعت من أهل سيناء عدوا، واستباحت الأرض والدم، واستباحت معها القيم والمبادئ والأخلاق، ومحت الماضي، ودمرت فرص المستقبل، وظهر المحتل الإسرائيلي بشكل يومي، تقصف طائراته في كل مكان، عاد من جديد إلى سيناء. ولكن، بشكل مختلف ولربما يعود كما كان؟
ما يحصل، أظهر لنا حقيقة كنّا نحاول أن لا نراها، أظهرت لنا أنّ أكبر كذبة تردّدت على ألسنة شعبٍ حتى صدّقها هي كذبة التحرير، وإنّ أكذب مقولةٍ تردّدت هي تنمية سيناء، وإن أكذب من تاجر بدماء استباحها هم عسكر كامب ديفيد.
اليوم تجلت الحقيقة، في الشرق تدمير وتهجير، وفِي الغرب تضييق وتقتير وحصار، كانت سياراتنا تحمل الخضروات والفاكهة متجهة غرباً الى أسواق مصر، وأصبحت اليوم تتجه غرباً أيضا، وهي تحمل أمتعة الفارين بحياتهم من جحيم القصف والحرب، فالمواطن المسكين أصبح بين اعتقال الولاية أو اعتقال الدولة، وبين سكين الولاية ومشنقة النظام أو صيد للإرهاب الطائش أو النظام الخائن ورصاصهما المتطاير.
جاء إبريل، بعد أن ظهرت حقائق لا يمكن التدليس بنقيضها بعد اليوم على الناس، وبقي أن ندعو لسيناء أن تتحرّر، وأن يرزقها بمن يعمل على تنميتها ويحفظ أراضيها، ويعيد ما ضاع منها، حينها نجعل لسيناء عيداً، لكن بكل تأكيد سيكون في غير إبريل وكذباته.
يحيى عقيل (مصر)