لا شك أن المشهد المسرحي الذي علا فيه التصفيق عشرات المرات وقوفاً لنتنياهو، في مجلس النواب الأميركي، قد استفز أوباما، كما غيره من الأميركيين، إلا أن ما حصل، إذا لم يستكمل بخطوات تستطيع أن تمنع أو توقف الاتفاق مع إيران.
تدخل نتنياهو، في عام 2012، في الانتخابات الأميركية لصالح منافس أوباما، الجمهوري ميت رومني، وأجرى في زيارته لقاءات عديدة، دعا فيها إلى انتخاب رومني حينها. هذه المرة، هي انتخابات إسرائيلية، ويحتاج فيها نتنياهو لتقديم نفسه زعيماً دولياً، ومن الكونغرس.
الأزمة اقتصادية، إنما الأهداف سياسية، وهي، باختصار، ما يمكن وصف الحرب الباردة الجديدة الناشئة بين الولايات المتحدة الأميركية وروسيا، والصراع الهادئ حتى اللحظة بين الجبارين يأخذ أشكالاً مختلفة من الضغط واستخدام كل الوسائل.
أراد أوباما الخطوة الكوبية لتضاف إلى إرثه الرئاسي على المستوى الخارجي، بعد فتح القناة مع إيران، على الرغم من عدم توقيع الاتفاق بعد، وهي ستطرح جدلاً واسعاً مع الكونغرس الجمهوري، خصوصاً فيما يتعلق بنقطة رفع العقوبات عن كوبا.
صحيح أن روسيا موجودة في المنطقة، ولديها قواعدها في سورية. وصحيح أن طموحاتها بلعب دور سياسي في المنطقة مشروعة، نتيجة علاقاتها مع النظام في سورية، إلا أن هذه الجولة الاستطلاعية لبوتين في تركيا لم تستطع أن تتجاوز الحاجة الاقتصادية للبلدين.
تأتي مبادرة سعد الحريري بالحوار على إيقاع الأجواء الإقليمية والدولية، وتهدف، بالتحديد كما قال، من أجل تخفيف الاحتقان السني الشيعي، وهي مصلحة مشتركة مع حزب الله في هذه الظروف.
لن تحمل السنتان المقبلتان لأوباما معارك رابحة مع الجمهوريين، في سياسته الداخلية كما الخارجية، وهو ما بدأ يظهر من التصاريح الواضحة لنواب في الكونغرس، حول ليس فقط عدم تمرير مشاريع جديدة، بل إعادة البحث في بعض المشاريع.
لبنانياً، يبدو المشهد الدستوري السياسي الديني متشابكاً. ويبدو، من الممارسة أن المؤسسات الدينية تجاوزت دورها، لتتداخل مع السياسي، وأحياناً مع الدستوري، كما أن ممارسات السلطة السياسية تجاوزت دورها، لتتداخل مع الديني، وتكرس نظاماً طائفياً بامتياز.
لا شك أن معركة عين العرب تشكل نقطة تحول في الصراع مع داعش، ولا شك، أيضاً، أن أردوغان يحاول الاستفادة من موقعه القوي حالياً، عبر الحاجة إليه على الأرض، لعلمه أن الضربات الجوية وحدها لا تكفي، من أجل تحقيق شروطه.