تعود أميركا إلى العراق، البلد الذي خرجت منه "خروجاً شكلياً"، وبـ"نموذج" من قواتها العسكرية، تحت غطاء لا يُخفي النيات، وهي تعد بما هو أكثر عدداً، وأوسع انتشاراً، وكأنها تعتزم "تجديد احتلالها" له..
مع كوننا مجتمعاً يُفترض به أن يتلمس طريقه إلى ما يمكن أن يُقيم عليه وجوده الصحيح والسليم، إذا به مجتمعاً يتعصّب لـ"هويته الطائفية"، ويُوغل في مدّ جذور "العرقية" بمقومات البقاء والاستمرار.
نؤكد لكم، نحن رواد هذا الشارع في "جمعتنا المقدسة"، أننا لا نريد شيئاً منكم، باستثناء أمر واحد، هو: أن تكفّوا عن قصده في يومنا هذا، فنحن لا نطمئن لوجودكم بيننا، وإن كنتم تسيرون معزولين، ووجودكم لا يحمل الطمأنينة للمكان.
بديل أن تستكمل الحياة شروط وجودها الحضاري، مع بدايات القرن الحادي والعشرين، كما كان الإنسان المنتظر لهذا القرن يأمل، إذا بالعصر يكبو، وتكبو الحياة بالإنسان معه، فتنهار، وعلى مرأى منه، معاني الوجود الكبرى.
ما حصل من تدمير في العراق، وللعراق، إن كان "الأرضيّ" منه يحتاج عقداً أو عقدين من السنين لإصلاحه وإعادته، فإن خمسة عقود قد تكون غير كافية لإصلاح البشر مما لحق النفوس من خراب.
نحتاج، اليوم، إلى الكتابة في "الرد على أنفسنا" التي وجد الاستعمار منفذاً منها للعودة، فكان أول ما قام به هو "تنمية الهويات الزائفة" التي لا نبرّىء ذمة المثقف، مثقفنا، من إشاعتها، والعمل على تكريسها باتخاذها منبعاً لـ"أصوليات التفكير".
تلقى موقع وصحيفة العربي الجديد تعقيباً من الكاتب العراقي، ماجد السامرائي، على مقال للزميل معن البياري، بشأن وزير الثقافة الجديد في العراق، ويوضح أن اعتراضه على الوزير أن لا حضور له في الحياة الثقافية في العراق، ناهيك عن الثقافة العربية.
توقّف "السلطويون" الذين قَدِموا مع المحتل الأميركي إلى العراق، وعدّوا إسقاطه النظام السابق أمراً شرعياً، توقفوا عند "معانيهم الصغيرة" ولم يتجاوزوها، وحين أقدموا على "الممارسة السياسية"، وقعوا في أخطاء أفدح من التي جاؤوا، مع المحتل، بدعوى إنهائها أو تغييرها.