أنا بائع الحبّ، أحملُ زجاجةَ ماءٍ فارغة، وقطعة صابون، ومنديلًا مستعملًا، وأنتظرُ أن تمطر! أشعل شمعةً، ثم أنفخُ عليها كما كنتُ أنفخُ على الطعامِ الساخنِ حين كنتُ آكله
لا أحد يسمع ما يدور في بالي، فأهجرُ السعادةَ وأبحث عن الحبّ، فأغرقُ، أسقطُ، أغارُ، أبكي، أتوحّد، أمشي في الشارع وأحادث غيابها، وأغنّي لها، الأغنياتُ هنا.. لم تعد أغنيات فرح.
يصبح كلّ رجال السوء دعاةَ عفافٍ ومكارم، ها أنت تقصّ الشجرَ الأسودَ في بالك بستانَ غيابٍ، وتلوّن حضورَك بألوانٍ شتّى لها اسمٌ واحدٌ، لا يشبهك اللون الأسود، لا تشبهه
لم نلتقِ كثيرًا بعدها، كنّا نتواعدُ، وتفشلُ خطّتنا الماكرة في اللقاء، وكانت الغرفةُ التي اعتادت الفوضى تضطرب من الترتيب المفاجئ، وتهيّئ نفسها لشمعٍ لم يُشعَل
أحمل ثأري فوق صدري معلَّقاً بسلسلةٍ ذهبيةٍ فيها صورته، صورته بكامل ملامحه قبل المجزرة، المجزرة التي أنجبت ثأري جنيناً لم أرده يوماً، لكنّني الآن أخلص له، غاب اسمي وظلّت قصّتي وضفيرتاي وثأري، وغاب اسمه و ظلّت صورته
جثثٌ مصلوبةٌ لأقفال لا تنطقُ قصصها، آلافٌ مؤلفةٌ من حكايا الحب معلقةٌ للناس وعاريةٌ للهواء إلا من ألغازها، وتنظر بحرقةٍ نحو النهر لتبحث عن مفاتيحها الغارقة، جسرٌ للحب، من ضفة ما قبل الشهقة إلى ما بعدها
أعرفُ نفسي أنني أدافع عن حريّتي أمامَ سجنٍ على هيئة امرأة، القضبانُ الحديدية قفصٌ صدريٌ من عظامٍ رقيقةٍ، أرضُ السجنِ جسدٌ لا يُشبعُ منه، رائحة السجن هي رائحة تعفّني وأنا مستسلمٌ لجنونها
الحرب رحبة، أوسع أفقيًا، أعلى وأقدم من السلم، والقتل سبق. وربّما كان اللجوء قبلها ثمّ ارتبط بها كطفل يتعلّق بثوب أمّه بيد، وبالأخرى يلوّح لمن لا يعرفه. يقول القصّاص على سجيّته في محنة الجذور