واصل عدد الشهداء في غزة الارتفاع مع تصاعد العدوان الإسرائيلي واستمرار الاحتلال في قصف المنازل والأراضي الزراعية، وكل ما يتحرك في شوارع القطاع.
ووفق آخر إحصائية، فإن عدد الشهداء وصل إلى 56 منذ بدء العدوان، فيما أصيب أكثر من 480 آخرين، بينهم العشرات في حالة الخطر الشديد.
واستهدف الاحتلال، ليل الاربعاء، استراحة على بحر القرارة جنوبي القطاع، ما أسفر عن استشهاد شخصين فضلاً عن إصابة 15 جروحهم خطيرة.
كما قصف منتصف ليل الأربعاء ــ الخميس، سيارة لوكالة إخبارية محلية، ما أدى إلى استشهاد الشاب حامد شهاب العامل في الوكالة وإصابة ستة آخرين، بينهم صحافيان.
وبين الشهداء 14 طفلاً، وعشر نساء، وفق قائمة نشرها المتحدث باسم وزارة الصحة في غزة الطبيب أشرف القدرة، الذي حذّر من أن الأوضاع الصحية في غزة غير مستقرة ويمكن أن يتسبب نقص الأدوية والوقود في كارثة صحية.
واستشهدت، مساء اليوم الأربعاء، المواطنة المسنّة سليمة العرجا (60 عاماً) والطفلة مريم العرجا (11 عاماً) في القصف الإسرائيلي الذي استهدف منزل عائلتهم في مدينة رفح جنوبي القطاع.
كما استُشهدت السيدة الفلسطينية أمل عبد الغفور وطفلتها الرضيعة رنين التي تبلغ من العمر عاماً واحداً، بعد قصف الطيران الحربي الإسرائيلي منزل العائلة، مما أدى الى تدميره إضافة إلى تدمير عشرات المنازل بصورة شبه كاملة حول المنزل المستهدف.
وعصراً، استشهد خمسة أفراد من عائلة واحدة، بينهم طفلان ووالدتهما في قصف استهدف منزل العائلة في مخيم البريج وسط قطاع غزة.
ووجدت الطواقم الطبية مفقودين شهداء تحت الأنقاض بعد عمليات بحث شارك فيها المواطنون لقلة الإمكانيات.
ورصد مسؤولون طبيون ارتفاع أعداد الشهداء من النساء والأطفال في العدوان، نتيجة استهداف المنازل. وأفاد مصدر طبي، لـ"العربي الجديد"، أن "نصف الشهداء، حتى الآن، من الأطفال والنساء".
وأدّى العدوان الذي تصاعد بشكل سريع في الساعات الماضية، إلى تدمير 65 منزلاً في أنحاء متفرقة من القطاع، خمسة منها على الأقل تم قصفها على من فيها، مما أدّى إلى استشهاد أسر بأكملها، كعائلتي حمد، وكوارع.
وشنّ الطيران الحربي، على مدار اليوم الأربعاء، قصفاً بعشرات الصواريخ، مستهدفاً منازل قيادات كبيرة في "كتائب القسام" و"سرايا القدس"، ومواطنين مدنيين من دون سابق إنذار. وردّت المقاومة على العدوان المتواصل، بإطلاق الصواريخ على الأراضي المحتلة.
وأعلن مسؤول إسرائيلي للإذاعة الإسرائيلية أن "الجيش شنّ منذ بدء عمليته العسكرية، 440 غارة على القطاع" حتى عصر الأربعاء، فيما ارتفع العدد وفقاً لمصادر أمنية في غزة إلى ما يزيد عن 520 غارة، في الوقت الذي قرر فيه جيش الاحتلال مواصلة عدوانه.
وأعلنت "القناة الثانية" الإسرائيلية، أن "الطيران الإسرائيلي يعمل على قصف البنى التحتية المدنية في قطاع غزة"، فيما ردت المقاومة باطلاق دفعات جديدة من الصواريخ فضلاً عن تنفيذ عملية نوعية.
وقال مصدر في المقاومة في غزة لـ"العربي الجديد" إن مجموعة من المقاومين تمكنت من اقتحام قاعدة "زيكيم" العسكرية للمرة الثانية في غضون الـ24 ساعة الماضية، وإن اشتباكات جرت في المنطقة، قبل أن يعلن جيش الاحتلال استشهاد اثنين من المنفذين.
من جهتها، قالت "كتائب القسام"، الذراع العسكرية لحركة "حماس"، مساء الأربعاء إن مقاتليها أطلقوا ثلاثة صواريخ على مدينة ديمونا في الأراضي المحتلة عام 1948، والتي يوجد فيها مفاعل نووي. واعترف الاحتلال بسقوط الصواريخ، مشيراً إلى وقوع إثنين في مناطق مفتوحة، بينما اعترضت منظومة القبة الحديدية الآخر". وبالتزامن أوعزت قيادة الجبهة الداخلية الاسرائيلية بفتح الملاجئ العامة بعد إطلاق صاروخ على حيفا.
ووصلت صواريخ المقاومة إلى مدينة حيفا المحتلّة مجدداً، إذ قصفتها "كتائب القسام" بصاروخ من طراز "أر 160".
وأطلقت "سرايا القدس" صواريخ عدة من طراز "براق 70" على مدينة تل أبيب وسط إسرائيل. وزعم الاحتلال أن القبة الحديدة اعترضت صواريخ أُطلقت من القطاع باتجاه تل أبيب.
كما أعلنت "كتائب القسام" أن "مقاتليها أطلقوا عشرات الصواريخ، على دفعات متفرقة، على مستوطنات نتيف هعتسرا، وكريات غات، وموقع رعيم العسكري، وحشودات الاحتلال البرية، التي كانت تتمركز شرقي المحافظة الوسطى".
في غضون ذلك، طالبت شبكة المنظمات الأهلية الفلسطينية، المجتمع الدولي وتحديداً الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، بـ"التحرّك الفوري والجدّي من أجل وقف العدوان الإسرائيلي، على أبناء الشعب الفلسطيني، وتوفير الحماية الدولية العاجلة".
ودعت الرئيس الفلسطيني محمود عباس، لـ"الإسراع بالإعلان عن انضمام فلسطين لاتفاقية روما، الخاصة بتشكيل محكمة الجنايات الدولية، بما يضمن ملاحقة مجرمي الحرب الإسرائيليين وتقديمهم للعدالة".