ووقعت تلك الشخصيات على بيان مفتوح وجه إلى الشعب السوري، مفتتحا بـ "اليوم في لحظة دقيقة من تاريخ الثورة، حيث تسعى العديد من الدول إلى الإبقاء على رأس نظام الاستبداد متجاهلين الجرائم التي ارتكبها بحق الشعب السوري الأبي والصامد...".
واعتبر البيان أن "الهيئة التفاوضية الجديدة هيئة لا تمثل تطلعات السوريين"، مشدداً على أن "رحيل بشار الأسد في بداية المرحلة الانتقالية مبدأ غير قابل للتفاوض، وشرط حتمي لحصول أي انتقال سياسي حقيقي وذي معنى".
ودان الموقعون "الطريقة الانتقائية في اختيار الهيئة التفاوضية، التي أنتجت فريقاً تتناقض مواقف العديد من أعضائه مع تطلعات السوريين في الدخول في عملية انتقال سياسي حقيقية، تبدأ بإبعاد رموز الاستبداد المسؤولين عن القتل والتهجير والدمار الذي حل بسورية خلال السنوات الماضية".
كما أشاروا إلى أن "وجود منصة موسكو، التي تعتبر الثورة السورية مؤامرة صهيونية إمبريالية - في قيادة الوفد المفاوض، هو إهانة للثورة السورية ولدماء الشهداء وتضحيات الشعب السوري".
وأكدوا أن "استقلال القرار الوطني السوري قضية محورية، ويكون في مدى الالتزام بمبادئ الثورة واحترام دماء شهدائها وتضحيات الشعب السوري، وما حدث هو تنازل عنها لصالح رغبات خارجية تخالف إرادة الشعب ومصالحه".
وأضاف الموقعون، في بيانهم، أنّ "الواقعية السياسية تقتضي أن يعاقب من ارتكب جرائم إبادة وحشية ضد شعبه - لا تضاهيها سوى جرائم النازية - بما يتناسب مع ما ارتكبه، لا أن يكافأ بالبقاء في منصبه وإعادة الشرعية له ولو للحظة واحدة".
ودعا البيان "السوريين جميعاً على مختلف انتماءاتهم وفئاتهم وعقائدهم للعمل بكل الوسائل الممكنة والمشروعة لمواجهة هذه المؤامرة الخطيرة على الثورة وعلى مستقبل سورية أرضاً وشعباً".
ومن أبرز الموقعين على البيان، مجالس المحافظات الخاضعة لسيطرة المعارضة، والمجلس الوطني، إعلان دمشق، التيار الشعبي الحر، رابطة المستقلين السوريين الكرد، الهيئة السياسية لأبناء الجولان، الهيئة السياسية لقوى الثورة في حلب، اتحاد التنسيقيات حول العالم، هيئة الحراك الثوري السوري، حركة نداء سورية، مجلس قبيلة البكارة، تجمع قبيلة طي العربية، قبيلة الملية الكردية، ألوية سيف الشام، جيش العزة، رابطة المحامين السوريين الأحرار، رابطة معتقلي صيدنايا تجمع ثوار سورية، ومجموعة العمل لأجل سورية.
في السياق نفسه، هاجم 21 فصيلاً عسكرياً من المعارضة السورية، مساء الثلاثاء، المؤتمر، وأعلنوا رفضهم لنتائجه، وعدم اعترافهم بتمثيل الوفد الذي انبثق منه.
واعتبرت الفصائل، في بيان مشترك صدر ليلة الثلاثاء، أنّ "مؤتمر الرياض يأتي في سياق المؤتمرات التي تحاول الالتفاف على مطالب الثورة السورية".
وأكدت "التمسك بأربع نقاط رئيسية، وهي رفض أي دور لرئيس النظام السوري بشار الأسد وزمرته الحاكمة في المرحلة الانتقالية، ولا في مستقبل سورية"، والتمسك بهدف المفاوضات الرئيسي، و"هو تشكيل هيئة حكم انتقالية كاملة الصلاحيات من خلال عملية انتقال سياسي شاملة وفق مرجعية القرارات الأممية ذات الصلة، إضافة لبيان الرياض الأول الصادر بتاريخ 10 ديسمبر/ كانون الأول 2015"، ورفض إدخال أيّ جهة معادية للثورة في جسمها التفاوضي كمنصّتي القاهرة وموسكو، إضافة إلى أنّ "الهيئة العليا للمفاوضات لن تتمتع بشرعية داخلية ولا خارجية ما لم يتم تصحيح التمثيل في بنيتها واختيار شخصيات ثورية تلتزم بما جاء في وثيقتي المبادئ الخمسة للثورة السورية وميثاق الشرف الثوري".
واعتبر البيان "منصتي القاهرة وموسكو جهتين معاديتن للثورة تنافحان لأجل بقاء المجرم في العملية السياسية"، موضحاً أن الهيئة العليا للمفاوضات "لن تتمتع بشرعية داخلية ولا خارجية ما لم يتم تصحيح التمثيل في بنيتها واختيار شخصيات ثورية تلتزم بما جاء في وثيقتي المبادئ الخمسة للثورة السورية وميثاق الشرف الثوري".
ودعت الفصائل ممثلي الائتلاف والفصائل المشاركة في الهيئة العليا والوفد المنبثق عن مؤتمر الرياض 2 إلى "الثبات على مبادئ الثورة وعدم شرعنة أيّ حراك أو مؤتمرات أو مفاوضات تتجاوز الخطوط الحمراء للثورة"، مشيرةً إلى أنّ "حسّ الشعب السوري كان عالياً عندما رفض الدعوات التي تم توجيهها إلى مؤتمر سوتشي، وهو نفسه الذي سيرفض من لا يشترط زوال نظام الأسد ومحاكمته في صفوف الثورة والمعارضة الشريفة".
ووقّع على البيان كل من حركة أحرار الشام الإسلامية، وحركة نور الدين الزنكي، ولواء سليمان شاه، والفرقة 404، وتجمع فاستقم كما أمرت، ولواء المعتصم، ولواء صقور الشمال، والفرقة 406، والفرقة 312، وجيش العزّة، والفرقة التاسعة، وکتائب ثوار الشام، واللواء 51، والفرقة الشمالية، وألوية سيوف الشام، واللواء الخامس، وفوج المصطفی، والفرقة 400، والفوج الأول، ولواء السلطان عثمان، والفرقة 401.
وكان وفد الهيئة العليا، التي تم اختيارها في ختام الرياض 2، قد وصل إلى جنيف، أمس الإثنين، وعقد العديد من اللقاءات الجانبية مع المبعوث الدولي إلى سورية، ستيفان دي ميستورا، ونائب مساعد وزير الخارجية الأميركي، ديفيد ساترفيلد.
وفي غضون ذلك، نقلت وكالة "سبوتنك" الروسية أن "وفد النظام السوري وصل إلى جنيف، من أجل حضور الجولة الثامنة من المحادثات، التي ترعاها الأمم المتحدة".
وتضم الهيئة العليا للتفاوض، في تركيبتها الجديدة، أربعة أعضاء من منصة موسكو ومثلهم من منصة القاهرة، وهؤلاء سيحضرون مؤتمر سوتشي "للشعوب السورية"، بل وأعلنوا ذلك قبل الذهاب إلى مؤتمر الرياض 2، الأسبوع الماضي، كما سيذهب معهم أيضاً ستة أعضاء من هيئة التنسيق التي تنسق مواقفها مع ساسة موسكو، وتحظى بدعمهم وحمايتهم.