12 % نمو قطاع تزيين الحدائق في الكويت

15 يونيو 2015
حدائق الكويت تتزايد سنوياً (Getty)
+ الخط -
يعتبر قطاع تزيين الحدائق واحداً من أكثر القطاعات التي تشهد نشاطاً في السوق الكويتية، في ظل العدد الكبير من الحدائق الذي توفره الدولة عبر وزارة البلدية، وقيام مؤسسات القطاع الخاص بتزيين مداخل مرافقهم، متعاقدين مع شركات التزيين وإعداد الحدائق، إذ يصل الإنفاق الخاص في القطاع إلى نحو 80 مليون دولار تقريباً.

ويتوزع قطاع تزيين الحدائق ما بين الأشجار والأعشاب التجميلية من جهة، وشراء المقاعد الخشبية والرفوف والبوابات الحديدية على مدخل الحدائق من جهة أخرى، فضلاً عن تزيين الشوارع ومداخل المؤسسات خلال المناسبات الرسمية.


نمو سريع
وأوضح المسؤول التنفيذي في شركة "بيرويا ديزاين"، باسل أشقر، أن الكويت تعد من بين الدول الأسرع نمواً في إقامة وتزيين الحدائق في الخليج، إذ تستفيد من المبالغ العالية التي تنفقها الحكومة على تزيين حدائقها العامة. وقال إنها تتعاقد مع شركات من أجل توفير الأشجار والمزروعات في نحو 210 حدائق عامة منتشرة في جميع المناطق. ولفت إلى أنها تشتري الأشتال والأشجار الكبيرة من الشركات الزراعية الموجودة في الكويت، لقاء مناقصات تتراوح قيمة الواحدة منها بين 3.5 و7 ملايين دولار تقريباً، مبيناً أن هذه المناقصات تجري كل 3 سنوات تقريباً.

وأضاف أشقر، في تصريح لـ"العربي الجديد"، أن عدد الشركات العاملة في تزيين الحدائق في السوق الكويتية يصل إلى نحو 4 شركات، تسجل مبيعات سنوية تصل إلى 12 مليون دولار تقريباً، 60% منها للقطاع الحكومي، فيما تدفع شركات القطاع الخاص نحو 4 ملايين دولار تقريباً سنوياً على إقامة حدائق في الأراضي القريبة من مرافقها.

وتابع أشقر: أن الحدائق في الكويت سوق تشهد نمواً كبيراً في جميع السنوات، مقدراً عدد الحدائق التي تفتتح سنوياً في الدولة بنحو 40 حديقة، موزعة بين حدائق عامة تحتوي على مطاعم وملاعب رياضية وأماكن للشواء وغيرها، وأخرى مخصصة للقطاع الخاص الذي يحصل على رخصة لبناء حديقة من قبل وزارة البلدية وتزيينها بالقرب من مقر الشركة الرئيسي، على ألا تتجاوز مساحتها 250 مترا مربعا.


من ناحيته، أكد نائب المدير العام لقطاع الزراعة التجميلية في الهيئة العامة للزراعة، توفيق الحداد، أن الهيئة حريصة على تزيين الحدائق العامة التي تديرها على مستوى البلاد، في ظل الإقبال الكبير من المقيمين في الدولة على زيارتها على مدار العام. وبيّن أن الهيئة تدير نحو 140 حديقة في الدولة، في حين تتولى وزارة البلدية إدارة نحو 80 حديقة واقعة على أطراف البلاد، ومنوهاً إلى أن السلطات ترصد سنوياً مبالغ ضخمة من أجل تزيين الحدائق وزراعتها بالعشب الاصطناعي، والذي تصل كلفة زراعة أرض مساحتها 50 مترا مربعا إلى نحو 100 ألف دولار تقريباً.

وأشار الحداد، في تصريح لـ"العربي الجديد"، إلى أن الشركات الخاصة تتعاقد مع شركات عالمية من أجل استيراد بعض الأشجار والمنتجات المخصصة للحدائق لقاء مبالغ تصل إلى ربع مليون دولار لكل حديقة، في حين تدفع ثمن الرخصة نحو 3 آلاف دولار سنوياً.
وأشار الحداد إلى أن الإنفاق على تزيين الحدائق في الكويت نما بنحو 12% في السنوات الثلاث الماضية، والتي تلت خروج الدولة بشكل شبه نهائي من الأزمة المالية العالمية، وعودة الشركات إلى تحقيق الأرباح، ما ساعدها على رصد الاعتمادات اللازمة لتحسين مرافقها، وتوفير بعض المواقع المخصصة لاجتماع الموظفين وعائلاتهم بعيداً عن أجواء العمل.

وبدأت وزارة البلدية أيضا بالاهتمام، في السنتين الأخيرتين، بتوفير المقاعد الخشبية في الحدائق والتي تدخل في الزينة الجمالية للمرافق العامة في الدولة. وأوضح المسؤول في شركة "أوركيد لتزيين الحدائق"، منذر الزعبي، أن مفهوم تزيين الحدائق في الكويت لم يعد مقتصراً على شراء الأشجار والأعشاب والزهور، بل امتد ليشمل الخشب ومد الرفوف في الحدائق العامة، أسوة بتلك الموجودة في بعض الدول الأوروبية والأميركية. وكشف عن أن الجهات الحكومية في الدولة تعمد إلى شراء المقاعد الخشبية وتوزيعها على مرافقها مقابل نحو 300 ألف دولار سنوياً في كل جهة، مبيناً أن الإنفاق الإجمالي يصل إلى نحو 15 مليون دولار تقريباً.


وقال الزعبي إن الجهات الحكومية تعمد أيضاً إلى الاهتمام بالشوارع العامة في الدولة، وأن الإنفاق في هذا القطاع الذي يدخل في إطار تزيين وتحسين البيئة العامة يصل إلى 10 ملايين دولار سنوياً، من بينها 4 ملايين دولار تنفق من قبل الحكومة، في حين تقوم المؤسسات الخاصة بإنفاق 6 ملايين دولار خلال الأعياد وتزيين الشوارع ومكاتبها ومداخل مواقفها وغيرها.

وذكر الزعبي أن الكويت تستورد سنوياً نحو 15 مليونا من الأعشاب التجميلية من تركيا والصين والتي تخصصها لتزيين الحدائق العامة، مبيناً أن الشركات العاملة في سوق تزيين الحدائق تسجل أرباحاً صافية تتراوح بين مليون و2.5 مليون دولار، في حين تصل الإيرادات التي تحصل عليها إلى نحو 15 مليون دولار تقريباً. وقال إن حوالى 25 ألف شركة تملك نحو 9 آلاف حديقة صغيرة أمام مكاتبها تقريباً. متوقعاً أن ينمو عددها إلى نحو 15 ألف حديقة بحلول عام 2017.

وتابع الزعبي، في تصريح له لـ"العربي الجديد"، أن الشركات الخاصة في الكويت بدأت أيضاً بشراء البوابات الحديدية المخصصة للحدائق من الدول الأوروبية، لافتاً إلى أنه في العام الماضي دخلت إلى السوق المحلية نحو 1000 بوابة حديثة تبلغ قيمة الواحدة منها نحو 15 ألف دولار تقريباً. وقال الزعبي إن الشركات تفضل التواصل مباشرة مع الشركات المصنعة لإرسال الأبواب مباشرة خلال مدة لا تتجاوز 10 أيام. كاشفاً أن هذا النوع من الأبواب يستعمل بكثرة لحماية الحدائق ومرتاديها من التخريب، ولتحقيق الأمان في هذه المرافق.
دلالات
المساهمون