لا بد أن عدداً لا بأس به من السفراء في الأمم المتحدة يتنفسون الصعداء لخروج نيكي هيلي من منصبها كسفيرة الولايات المتحدة الأميركية في الأمم المتحدة، ويتطلعون للعمل مع السفيرة الأميركية هيذر ناورت التي من المتوقع أن يصوت الكونغرس لصالح توليها المنصب.
فهيلي لم تترك مناسبة إلا وانتقدت أو حتى هددت زملاءها باتخاذ خطوات ومعاقبتهم وبلادهم، إن لم يصوتوا لصالح مشاريع قرارات قدمتها الولايات المتحدة الأميركية في مجلس الأمن أو الجمعية العامة للأمم المتحدة، وعلى وجه التحديد تلك المشاريع التي تحمي دولة الاحتلال الإسرائيلي.
وستكون مهمة ناورت، على الأقل من ناحية العلاقات الودية سهلة نسبياً، لأن سابقتها لم تترك مناسبة إلا وأكدت فيها عدائيتها. فقد وصفت نفسها بالعمدة الجديد للمدينة، بعد أشهر قليلة من توليها منصبها في الأمم المتحدة، خلال لقاء معها في منظمة "أيباك" الصهيونية عام 2017. وقالت في ذلك اللقاء إنه ليس من المصادفة أن ترتدي الكعب العالي، ليس لتوجيه رسالة عن الموضة، بل لركل الآخرين، أي الدول الأخرى، بكعبها في كل مرة ترى فيها شيئا خطأ.
تشترك ناورت مع هيلي بقلة خبرتهما في مجال السياسات الخارجية قبل تولي كل منهما لمنصبها، كما الخبرة القليلة في الدبلوماسية الدولية. وفي الوقت الذي كان لهيلي خبرة سياسية طويلة فيما يخص السياسات الداخلية للولايات المتحدة، حيث كانت حاكمة ولاية ساوث كارولاينا لأكثر من فترة، فإن ناورت، وقبل توليها منصبها كالمتحدثة الرسمية باسم وزير الخارجية، لم تشغل أي منصب سياسي. وحتى في عملها الصحافي لم تكن مراسلة خارج الولايات المتحدة ولم تعمل حتى على مواضيع سياسية أميركية بعمق.
فقد كانت مذيعة في برنامج صباحي على محطة "فوكس نيوز" التي يشاهدها الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، دائماً. وانضمت إليها عام 1998. ويصفها مصدر إعلامي لـ "العربي الجديد" في نيويورك، وكان قد تعامل معها خلال السنتين الأخيرتين من خلال منصبها كمتحدثة باسم وزير الخارجية، بأنها "نشطة" و"مهنية".
ويوضح "على الرغم من عدم خبرتها، إلا أنها تمكنت بسرعة من تعلم الكثير، وكانت لا تخجل من الإشارة لما لا تعرفه وخاصة فيما يتعلق بقضايا الشرق الأوسط. وتطلعاتها مختلفة عن هيلي التي لها طموحها السياسي ورغبة بالتنافس على منصب الرئاسة الأميركية، ما حتم عليها أن تترك بصمتها الخاصة، وقد ظهر ذلك مثلا في انتقادها الأكثر وضوحاً وصراحة للسياسات الروسية في سورية. أما فيما يخص فلسطين فكانت أكثر تشددا في لغتها وفي سعيها المستمر للدفاع عن الإسرائيليين لتبدو أحيانا وكأنها سفيرة إسرائيل وليس سفيرة الولايات المتحدة".
ويضيف "في هذا السياق أعتقد أن هيذر ستسير على خط البيت الأبيض لكن من المتوقع أن تستخدم لغة أقل حدية في انتقاد الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية".
اقــرأ أيضاً
لم تحصل هيذر ناورت على التقدير الذي كانت ترغب فيه وحتى الخبرة المفروضة، عندما عملت متحدثة باسم وزير الخارجية الأول، ريك تيلرسون. فالرجل لم يأخذها معه في أي رحلات خارجية تقريباً، على عكس ما هو معتاد لمناصب المتحدث الرسمي باسم وزير الخارجية، بل كانت تمر أيام من دون أن يتحدث معها.
وتشير مصادر مطلعة إلى أنها عبرت لمقربين منها في أكثر من مناسبة عن إحباطها الشديد من طريقة تعامله معها. لكن الأمور تغيرت عندما تولى مايك بومبيو منصب وزير الخارجية، إذ بدأت ترافقه في رحلاته الخارجية، واكتسبت خبرة أكبر وبدأ يظهر ذلك في تعاملها ومعرفتها في المجالات المختلفة. كما تولت منصب مساعدة وزير الخارجية (مناوبة) منذ شهر مارس/آذار الماضي، إضافة لمنصبها كمتحدثة باسم وزير الخارجية. وعلى عكس ما كان متبعاً في الفترات التي سبقت تولي ترامب للرئاسة، فإن السياسة الخارجية وخاصة فيما يتعلق بدولة الاحتلال الإسرائيلي، كانت تدار من وزارة الخارجية لكنها في ظل إدارة ترامب صارت تدار في البيت الأبيض.
ويلاقي تعيينها، في حال وافق الكونغرس عليه وهو المتوقع، امتعاضاً عند الكثيرين من النخبة السياسية والإعلامية في الولايات المتحدة. ويعود هذا الامتعاض لقلة خبرتها وأهمية المنصب كسفيرة لبلادها في المنظمة الدولية الأهم في العالم التي تصنع فيها قرارات مصيرية.
وفي العادة فإن عددا لا بأس به ممن شغلوا المنصب بالسابق كان لهم رصيد وخبرة في العمل السياسي كبيرة قبل وبعد توليهم المنصب، ومن بين هؤلاء على سبيل المثال لا الحصر جورج بوش الأب الذي أصبح لاحقاً رئيسا للولايات المتحدة، وكان قد شغل قبلها منصب نائب الرئيس ريغان لفترتين متتاليتين.
فهيلي لم تترك مناسبة إلا وانتقدت أو حتى هددت زملاءها باتخاذ خطوات ومعاقبتهم وبلادهم، إن لم يصوتوا لصالح مشاريع قرارات قدمتها الولايات المتحدة الأميركية في مجلس الأمن أو الجمعية العامة للأمم المتحدة، وعلى وجه التحديد تلك المشاريع التي تحمي دولة الاحتلال الإسرائيلي.
وستكون مهمة ناورت، على الأقل من ناحية العلاقات الودية سهلة نسبياً، لأن سابقتها لم تترك مناسبة إلا وأكدت فيها عدائيتها. فقد وصفت نفسها بالعمدة الجديد للمدينة، بعد أشهر قليلة من توليها منصبها في الأمم المتحدة، خلال لقاء معها في منظمة "أيباك" الصهيونية عام 2017. وقالت في ذلك اللقاء إنه ليس من المصادفة أن ترتدي الكعب العالي، ليس لتوجيه رسالة عن الموضة، بل لركل الآخرين، أي الدول الأخرى، بكعبها في كل مرة ترى فيها شيئا خطأ.
تشترك ناورت مع هيلي بقلة خبرتهما في مجال السياسات الخارجية قبل تولي كل منهما لمنصبها، كما الخبرة القليلة في الدبلوماسية الدولية. وفي الوقت الذي كان لهيلي خبرة سياسية طويلة فيما يخص السياسات الداخلية للولايات المتحدة، حيث كانت حاكمة ولاية ساوث كارولاينا لأكثر من فترة، فإن ناورت، وقبل توليها منصبها كالمتحدثة الرسمية باسم وزير الخارجية، لم تشغل أي منصب سياسي. وحتى في عملها الصحافي لم تكن مراسلة خارج الولايات المتحدة ولم تعمل حتى على مواضيع سياسية أميركية بعمق.
فقد كانت مذيعة في برنامج صباحي على محطة "فوكس نيوز" التي يشاهدها الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، دائماً. وانضمت إليها عام 1998. ويصفها مصدر إعلامي لـ "العربي الجديد" في نيويورك، وكان قد تعامل معها خلال السنتين الأخيرتين من خلال منصبها كمتحدثة باسم وزير الخارجية، بأنها "نشطة" و"مهنية".
ويوضح "على الرغم من عدم خبرتها، إلا أنها تمكنت بسرعة من تعلم الكثير، وكانت لا تخجل من الإشارة لما لا تعرفه وخاصة فيما يتعلق بقضايا الشرق الأوسط. وتطلعاتها مختلفة عن هيلي التي لها طموحها السياسي ورغبة بالتنافس على منصب الرئاسة الأميركية، ما حتم عليها أن تترك بصمتها الخاصة، وقد ظهر ذلك مثلا في انتقادها الأكثر وضوحاً وصراحة للسياسات الروسية في سورية. أما فيما يخص فلسطين فكانت أكثر تشددا في لغتها وفي سعيها المستمر للدفاع عن الإسرائيليين لتبدو أحيانا وكأنها سفيرة إسرائيل وليس سفيرة الولايات المتحدة".
ويضيف "في هذا السياق أعتقد أن هيذر ستسير على خط البيت الأبيض لكن من المتوقع أن تستخدم لغة أقل حدية في انتقاد الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية".
لم تحصل هيذر ناورت على التقدير الذي كانت ترغب فيه وحتى الخبرة المفروضة، عندما عملت متحدثة باسم وزير الخارجية الأول، ريك تيلرسون. فالرجل لم يأخذها معه في أي رحلات خارجية تقريباً، على عكس ما هو معتاد لمناصب المتحدث الرسمي باسم وزير الخارجية، بل كانت تمر أيام من دون أن يتحدث معها.
وتشير مصادر مطلعة إلى أنها عبرت لمقربين منها في أكثر من مناسبة عن إحباطها الشديد من طريقة تعامله معها. لكن الأمور تغيرت عندما تولى مايك بومبيو منصب وزير الخارجية، إذ بدأت ترافقه في رحلاته الخارجية، واكتسبت خبرة أكبر وبدأ يظهر ذلك في تعاملها ومعرفتها في المجالات المختلفة. كما تولت منصب مساعدة وزير الخارجية (مناوبة) منذ شهر مارس/آذار الماضي، إضافة لمنصبها كمتحدثة باسم وزير الخارجية. وعلى عكس ما كان متبعاً في الفترات التي سبقت تولي ترامب للرئاسة، فإن السياسة الخارجية وخاصة فيما يتعلق بدولة الاحتلال الإسرائيلي، كانت تدار من وزارة الخارجية لكنها في ظل إدارة ترامب صارت تدار في البيت الأبيض.
ويلاقي تعيينها، في حال وافق الكونغرس عليه وهو المتوقع، امتعاضاً عند الكثيرين من النخبة السياسية والإعلامية في الولايات المتحدة. ويعود هذا الامتعاض لقلة خبرتها وأهمية المنصب كسفيرة لبلادها في المنظمة الدولية الأهم في العالم التي تصنع فيها قرارات مصيرية.
وفي العادة فإن عددا لا بأس به ممن شغلوا المنصب بالسابق كان لهم رصيد وخبرة في العمل السياسي كبيرة قبل وبعد توليهم المنصب، ومن بين هؤلاء على سبيل المثال لا الحصر جورج بوش الأب الذي أصبح لاحقاً رئيسا للولايات المتحدة، وكان قد شغل قبلها منصب نائب الرئيس ريغان لفترتين متتاليتين.