ومع أن صباحي كان متردداً، بعد ظهور اكثر من رأي داخل معسكره، غير أنه حسم امره بعد زيارة ليلية لموفدين من المنافس عبد الفتاح السيسي.
وكشف مصدر مطلع في حملة صباحي، لـ"العربي الجديد"، أن "ضغوطاً عدة مورست على صباحي، لدفعه في اتجاه اتخاذ قرار استمراره في السباق الرئاسي، وعدم الانصياع لرغبات قواعد حملته، التي طالبته بالانسحاب الرسمي، اعتراضاً على تمديد فترة التصويت ليوم ثالث، والانتهاكات بحق الحملة، والاعتقالات الواسعة في صفوفها".
وأفاد المصدر، الذي رفض الكشف عن هويته، بأن "الكاتبين الصحافيين ياسر رزق، وعبد الله السناوي، لعبا دور الوسيط، من خلال اتصالاتهما الهاتفية بصباحي فجر اليوم الأربعاء، ونجحا في ثنيه عن قرار الانسحاب"، واقترحا عليه "عدم الدخول في صدام مع مؤسسات الدولة، الداعمة لمرشح العسكر المنافس، عبد الفتاح السيسي، والعواقب الوخيمة التي قد تحيط به جراء انسحابه، وكشف نظام الانقلاب الحاكم أمام الخارج، إذا ما أصبحت الانتخابات الرئاسية من طرف واحد".
وأضاف، نقلاً عن الوسيطين الموفدين من طرف سلطة الانقلاب، قولهما لصباحي إن "الصدام مع السيسي خطر حالياً، لأنه يعدّ صداماً مع مؤسسات الدولة الداعمة له"، داعين إياه إلى "تفويت الفرصة على أنصار جماعة الإخوان، والمقاطعين للانتخابات الرئاسية".
وتابع "نقل رزق والسناوي، عن السلطة، أن أمام صباحي فرصة لتشكيل ائتلاف حزبي، يخوض به انتخابات البرلمان المقبل، وأن يمارس حريته في المعارضة بعد تنصيب السيسي، بشرط أن يكون داخل إطار الدولة"، بحسب قولهما.
اليوم الثالث
وفي اليوم الثالث من الانتخابات المصرية، نظّم عدد من أنصار الرئيس المعزول، محمد مرسي، تظاهرات صباحية احتجاجية في الاسكندرية والدقهلية والقليوبية والشرقية والبحيرة وأسيوط. وفق ما أفادت وكالة "الأناضول".
ونظم أهالي محافظة الفيوم، جنوب غرب مصر، سلاسل بشرية عدة، اليوم الأربعاء، للتنديد بالانقلاب العسكري، ومحاولة إضفاء الشرعية عليه، بتمرير السيسي لمنصب رئيس الجمهورية.
وشاركت أعضاء حركة "نساء ضد الانقلاب" بمركز يوسف الصديق، في سلسلة بشرية منددة بالانقلاب العسكري، أكدن خلالها مواصلة الفعاليات الثورية حتى إسقاط الانقلاب، ومحاكمة الضالعين فيه وتطهير كافة مؤسسات الدولة من الفساد.
ورفع المشاركون صورًا لمرسي، مرددين هتاف: "مرسي رئيسي"، كما نادوا بمقاطعة الانتخابات الرئاسية في اليوم الثالث من عملية الاقتراع.
القضاة
الى ذلك، اتهم أحد القضاة المشرفين على اللجان، ورفض الكشف عن اسمه، من أسماهم بـ"الفاشلين" من حملات المرشحين في جذب الناخبين للجان، خصوصاً وأن الدولة كلها منتفضة من أجل تيسير كافة العقبات لزيادة نسبة المشاركة، وتساءل القاضي الشاب "هل مطلوب من القضاة أن يذهبوا ليأتوا بالناخبين من المنازل"؟.
وحول قرار مد التصويت ليوم إضافي والهجوم الذي تعرضت اللجنة العليا للانتخابات بسببه لهجوم حاد ، قال "إن وسائل الإعلام والقنوات التي تهاجمنا بسبب القرار، هي نفسها القنوات التي ظلت طوال يومي التصويت تناشد اللجنة بمد قرار التصويت"، مضيفًا "هم يريدون أن يجعلوا من اللجنة العليا للانتخابات كبش فداء للفشل في نسبة المشاركة".