تتقاسمُ كتاب تضاريس المتعة لـ عبد الكريم المقداد (دار المبدأ، الكويت)، مباحث عدّة: المكوّنات والأنواع والعنونة والسارد والشخصية والبدايات والنقد الثقافي. فينشغل مبحث تقنية الزمن بالموازنة بين زمان الواقع وزمان الخطاب، متوقفًا عند نماذج كُتبت عن حدث تمّ في أسبوع أو في سنتين، أو عن حدث تدخين سيكارة، لكلّ من: محمّد كامل الخطيب ومروان المصري ويوسف إدريس، ويحاول التدليل على وجهات نظره التي يذهب إليها بالموازنة مع الرواية، إذ يعتمد هذه الموازنة استراتيجيّة قرائيّة.
ويذكر في هذا السياق روايات "حسيبة" لخيري الذهبي بسنواتها الأربع، وراية عوليس لجيمس جويس ذات اليوم الواحد، ورواية موستيك لوليد الرجيب ذات الثلاث ساعات. فيضعها في درجة فنيّة واحدة من جهة توظيفها للزمان، خاصّة وأن طبيعة القصة القصيرة "لا تهتمّ ببلورة الحكاية الكاملة للحدث وخلفيّاته، بقدر اهتمامها بالحدث المُصَفَّى". إذ يرى أن القصة لا تعوّل على المكان، متناسيًا عشرات القصص التي يشتمُّ المتلقي رائحة المكان منها، كرائحة حارات دمشق في قصص زكريا تامر.
ويذكر في هذا السياق روايات "حسيبة" لخيري الذهبي بسنواتها الأربع، وراية عوليس لجيمس جويس ذات اليوم الواحد، ورواية موستيك لوليد الرجيب ذات الثلاث ساعات. فيضعها في درجة فنيّة واحدة من جهة توظيفها للزمان، خاصّة وأن طبيعة القصة القصيرة "لا تهتمّ ببلورة الحكاية الكاملة للحدث وخلفيّاته، بقدر اهتمامها بالحدث المُصَفَّى". إذ يرى أن القصة لا تعوّل على المكان، متناسيًا عشرات القصص التي يشتمُّ المتلقي رائحة المكان منها، كرائحة حارات دمشق في قصص زكريا تامر.
ينطلق المؤلّف، غالبّا، من وجهات نظر مسبّقة لديه ليبحث عن أدلّة عنها في النصوص، من دون أن يحاول ربط تغيّرات السرد القصصي بتغيّر مفاهيميّ في العالم، لكأن نظرية القصّة القصيرة، جزيرة معزولة عمّا حدث في حقل السرديات، معتمداً المحاججة آليّة بحثيّة لتأكيد رؤاه، فيذكر، مثلًا، مكوّنات من نصوص نجيب محفوظ الروائية ليدلّل على عدم أهمية تسمية الشخصيات في القصة القصيرة.
وفي حديثه عن اللغة يحذّر من "أن الإيغال في الكثافة الشعرية قد يوصل النصّ القصصي إلى العماء، ويخرجه من فلك القص"، مستشهدًا بقصص الكويتية عالية شعيب، بصفتها مثالًا على الفيضان اللغوي. فينوس حديثه بين التحليل وإطلاق أحكام القيمة بلغة لا تخلو من الإنشائيّة.
وفي حديثه عن اللغة يحذّر من "أن الإيغال في الكثافة الشعرية قد يوصل النصّ القصصي إلى العماء، ويخرجه من فلك القص"، مستشهدًا بقصص الكويتية عالية شعيب، بصفتها مثالًا على الفيضان اللغوي. فينوس حديثه بين التحليل وإطلاق أحكام القيمة بلغة لا تخلو من الإنشائيّة.
يتوسّل المؤلِّف الكُتب الحكائية والدينية ليدلّل على وجهة نظره، في ما يخصُّ علاقة القصّة بالحكاية، ويتساوى في النمذجة المحترف مع الهاوي، والجديد مع القديم. ويحبّذ في مواطن عدة، الركون إلى وجهات نظر عامّة، من دون التدقيق بصحتها مثل "براعة العرب في التسمية لم تجارهم فيها أية أمة من الأمم"، ويطلق أسماء ذات طابع متسرّع، فيسمّي الجهود المتميّزة نقديًا، الناجمة عن تغيّرات فلسفية في تاريخ الحضارة البشرية، كما في حقل السرديات "متاهة"!
وعند تناوله الترابط بين المؤلف والسارد يذكر نماذج محدّدة من الثقافة العربية لـ محفوظ والعثمان والأهدل وغيرها، ويُرجِع ذلك الإشكال إلى المطابقة بين الخبر والقص، مقترحًا مخرجًا بحثيًا بالتأكيد على صوابيّة "موت المؤلف"، معمِّماً بيقين "في الغرب أطلقوا رصاصة الرحمة على المؤلف وأنهوا المشكلة".
وأخيرًا يتحدّث عن "النقد الثقافي والقصّة القصيرة/ صورة المرأة" حيث لا يشتّت الكاتب جهده بالكثير من المراجع، بل يكتفي ببضع منها، فيقارب الظاهرة تاريخيًّا حين يكون المجال نقديًّا، ويلجأ إلى اختيار نصوص قصصيّة تخدم مقولاته، ليصل إلى نتيجة، يصعب قبولها: "النقد الثقافيّ لا يصلح ليكون مدخلًا لقراءة الأدب، كونه يحتفي بالإيديولوجي على حساب الثقافيّ".
يقدّم الكتاب أمثلة عدّة تفيد أن الإطلالة على مشاكل السرد العربيّ في عددٍ محدودٍ من الصفحات، قد يقود إلى معالجات مستعجلة.