"دارة الفنون".. فلسطين في أربعة مواعيد

16 نوفمبر 2024
من مشروع "صمتٌ بين غناء وغناء"
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- عمارة المخيّم: تستضيف "دارة الفنون" لقاءً افتراضياً مع الباحث أنس الخطيب حول الممارسة المعمارية في مخيّمات اللاجئين، متناولاً تطور البيئة المبنية ودور المعماريين وتجربته الشخصية كلاجئ ومعماري.

- تاريخ المحو الثقافي: تقدم "دارة الفنون" سلسلة جلسات بقيادة نور البشوتي وأدريان شندلر لاستكشاف المحو الثقافي وسياسات النشر، مع التركيز على نجاتي صدقي وحبيب البشوتي، وتشمل مناقشات وكتابة جماعية حول المقاومة والحداد الجماعي.

- المعارض العربية وفنّ المرأة: نظمت "دارة الفنون" معرضاً حول المعارض العربية في القدس وتستعد لإطلاق كتاب يوثق هذا التاريخ، وتختتم الفعاليات بلقاء مع لينا رمضان حول دور الفنانات في تشكيل الحداثة العربية ومواجهة السرديات الاستعمارية.

تنظّم "مؤسّسة خالد شومان- دارة الفنون" في جبل عمّان، خلال الشهر الجاري، عدداً من الفعاليات الثقافية التي تُضيء على جوانب مختلفة من القضية الفلسطينية في ظلّ الإبادة الجماعية التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي في غزّة منذ أكثر من عام؛ مثل عمارة المخيّم، وتاريخ المحو الثقافي وسياسات النشر، وأهمية الدور التضامني في الإنتاج الفنّي.


عمارة المخيّم

أُولى تلك الفعاليات لقاءٌ افتراضي بعنوان "معمار في المخيّم"، يُقام عند السادسة والنصف من مساء اليوم السبت، ويستضيف أنس الخطيب، وهو باحث في العمارة والعمران في فلسطين والمنطقة العربية، يسعى، برفقة مجموعة من المعماريّين اليافعين، إلى تطوير إطار عملي ونظري لمبادئ وأسس تتعلّق بالممارسة المعمارية في مخيّمات اللاجئين من خلال تأسيسه مبادرة "معمار في مخيّم" عام 2021.

من الأسئلة التي يطرحها اللقاء: من يصنع المكان في مخيّمات اللجوء الفلسطيني؟ وما هي المراحل والتحوّلات التي مرّت بها البيئة المبنية للمخيّمات؟ وكيف تحوّلت الخيمة إلى بيت من عدّة طوابق؟ وكيف تعامل اللاجئ الفلسطيني مع هذه التحوّلات؟ هل استعاد اللاجئ الفلسطيني "القدرة" على البناء وصناعة المكان في المخيّمات؟ وما هو الدور المهني والأخلاقي والاجتماعي للمعماريّين في هذا السياق؟

ويتحدّث الخطيب، خلال اللقاء، عن تجربته الشخصية في العيش كلاجئ في المخيّم، إلى جانب تجربته كمعماري متخصّص في مجال الحفاظ على المباني وترميمه/ كما يستعرض اللقاء محطّات من التاريخ الحضري لمخيّمات اللاجئين، بالتركيز على المخيّمات في مدينة بيت لحم.


تاريخ المحو الثقافي

وتحت عنوان "صمتٌ بين غناء وغناء"، تحتضن "دارة الفنون"، بين 21 و31 تشرين الثاني/ نوفمبر الجاري، سلسلة جلسات ضمن مشروع بحث جماعي بالعنوان نفسه لكلّ من الفنانة الفلسطينية اللبنانية المقيمة في تورونتو نور البشوتي، والفنّان الفرنسي الألماني المُقيم في طنجة أدريان شندلر، يستكشف تاريخ المحو الثقافي وسياسات النشر من خلال التركيز على السيرة الذاتية للمثقّف الفلسطيني نجاتي صدقي ومسارات جدّ نور، حبيب البشوتي، كما يستكشف لغات المقاوَمة وأشكال الحداد الجماعي المتجسّدة في النصوص والأغاني والرسائل الشخصية التي يُمكن العثور عليها خارج النصوص الأدبية الفلسطينية المتعارف عليها.

ويوجَّه المشروع للفنّانين المهتمّين بالقراءة والكتابة والبحوث التاريخية، وخصوصاً الذين تتقاطع أعمالهم وممارساتهم وأبحاثهم الحالية مع الأفكار التي يطرحها المشروع؛ حيث يلتقي المشاركون في الجلسات في مواقع مختلفة، من ضمنها "دارة الفنون"، لقراءة ومناقشة مجموعات مختارة من النصوص، والمشاركة في تمارين كتابة جماعية وتعاونية.


المعارض العربية في القدس

بين حزيران/ يونيو وأيلول/ سبتمبر الماضيين، أقامت "دارة الفنون" معرضاً بعنوان "استحضار النهضة: المَعارض العربية في القدس الانتدابية"، بإشراف المعماري والباحث ندي أبو سعادة، وقد خُصّص لإضاءة المَعارض العربية التي أُقيمت في مدينة القدس عامَي 1933 و1934، وهي الفترة التي شهدت ذروة النضال الفلسطيني ضدّ الاستعمار البريطاني والصهيوني بعد ثورة البراق عام 1929 وقبل الثورة الفلسطينية الكبرى عام 1936.

في السادس والعشرين من الشهر الجاري، تُقيم المؤسّسة جلسةً لإطلاق كتاب بالعنوان نفسه (دار كاف، 2024)؛ حيث يحاور خالد البشير ندي أبو سعادة حول الكتاب الذي يوثّق نتائج مشروعه البحثي الذي أطلقه عام 2017 ويستكشف من خلاله قصّة وتاريخ المعارض العربية في القدس الانتدابية في عامي 1933و1934، والأبعاد السياسية والاجتماعية المرتبطة بتنظيمها خلال تلك الفترة؛ حيث تضمّنت رحلة تطوير هذا المشروع البحثي سلسلة من التركيبات الفنّية والمعارض التي أُقيمت في رام الله ودبي ومونتريال وعمّان.  ويستعرض الحوار مسارات المشروع البحثي ومجموعة الأفكار والمواضيع التي نتجت عنه في الكتاب.

وينقسم الكتاب إلى جزئين رئيسين: يستعرض الأوّل سلسلة من المقالات لباحثين أكاديميّين تستكشف الجوانب الفنّية والثقافية والسياسية المرتبطة بمعارض القدس في سياقها الأوسع عربياً خلال الفترة ما بين الحربين العالميتين، كما يتضمّن مقابلة مع الفنانة سميرة بدران حول أعمال والدها الفنّان الراحل جمال بدران، بينما يستعرض الجزء الثاني المواد الأرشيفية الخاصّة بالمعرض العربي التي جُمعت من مصادر متعدّدة حول العالم.


فنّ المرأة العربية

وتُختتم سلسلة الفعاليات بلقاء يُقام مساء السبت، الثلاثين من الشهر الجاري، مع لينا رمضان؛ الكاتبة والقيّمة الفلسطينية اللبنانية المتخصّصة في الفن الحديث والمعاصر، تحت عنوان "إعادة قراءة الحداثة من خلال فنّ المرأة العربية".

يُقدّم اللقاء، وفق المنظّمين، مدخلًا لتاريخ مسارات وتقاطعات الحركات الفنّية لرائدات في الفن العربي أسهمنَ بشكل واضح في تشكيل مفهوم الحداثة العربية؛ حيث تستعرض رمضان بحثها الذي تقوم به حالياً كجزء من رسالة الدكتوراه الخاصة بها، والتي تُضيء من خلالها على أهمّية الدور التضامني في الإنتاج الفنّي، بالتركيز على مسيرة فنّانات بارزات، من ضمنهنّ أوغيت الخوري كالان، وإنجي أفلاطون، وتمام الأكحل، وغيرهنّ.

كما يستكشف اللقاء كيفية تُشكّل الخطاب النسوي العربي تاريخياً وما ارتبط به من جهود تعاونية بين الفنّانات كاستجابة مُلحّة للسرديات الاستعمارية والقومية، بالإضافة إلى التقاطعات الكامنة بين الفنّ والنضال الاجتماعي/ السياسي وتجارب المقاومة المشتركة بين الفنّانات، بغرض إعادة رسم التاريخ ومسارهنّ التشاركي لاجتياز الأطر الفنّية المعقّدة وتبادل الخبرات والمعرفة عربياً.

المساهمون