إصابات واعتقالات في الضفة الغربية المحتلة... ومستوطنون يحرقون مركبات فلسطينية

وذكرت مصادر محلية لـ"العربي الجديد" أن قوات الاحتلال اقتحمت مخيم الدهيشة، من أجل اعتقال شابين من المخيم هما عبد العزيز عرفة ورائد الصالحي، لكنها قامت بإصابتهما في قدميهما ومن ثم اعتقلتهما وهما مصابان.

ولفتت المصادر إلى أن قوات الاحتلال أطلقت قنابل الغاز المسيل للدموع باتجاه المنازل، ما أوقع عددا من الإصابات بحالات اختناق تمت معالجتها ميدانيا، فيما لا زال مصير الشابين عرفة والصالحي مجهولا، في ظل قلق عائلة الصالحي على حياة نجلها، بعد تضارب الأنباء عن خطورة وضعه الصحي، وأنه مصاب بالرصاص في صدره.

في سياق آخر، أحرق مستوطنون متطرفون، فجر اليوم، مركبتين فلسطينيتين في قرية أم صفا شمال غرب رام الله، وخطّوا في المكان عبارات انتقامية متطرفة.

وأوضح رئيس مجلس قرية أم صفا، مروان صباح، لـ"العربي الجديد"، أن "ثلاثة مستوطنين كانوا يستقلون مركبة بيضاء اقتحموا الجهة الشرقية من القرية، ومن ثم قاموا بإحراق مركبتين للمواطنين هناك، ثم هربوا من المكان عندما اكتُشف أمرهم".

وأضاف صباح "ثم خط المستوطنون عبارة (سلسلة إجراءات منظمة انتقاما لسلمون) وهو أحد المستوطنين الذين قُتلوا في مستوطنة حلميش، بعد تنفيذ الشاب عمر العبد، من قرية كوبر شمال رام الله، عملية طعن، الشهر الماضي، أدت إلى مقتل ثلاثة من المستوطنين واعتقال العبد وهو مصاب".

وأكد صباح أن عملية الإحراق تلك تمت بحماية من قوات الاحتلال التي كانت موجودة على مداخل القرية قبل الحدث، فيما جاءت قوات وشرطة ومخابرات الاحتلال، صباح اليوم، إلى مكان عملية الإحراق، لافتا إلى أن قوات الاحتلال أغلقت، على إثر ذلك، جميع مداخل القرية، وتقيم حواجزها العسكرية على أحد المداخل.

في غضون ذلك، ذكرت مصادر محلية لـ"العربي الجديد"، أن قوات الاحتلال الإسرائيلي اعتقلت، فجر اليوم، المواطن الفلسطيني عبد الجليل العبد، والد عمر العبد، منفذ عملية حلميش، خلال اقتحامها قرية كوبر وتفتيش عدد من المنازل، علاوة على اعتقال عم عمر، الصحافي إبراهيم العبد.

بموازاة ذلك، شددت قوات الاحتلال الإسرائيلي حصارها المفروض على قرية كوبر منذ 19 يوما، حيث أغلقت جميع مداخل القرية بالسواتر الترابية، فجر اليوم، ونصبت حواجز عسكرية على مداخلها، ومنعت دخول أو خروج أي أحد منها، فيما اندلعت مواجهات بين قوات الاحتلال وشبان من قرية كوبر، أطلقت خلالها قوات الاحتلال قنابل الغاز المسيل للدموع، حيث أصيب أحد الشبان في رأسه بقنبلة غاز.

وكانت قوات الاحتلال قد اعتقلت، بعد العملية التي نفذها العبد، شقيقه منير، وكذلك تم اعتقال والدته لعدة أيام، علاوة على عمليات التخريب ومصادرة الممتلكات التي تعرضت لها كوبر، بينما أخطرت قوات الاحتلال بهدم منزل العبد.

من جهته، أفاد الهلال الأحمر الفلسطيني بوقوع ٩ إصابات خلال المواجهات في قرية كوبر ، مضيفا:"طواقمنا تعاملت مع ٧ إصابات بالمطاط وإصابة بقنبلة غاز وإصابة حجر وتم نقلها للمستشفى".

وفي سياق الاعتقالات اليومية، ذكرت مصادر صحافية أن قوات الاحتلال اعتقلت شابا من بلدة مادما جنوب نابلس شمال الضفة الغربية، وكذلك شابا من بلدة سبسطية شمال نابلس، فيما اعتقلت قوات الاحتلال خمسة مواطنين فلسطينيين من بلدة تقوع شرق بيت لحم، أربعة منهم فتية قاصرون، وسلّمت فتى قاصرا آخر من البلدة بلاغا لمراجعة مخابراتها، وتزامن اعتقالهم مع مواجهات اندلعت في البلدة من دون أن يبلغ عن وقوع إصابات.

كما اعتقلت قوات الاحتلال شابا فلسطينيا من بلدة يعبد جنوب غرب جنين شمال الضفة الغربية، وكذلك ثمانية شبان من بلدة عزون شرق قلقيلية شمال الضفة، وفلسطينيين اثنين من مدينة قلقيلية، وكذلك أربعة مواطنين فلسطينيين من مدينة الخليل جنوب الضفة، بينهم القيادي في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، بدران جابر (70 عاما)، واعتقلت كذلك فلسطينيا آخر من بلدة يطا جنوب الخليل، وشابا آخر من بلدة الشيوخ في محافظة الخليل، وشابا آخر من بلدة سعير شمال شرق الخليل.

66 مستوطنا يقتحمون الأقصى

في غضون ذلك، أنهى، قبيل ظهر اليوم، العشرات من المستوطنين المتطرفين الجولة الأولى من اقتحاماتهم للمسجد الأقصى، لتعقبها عند الساعة الواحدة جولة ثانية من هذه الاقتحامات.

وفي اتصال هاتفي أجراه "العربي الجديد"، أفاد مكتب الأحوال التابع لإدارة الأوقاف الإسلامية بأن 66 مستوطنا شاركوا في اقتحامات اليوم، بحماية شرطة الاحتلال الخاصة، مع استمرار قوات الاحتلال في مضايقاتها للمصلين على أبواب الأقصى.

إلى ذلك، أفاد شهود عيان لـ"العربي الجديد"، بأن قوات الاحتلال منعت اليوم مزيدا من مواطني الداخل الفلسطيني المحتل عام 1948 من دخول المسجد الأقصى، كما أخضعتهم للتفتيش والاستجواب، بعد أن كانت فرضت بالأمس قيودا مشددة على دخولهم البلدة القديمة من القدس، وأعادت نحو عشر حافلات من بلدات وقرى الداخل، ومنعت ركابها من النزول منها والوصول إلى الأقصى.

كما سلّمت قوات الاحتلال، مواطنين فلسطينيين من بلدة سلوان جنوب المسجد الأقصى، بلاغات لمراجعة مخابراتها، بعد أن دهمت منزليهما بعنف.