"هامبورغر الخروف.. ساندويتش الخروف.. كيه إف سي الخروف".. أسماء متاجر ارتجلها شباب في الأحياء الشعبية بالدار البيضاء، حيث يبيعون التبن الذي تقتنيه الأسر للأكباش قبل عيد الأضحى، وكذلك البصل والفحم والتوابل التي يكثر الطلب عليها في هذه المناسبة.
عبد القادر بن عمر، مثل شباب آخرين، بحي درب السلطان في الدار البيضاء، يستغل فرصة عيد الأضحى، من أجل الانخراط في أعمال تجارية صغيرة لها علاقة بالعيد، عله يوفر ما يواجه به تكاليف العام الدراسي الجديد.
يقول بن عمر لـ"العربي الجديد"، إنه اختار بيع الأواني البلاستيكية في الشارع خلال هذه الفترة، التي تخف فيها رقابة رجال الأمن، على أمثاله من التجار الجوالين.
وفي الطريق المؤدي من سوق القريعة إلى قيسارية الحفاري في درب السلطان، تغير شكل ما يعرضه الباعة الجوالون. فقد طغت الأواني البلاستيكية والسكاكين والمفاحم، التي تقبل عليها ربات البيوت كثيراً في هذه المناسبة.
وفي نهاية الأسبوع الماضي، شهدت أسواق درب السلطان، حركة غير عاية، فقد غصت محلات الأواني بقيسارية الحفاري، بالسيدات اللواتي يبحثن بدأب عن بغيتهن.
يؤكد سعيد الشلح، مساعد تاجر بأحد المحلات، بقيسارية الحفاري، أن إقبال النساء على شراء الأواني بمناسبة العيد، كان متوقعا، حيث يحرص التجار على توفير مخزون منها يستجيب للطلب.
ويقول الشلح إن رقم معاملات المتجر الذي يعمل به، يتضاعف بمناسبة عيد الأضحى، مشيرا إلى أن جميع أصحاب المحلات يعولون كثيراً على هذه الفترة من العام من أجل زيادة إيراداتهم.
ويرى أن العيد، لا يستفيد منه فقط مربو المواشي، بل هو فرصة للتجار الجوالين منهم وأصحاب المحلات، كي يؤمنوا إيرادات جيدة، خاصة في سياق الركود التجاري الذي تسبب فيه الجفاف الذي شهده المغرب هذا العام.
لا يعرض أصحاب محلات الأواني، تلك المصنعة محلياً فقط، بل يحرصون كذلك على توفير المستورد منها، خاصة من تركيا والصين، التي تباع بأسعار تراعي القدرة الشرائية لتلك الأسر التي تنحدر من أوساط فقيرة ومتوسطة.
وبات هاجس جديد يسيطر على الأسر في هذا العيد، حيث شرع المغرب اعتبارا من مطلع يوليو/تموز الماضي، في منع تصنيع أو ترويج أو استيراد أو استعمال الأكياس البلاستيكية.
وبررت الحكومة هذا التدبير بالرغبة في تشجيع المصنعين المحليين على التوقف عن إنتاج الأكياس، التي تنطوي على أضرار للبيئة والإنسان.
الكثير من الأسر تساءلت عند المنع، عن البديل الذي سيجري توفيره خلال عيد الأضحى، على اعتبار أن الأكياس البلاستيكية، لها استعمالات شتى في تلك المناسبة، حيث تساعد على تخزين لحم الأضاحي في المبردات.
لكن بعض التجار لم يمتثلوا لقرار المنع الحكومي في سوق الحفاري.
ويقول عبد الحق بيوي، مساعد تاجر بالقيسارية، إن تجاراً خزنوا تلك الأكياس بعد الحظر، في انتظار هذه المناسبة المجزية لهم.
كانت المندوبية السامية للتخطيط في المغرب (حكومية) قالت في تقرير لها نهاية أغسطس/آب الماضي، إن معدل التضخم السنوي لأسعار المستهلكين في المملكة تراجع إلى 1.6% في يوليو/ تموز 2016 من 2.3% في يونيو/ حزيران، بسبب تباطؤ الزيادة في أسعار الأغذية.
وتزامنت حركة الأسواق النشطة أيضا، مع موسم العطلات التي يقضيها المغتربون المغاربة في المملكة، والذين ساهموا في الرواج الكبير الذي تشهده الأسواق.
ويقدر عدد المغتربين المغاربة، الذين يحلون في الصيف، بمليوني مغترب من بين خمسة ملايين ينتشرون في القارات الخمس، خاصة أوروبا.
وتساهم تحويلات المغتربين في إنعاش رصيد المغرب من النقد الأجنبي، وإنعاش الحركة الاقتصادية كذلك، عبر زياراتهم لبلدهم الأصلي.
وحوّل المغتربون في العام الماضي 2015 نحو 6.4 مليارات دولار، حيث يتبوأ المغاربة المركز الثالث عربياً، بعد تحويلات المصريين واللبنانيين.
وتساعد تلك التحويلات على تلبية احتياجات أسر المغتربين، إذ يوجه نحو 75% منها للأسر، في الوقت الذي تساهم فيه أيضا في تغذية سيولة المصارف، على اعتبار أنها تمثل ما بين 25% و45% لدى المصارف الكبيرة، التي أنشأت فروعاً ومكاتب في الدول الأوروبية، التي تشهد حضوراً كبيراً للمغاربة.