السوريون يحجمون عن الأضاحي بعد ارتفاع أسعار اللحوم 40%

10 سبتمبر 2016
سعر الأضحية أعلى من راتب الموظف (سمير الدومي/فرانس برس)
+ الخط -

شهدت أسعار اللحوم الحمراء بدمشق ارتفاعات قدرها مراقبون بنحو 40% عما كانت عليه الشهر الفائت، ناسبين الأسباب إلى اقتراب عيد الأضحى، وإقبال البعض على شراء الأضاحي، وإلى قلة العرض بعد قرار وزارة الاقتصاد السماح بتصدير الخراف السورية إلى دول الخليج العربي الشهر الفائت.

وأوضح عضو جمعية حماية المستهلك في دمشق وريفها، محمد بسام درويش، أن أسعار اللحوم الحمراء شهدت ارتفاعاً في أسواق دمشق، بنسبة لا تقل عن 30% خلال الأسبوع الأخير.


وأضاف درويش خلال تصريحات صحافية، أن ارتفاع الأسعار طاول لحم الجاموس المجمد المستورد، لأن سعره مرتبط بسعر الصرف الذي يشهد تراجعاً إلى ما دون 530 ليرة للدولار، مشيراً إلى أن سعر كيلو الغنم حي، بلغ بدمشق نحو 1575 ليرة في حين تعدى ببقية المحافظات 1600 ليرة، مرجعاً الأسباب إلى شراء التجار أعداداً كبيرة من الخراف وبدء طرحها بالسوق بمناسبة عيد الأضحى.

ويقول تاجر الأغنام، حسن محمد، إن سعر الأضحية قد تجاوز راتب أي موظف بسورية، إذ لا يقل سعر الخروف زنة 40 كيلو غراماً عن 60 ألف ليرة سورية، وسعر العجل عن 200 ألف ليرة.

ويضيف تاجر الأغنام محمد من ريف دمشق لـ"العربي الجديد"، أن ارتفاع الأسعار أثر على إقبال السوريين على شراء الأضاحي هذا العام "لأن أولوية السوريين هي تأمين غذائهم اليومي بواقع الفقر والحصار المستمر منذ خمسة أعوام" مشيراً إلى تناقص أعداد الثروة الحيوانية إلى أقل من نصف ما كانت عليه عام 2010 بسبب الحرب وهروب المربين والتصدير وسيطرة تنظيم "داعش" على مناطق التربية في مدن الجزيرة السورية.

وتعاني سورية منذ بداية الحرب عام 2011، من تراجع شديد في ثروتها الحيوانية، تقدر بحسب مصادر وزارة الزراعة، من نحو 30 مليون رأس غنم إلى أقل من 13 مليوناً العام الحالي.

لكن ذلك لم يمنع وزارة اقتصاد النظام، من السماح في 15 أغسطس/آب الفائت، بتصدير الأغنام، بمعدل 6 آلاف رأس أسبوعيا، حتى نهاية نوفمبر/تشرين الثاني المقبل.

ما اعتبره مراقبون، سعي نظام بشار الأسد للقطع الأجنبي، بصرف النظر عن آثار القرار في نقص العرض ورفع الأسعار، مشيرين إلى أن قرار وزارة الاقتصاد بعودة السماح بتصدير الأغنام، تضمن إجبار المصدر إعادة قطع التصدير وتقديم كفالة حسن تنفيذ قيمتها 5 ملايين ليرة سورية (الدولار بنحو 530 ليرة).



المساهمون