قمة أرسنال وتشلسي العادلة...بين تكتيك فينغر الذكي وخطة "هازارد" الناقصة

04 يناير 2018
قمة أرسنال وتشلسي انتهت بالتعادل (Getty)
+ الخط -

انتهت قمة الجولة الـ22 من بطولة الدوري الإنكليزي بين تشلسي وأرسنال بالتعادل (2 – 2)، وكانت من أجمل مباريات "البريميرليغ" منذ سنوات بسبب الأداء المُميز الذي قدمه الفريقان، وخصوصاً فريق "المدفعجية"، لكن كيف سارت الأمور التكتيكية على أرض الملعب من البداية حتى النهاية.

الخط الدفاعي المتقدم وشل "هازارد"
بدأ فريق أرسنال المباراة بتشكيلة (3-4-3)، لكنه سرعات ما تحول إلى (3-5-2) مع تواجد ثلاثة لاعبين لتشلسي في خط الوسط، لتكون المعادلة في منتصف الملعب (3x3) مع تراجع مسعود أوزيل للمساندة. ومنذ البداية بدا واضحاً أن لاعبي أرسنال يظهرون اندفاعا أكبر إلى الأمام من أجل شل حركة تشلسي ومحاولة السيطرة على الكرة، حيثُ لاحق آخر لاعب، وهو لاكازيت، حامل الكرة ومعه أربعة لاعبين يغلقون كل منافذ التمريرات الممكنة بغية خنق المنافس.

في الشوط الأول اعتمد آرسين فينغر على خط دفاع متقدم وضغط عال من اللاعبين، والهدف من ذلك إبعاد الخطر عن الثلث الأخير لفريق "المدفعجية". وربما اعتمد أرسنال على هذه العملية من أجل شل حركة البلجيكي إدين هازارد الذي يعتمد دائماً على الانطلاق بالكرة بطريقة عمودية وبعثرة تمركز المدافعين في الخلف، وبهذه الطريقة يقلص فينغر الفراغات بين خط الدفاع وخط الوسط.

ومع تقدم خط الدفاع إلى الأمام وتقليص كل الثغرات الممكنة أمام هازارد، كان على فينغر شل حركة البلجيكي من دون التضحية بمدافع من الخط الخلفي، وبالتالي طلب من أحد لاعبي خط الوسط التمركز إلى جانب هازارد ومنعه من التحرك بشكل طبيعي.

وبدا واضحاً في الشوط الأول أن سانشيز ولاكازيت يضغطان بشراسة في المقدمة من دون مساعدة من خط الوسط الذي كان مُكلفاً بالتمركز العمودي حول لاعبي تشيلسي وعدم ترك الفراغات مع خط الدفاع وبالتالي صناعة كتلة صلبة في خط الوسط لمنع كل هجمات لاعبي أنطونيو كونتي وشل حركة اللاعب الأكثر حركة ومصدر الخطورة في الملعب إدين هازارد.

والأمر الذي يؤكد تركيز أرسنال على هذه الخطة في هذا الشوط، هي فرصة موراتا التي انفرد فيها وجاءت إثر خطأ من خط الوسط واندفاع مبالغ فيه. إذ إن اللقطة حدثت عندما اندفع خط الوسط إلى الأمام وترك المساحات وراءه، ليجد هازارد نفسه أمام مساحة جيدة للانطلاق، وفي هذه الحالة لم يكن أمام المدافع تشامبيرز إلا التقدم لسد الفراغ وتغطية هازارد، ليترك خلفه مساحة لموراتا الذي استلم الكرة وانطلق من دون رقابة وصنع الخطورة. لذلك كان أرسنال يتعرض للخطورة أكثر كلما تقدم خط الوسط إلى الأمام وفك صلة الوصل مع الخط الخلفي.

ضعف باكايوكو وجهة يُسرى قوية
صنع أرسنال معظم هجماته من الجهة اليُسرى عبر اللاعب الشاب نايتلاند لينز الذي قدم مباراة كبيرة ونجح في صناعة معظم الهجمات. ليُشكل لينز برفقة أوزيل وسانشيز جهة يُسرى قوية كانت مفتاح اللعب بالنسبة للمدرب آرسين فينغر خلال 90 دقيقة. وهو الثلاثي الذي شكل كل الخطورة الممكنة على تشلسي وتسبب بالمشاكل للدفاع وبعثر تمركزه.

وربما أخطأ المدرب الإيطالي أنطونيو كونتي في وضع باكايوكو رقيباً على أوزيل لأنه كان الأضعف على أرض الملعب، وفشل بالتالي في مراقبة اللاعب الألماني الذي كان يهرب دائماً من رقابة باكايوكو ويصنع الفارق في الثلث الأخير من ملعب تشلسي. وفي أكثر من مرة نجح أوزيل في الهرب وبدا حُراً من دون رقابة لصيقة على أرض الملعب وذلك بسبب تحرك باكايوكو البطيء وعدم قدرته على مجاراة أوزيل.

والمثير أن نيلز وأوزيل وسانشيز صنعوا مثلثا مستمرا طوال المباراة في مختلف الجهات من الملعب، وكانوا يتناقلون الكرات القصيرة بينهم بسرعة ويصنعون الخطورة عبر هذه الطريقة الهجومية. كما أن أوزيل وجد المساحات في العمق لتمرير الكرات لزملائه بفضل الحرية التي تمتع بها.

في الخلاصة نجح آرسين فينغر بتكتيك الدفاع المتقدم القريب من خط الوسط في شل حركة إدين هازارد والحد من خطورته، هذا بالإضافة إلى المراقبة اللصيقة للنجم البلجيكي من أحد لاعبي خط الوسط طوال المباراة. وتشلسي فشل في استغلال هذا الاندفاع، وذلك لأن باكاياكو لم يُساعد في عملية البناء السريعة ولا حتى في الجانب الدفاعي.

المساهمون