قتل عمران أبو دهيم ينذر بتجدُّد انتفاضة القدس

21 مايو 2015
ضاعف الاحتلال من حملات الاعتقال بحق الأطفال (فرانس برس)
+ الخط -
بعد أيام على تشكيل الحكومة الإسرائيلية، التي توصف بأنها الأكثر تطرفاً في تاريخ الاحتلال، تأكد للفلسطينيين أن هذه الحكومة يجمعها قاسم مشترك وهو القدس المحتلة وتهويدها، وقمع الوجود الفلسطيني فيها بكل مظاهره، وكان آخر وجوه هذا القمع، قتل الشاب الفلسطيني عمران أبو دهيم في حي الطور في القدس المحتلة بدم بارد، وما تبعه من مواجهات عنيفة في مسقط رأس الشهيد في جبل المكبر.

يؤكد عضو المجلس الثوري لحركة فتح، حاتم عبد القادر، في تصريحات لـ"العربي الجديد" أن جريمة قتل الشهيد عمران أبو دهيم من قبل الشرطة الإسرائيلية، تمت عن سابق إصرار وترصد، وتعكس التوجه اليميني الإسرائيلي الآخذ بالتصاعد منذ انتخاب الإسرائيليين حكومة اليمين المتطرف، محددين مسارات توجههم المستقبلي حيال صراعهم المستمر مع الفلسطينيين.

اقرأ أيضاً: جيش الاحتلال يتزوّد بعشرات آلاف الأعيرة "الإسفنجية" لقمع الفلسطينيين

وتعتبر جريمة قتل أبو دهيم، كما يصفها مدير مركز القدس للحقوق الاجتماعية والاقتصادية، زياد الحموري، خلال حديثه مع "العربي الجديد"، ذروة التصعيد الإسرائيلي منذ مطلع العام الحالي، ضد المقدسيين البالغ عددهم نحو 350 ألف مقدسي، إذ ترافقت مع زيادة ملحوظة في الاعتداءات على المسجد الأقصى وأماكن العبادة الأخرى. ويبين الحموري أن عمليات القمع والتنكيل والاعتقال بحق الأطفال المقدسيين وهدم المنازل المقدسية قد تصاعدت، كما حدث خلال اليومين الماضيين، في بلدة سلوان جنوبي المسجد الأقصى، وتسليم المزيد من إخطارات الهدم لمواطنين آخرين.

ويوضح الحموري أن قتل الشهيد أبو دهيم، أمس الأربعاء، جاء بعد أقل من شهر واحد على قتل قوات الاحتلال لفتى من حي الطور على حاجز الزعيم إلى الشرق من القدس المحتلة، مدعية أنه حاول طعن جنود الحاجز.

كما ضاعف الاحتلال من حملات الاعتقال بحق الأطفال والفتية القاصرين وتعريضهم للتعذيب والتنكيل، إذ سجل ارتفاع كبير في أعداد المعتقلين، ليصل منذ مطلع هذا العام إلى أكثر من 500 معتقل، وفق ما أكده مدير نادي الأسير في القدس المحتلة ناصر قوس لـ"العربي الجديد".

بيد أن ما ميز أحداث الأسابيع والأيام القليلة الماضية، زيادة حدة القمع التي تنسب لعناصر من جنود الاحتلال والمستوطنين، كان آخرها القمع العنيف لاحتجاجات فلسطينية على مسيرات استفزازية للمستوطنين الذين استباحوا المدينة المقدسة، بحماية شرطة الاحتلال، التي شاركت المستوطنين اعتداءاتهم على الأطفال والنساء واستهداف طواقم الإسعاف والصحافيين، إضافة إلى اعتداءات على المرابطات والمرابطين وحراس المسجد الأقصى.

أما على صعيد الاستيطان والاستيلاء على عقارات المقدسيين، فقد شهد مطلع هذا العام وحتى الأسبوعين الأخيرين الاستيلاء على مزيد من العقارات ولا سيما في سلوان، فيما يتهدد الاستيلاء عقارات أخرى بعد إصدار محكمة إسرائيلية أمس، قراراً بقبول ادعاءات مستوطنين ملكية أرض تملكها عائلة الرجبي في سلوان تحاذي عقارين ضخمين تم الاستيلاء عليهما خلال السنوات القليلة الماضية، واعتبار ما شيد عليها من مساكن للعائلة الفلسطينية مملوكة للمستوطنين.

وفي مقابل هذا التصعيد، بدأت الحكومة الإسرائيلية بإجراءات عملية لمصادرة مزيد من أراضي الفلسطينيين وبناء مئات الوحدات الاستيطانية عليها، وتوسيع ما هو قائم كما حدث في مستوطنات مقامة على أراضي الفلسطينيين في القدس وهي "رامات شلومو، وبسغات زئيف، ونيفي يعقوب، وجفعات زئيف".

وضع ينذر بعودة موجة الاحتجاجات العنيفة في القدس المحتلة إلى الواجهة، ولا سيما مع قرب الذكرى السنوية الأولى لاستشهاد الفتى محمد أبو خضير حرقاً على أيدي مستوطنين، والذي فجر استشهاده موجة عارمة من الغضب في صفوف المقدسيين، تلاها عمليات دهس وطعن قتل فيها إسرائيليون، وهدمت أو أغلقت منازل بعض منفذي هذه الهجمات.

وتسببت الموجة العنيفة بغضب المقدسيين على قمع الاحتلال لهم وما يقوم به من إجراءات، فيما وصفه الإسرائيليون أنفسهم بفقدان زمام الأمور والسيطرة على القدس، والتي قادت إلى حملة كبيرة من إجراءات القمع الإسرائيلية والعقاب الجماعي بحق المقدسيين، ولعل أحدثها قتل الشهيد أبو دهيم بدم بارد.

اقرأ أيضاً: روايات "مفاوضات حماس وإسرائيل"... عنوان حملة جديدة قديمة 

المساهمون