غزة: ظروف صعبة وعزيمة

08 ديسمبر 2014
+ الخط -
ما أن يعود الطالب محمد المشهراوي (16 عاماً) من مدرسته التي تعرضت للقصف الإسرائيلي خلال العدوان الأخير، حتى يبدأ بتجهيز نفسه لجلسة جديدة من العلم لدى مدرس "خصوصي" استأجره له والده لمساعدته أكثر على فهم المنهاج والتفوق على باقي زملائه.
ويصف المشهراوي التعليم في غزة بـ"قليل الدسم" مقارنة بما يقدمه المدرس الخصوصي والمدارس الخاصة التي يلجأ إليها ذوو الدخل المرتفع، مرجعاً ذلك إلى عدة أسباب منها ما تعانيه تلك المدارس في ظل الحصار والعدوان الذي يتعرض له قطاع غزة، إضافة إلى عدم تمكن آلاف المدرسين في المدارس الحكومية من تلقي رواتبهم.
ويقول: "نحن شريحة في المجتمع كبيرة ولا يستهان بها، ويجب تحسين أوضاع التعليم لدينا وجودته من أجل جيل مثقف وواع، يساعده في التفوق في جامعته وعملة المستقبلي وتحقيق أهدافه والنظر إلى آفاق بعيدة".
ويعاني التعليم في قطاع غزة من عجز واضح في عدد المدارس نجم بشكل أساسي عن الحصار المتواصل الذي تفرضه "إسرائيل" وعدم سماحها بإدخال مواد البناء؛ مما تسبب في تعاظم احتياجات وزارة التربية والتعليم لبناء عشرات المدارس.
وتعمل 76.4% من المدارس الحكومية بنظام الفترتين، بينما تعمل 86% من المدارس التابعة لوكالة "الغوث" بنظام الفترتين، فيما ترتفع الكثافة الصفّية في المدارس التابعة للحكومة ووكالة الغوث لتصل الأولى إلى 36.3 (طالباً/شعبة)، والثانية 38 طالباً/شعبة، وفق مركز الميزان لحقوق الإنسان.
المعاناة والظروف الصعبة لا تقتصر على مرحلة تعليمية دون أخرى، وعلى طلاب دون غيرهم.. الكل يعاني.. الكل مستمر في العملية التعليمية رغم الصعاب والمعاناة المتكررة بصورة يومية.
من جانبه، يرى الطالب الجامعي عبدالله لبد أن جودة التعليم الفلسطيني جيدة في غزة، ولكنها تحتاج إلى مزيد من الدعم والإسناد من قبل المؤسسات الدولية، مؤكداً أن الجامعات الفلسطينية في القطاع لا تقف مكتوفة الأيدي وتعمل بشكل دؤوب من أجل تحسين جودة التعليم.
وبين أن التعليم الجامعي يختلف بشكل كبير عن التعليم المدرسي الحكومي والخاص. لافتاً إلى أن الطالب بيده أن يكون تعليمه بجودة عالية، وقال: "متابعة الطالب لدروسه وتخصصاته وقراءة كل ما هو مفيد وجيد في المكتبات العمومية ومتابعة الشبكة العنكبوتية، سيصنع لنفسه تعليماً جيداً". ودعا الدول الحرة إلى عمل توأمة مع المدارس الفلسطينية، وتبادل الخبرات، لنشر الفائدة والخبرة بين مدرسي قطاع غزة.
ومن جانبه، تساءل الطالب مهند العكاوي: هل يمكن أن نكون كباقي طلاب العالم الحر؟، نفكر بحرية وبمستقبل زاهر، بعيداً عن الإعمار ورواتب المدرسين، "لم يشف التعليم بعد من عدوان عام 2012، وقد أتى علينا عدوان أشرس مما سبقه، وعلى وزارة التعليم أن تسعى جاهدة وبكل السبل إلى تحسين واقع التعليم".
ويواجه الطالب في غزة عدة أزمات إلى جانب جودة التعليم، لا سيما الانقطاع المتواصل للتيار الكهربائي. ويناشد الطالب العكاوي المجتمع الدولي ورؤساء وزعماء الدول العربية بأن يقفوا بجانب قطاع غزة المحاصر؛ لتحسين فرص جودة تعليمه بعد العدوان الأخير.
وشدد على أن واجب الوزارة أن تقف عند مسؤولياتها، وأن تعمل بشكل دؤوب على إنهاء الأزمات التي يواجهها الطالب وتوفير حقوقه الشرعية.
وتعاني مؤسسات التعليم العالي حالة من القصور في تقديم رسالتها التعليمية والتنويرية والتنموية في المجتمع، بسبب تنامي العجز المالي لدى مؤسسات التعليم، الأمر الذي يحول دون قدرتها على تنفيذ نشاطاتها والتوسع وتبني نشاطات تتماشى مع رسالتها.
المساهمون