استمع إلى الملخص
- **نجاحات تعليمية وإدارية:** المدرسة حققت نجاحات في التعليم عن بعد، الاختبارات الإلكترونية، وبرنامج الحساب الذهني، وتحتاج إلى دعم لتعميم تطبيق البصمة وتطوير برامج أخرى.
- **تاريخ المدرسة وتحديات الحرب:** تأسست عام 1971، وتحولت إلى مدرسة للبنات، وتواجه تحديات الحرب التي قللت عدد التلميذات من 7 آلاف إلى 3200.
رغم الظروف الإنسانية والاقتصادية التي يعيشها اليمن بسبب الحرب التي تشهدها البلاد منذ تسع سنوات والتي أثّرت سلباً على مختلف القطاعات وفي مقدمها التعليم، تواصل مدرسة الشهيدة نعمة رسام للبنات في مدينة تعز تحقيق نجاحات تعليمية وإدارية لافتة من بينها امتلاك أحد أفضل الأنظمة التكنولوجية لمتابعة التلميذات.
مطلع العام الحالي دشنت إدارة المدرسة نظاماً جديداً يدعم عمليات انتظام الفتيات في الدراسة من خلال اعتماد البصمة الإلكترونية التي تسجّل حضورهن وانصرافهن، وربطه عبر تطبيق إلكتروني بهواتف أولياء الأمور التي تتلقى إشعارات مباشرة بذلك.
وكانت المدرسة واجهت صعوبة في ضبط حضور الكمّ الهائل من التلميذات وانصرافهن ففكرت إدارتها، وعلى رأسها الأستاذة التربوية رجاء الدبعي، جدياً منذ سنتين في الإفادة من التكنولوجيا لضبط هذه العملية.
وترجمت الدبعي الفكرة على أرض الواقع من خلال الاستعانة بخبراء في مجال تكنولوجيا المعلومات وتكليفهم إنشاء تطبيق نظام البصمة المرتبط بهواتف أولياء الأمور الذي يسمح بمتابعة إدارة المدرسة وأولياء الأمور حضور التلميذات وانصرافهن وعلاماتهن.
ويُوجد التطبيق حلقة وصل بين أولياء الأمور والإدارة المدرسية لضبط كل جوانب التعليم بدءاً بمتابعة الحضور والانصراف بدقّة، مروراً بالعلامات الدراسية، وصولاً إلى تحسين مخرجات عملية التعليم.
ويراعي التطبيق أقصى درجات الأمن السيبراني على صعيد تعزيز التفاعل بين إدارة المدرسة وأولياء أمور التلميذات، وسمح لأولياء الأمور بتقديم الآراء والاقتراحات والملاحظات إلى إدارة المدرسة.
وبسبب قلّة الدعم والإمكانيات جرى تفعيل التطبيق في صفوف الثامن والتاسع والعاشر في مرحلة أولى من خلال توفير ثلاثة أجهزة فقط، علماً أن تحديات وضع التطبيق حيز التنفيذ شملت أيضاً انقطاع الكهرباء والاعتماد على البدائل المتاحة.
وتأمل الإدارة في تعميم التطبيق ليشمل جميع الصفوف في المستقبل. ومن ضمن التحديات التي يواجهها التطبيق عدم امتلاك كل أولياء الأمور أجهزة خليوية ذكية، وعدم توفر الإنترنت بصورة دائمة لديهم، ما جعل إدارة المدرسة تفكر في إضافة الرسائل النصية إلى التطبيق.
تقول الدبعي لـ"العربي الجديد": "يسهّل نظام الإدارة الإلكترونية متابعة إدارة المدرسة التلميذات، خاصة في ظل ضم المدرسة عدداً كبيراً منهن باعتبارها من بين أكبر المدارس في تعز وعلى مستوى الجمهورية. والتطبيق مفيد للإدارة المدرسية وأولياء الأمور والتلميذات أيضاً، ويحقق نتائج إدارية كبيرة بأقل جهد".
تضيف: "تزامنت التجربة مع نجاحات أخرى حققتها المدرسة على صعيد برامج التعليم عن بعد والاختبارات الإلكترونية وبرنامج الحساب الذهني وتحدي القراءة ودروس التقوية والمركز التدريبي، وينعكس كل ذلك إيجاباً على مخرجات التعليم في المدرسة، ويساهم في حصد التلميذات مراكز متفوقة في الامتحانات على مستوى الجمهورية، وحصدهن مراكز أولى في المسابقات الوطنية والدولية".
وتؤكد الدبعي أن المدرسة تواجه الكثير من التحديات خاصة على صعيد الدعم كي تستطيع تطوير تطبيق البصمة وتعميمه على كل الصفوف، كما تحتاج برامج أخرى إلى دعم وتطوير، وهذه مسؤولية الجهات الحكومية والمنظمات الدولية الداعمة".
وتقول مريم علي، وهي ربّة منزل، لـ"العربي الجديد": "يتميّز التطبيق بأنه آمن ونسبة الخطأ فيه شبه معدومة لارتباطه ببصمة التلميذة. وهو تفاعلي بين الإدارة وأولياء الأمور، وقد أعفاني بصفتي ربّة منزل من زيارة المدرسة بين حين وآخر لمتابعة التحصيل العلمي لبناتي".
تأسست مدرسة الشهيدة نعمة رسام معهداً للمعلمات عام 1971 وليس لتعليم تلميذات. وفي ثمانينيات القرن العشرين جرى تحويلها إلى مدرسة حملت اسم "سبأ" ثم غيّرت اسمها إلى الشهيدة نعمة رسام التي كانت مديرتها، وتوفيت في حادث مرور.
وقبل اندلاع الحرب عام 2015 كانت المدرسة تستقبل نحو 7 آلاف تلميذة سنوياً يدرسن ضمن فترتين صباحية ومسائية، ثم حوّلت وحدات الجيش المدرسة إلى ثكنة في بداية الحرب. واستمر ذلك حتى عام 2017 حين أعيد افتتاح المدرسة بعدد أقل من التلميذات بسبب النزوح، والذي يناهز اليوم 3200.
وتجري المدرسة اختبار قبول للتلميذات بسبب الإقبال الكثيف عليها. وتشمل مواد الاختبار الإملاء والنحو والرياضيات واللغة الانكليزية. وتطبق المدرسة تجربة التعليم عن بعد بإشراف وزاري لتسهيل الأمور على المغتربين الذين لا يجدون مدارس مناسبة لأبنائهم، وتملك كادراً تعليمياً ذات تأهيل عالٍ، وتضم مركزاً تدريبياً، وتعطي دروس تقوية خلال الفترة المسائية، ما يعزز التفوق العلمي لتلميذاتها على مستوى الجمهورية، ويجعلهن يحصدن المراكز الأولى في المسابقات الدولية، مثل مسابقة الحساب الذهني، ومسابقة برنامج تحدي القراءة. وتحيي المدرسة المناسبات الوطنية باحتفالات مميزة تعزز الانتماء الوطني للتلميذات.