بدأ تسليط الضوء على مدينة الحجر الأسود جنوبي دمشق، مع الاجتياح الأخير لتنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) لمخيم اليرموك انطلاقاً من هذه المنطقة، حتى بات اسم (داعش) في جنوبي دمشق يقترن تلقائياً بالحجر الأسود. وعليه نالت هذه المنطقة حصة الأسد من قصف قوات النظام خلال الأيام الأخيرة، بينما يشتكي سكان المنطقة من الظلم الإغاثي والتهميش الإعلامي، وسط وفاة نحو مائة من سكانها جوعاً حتى الآن.
ومدينة الحجر الأسود ملاصقة تماماً لمخيم اليرموك من جهة الجنوب. وكلاهما يقعان جنوبي دمشق. يتبع اليرموك إدارياً لمحافظة دمشق، بينما يتبع الحجر الأسود لمحافظة ريف دمشق، ويمتد على مساحة نحو 1.5 كيلومتر مربع، تجاوره إضافة إلى المخيم منطقة القدم من الغرب وبساتين السبينة ويلدا من الجنوب والشرق.
قبل الثورة، كان عدد سكان الحجر الأسود أكثر من نصف مليون نسمة ينحدرون من مجمل المحافظات السورية، وكثير منهم من نازحي الجولان المحتل ومن اللاجئين الفلسطينيين. وشارك أبناء المنطقة بنشاط في مجمل مراحل الثورة السورية، بدءاً من التظاهرات السلمية خلال الأشهر الأولى، وصولاً إلى العمل المسلح. ولم يتبق من سكان المدينة اليوم إلا عدد محدود يتراوح بين ستة وثمانية آلاف نسمة، مقابل انتشار مئات المسلحين من كتائب مختلفة أبرزها "داعش"، و"جبهة النصرة"، وحركة "أحرار الشام".
ومع اشتداد المعارك في اليرموك بين مقاتلي "داعش" و"أكناف بيت المقدس"، حاول النظام السوري والفصائل الفلسطينية المتحالفة معه الدخول على الخط، وأعلنا عن استعدادهما للدخول إلى المخيم بدعوى مواجهة تنظيم "داعش". فيما ذكرت الصحف التابعة للنظام أن قوات النظام قامت بعمليات عسكرية ضد التنظيم من جنوبي مدينة الحجر الأسود، الأمر الذي نفته لـ"العربي الجديد" مصادر ميدانية في الحجر الأسود.
وقال أبو عبدلله من مؤسسة "الفقير الخيرية"، إن قوات النظام لم تشن أي هجوم على الحجر الأسود من جهة السبينة في جنوبي المنطقة، مشيراً إلى أن معظم القصف الذي يتردد في وسائل الإعلام أنه يطال مخيم اليرموك يستهدف الحجر الأسود. واشتكى من أن الحجر الأسود مهمل إعلامياً وإغاثياً، على الرغم من أنه يضم آلاف المدنيين، وتوفي منهم حتى الآن نحو 100 شخص لم يذكرهم الإعلام، حسب قوله.
وأضاف أبو عبدلله الذي يدير صفحة على الفيسبوك باسم " شبكة أخبار الحجر الأسود"، أن "معظم الناشطين في المنطقة غادروها إلى الخارج أو إلى مناطق مجاورة، بسبب شدة الحصار وضعف الموارد والقصف المتواصل، حتى باتت المنطقة خارج التغطية الإعلامية، خصوصاً وسط غياب الدعم من أية جهة معارضة أو منظمات دولية".
وأكد أبو عبدلله أنّ "أية مساعدات إنسانية لم تدخل إلى الحجر الأسود منذ فرض الحصار عليه قبل عامين، بينما قتل العديد من أبناء المنطقة برصاص القناصين خلال محاولتهم التقاط بعض الأعشاب على أطراف المدينة، لتناولها في ظل انعدام المواد الغذائية في المنطقة المكتظة سابقاً بالسكان والخالية من أية مساحات زراعية".
اقرأ أيضاً: "داعش" يتراجع في اليرموك... وارتباك منظمة التحرير
وأوضح أن "سكان المنطقة كانوا يؤمنون القليل من الطعام من المناطق المجاورة التي يدخلها أحياناً بعض الطعام، مثل مخيم اليرموك والقدم ويلدا. لكن مع شح الطعام عن هذه المناطق بعد إغلاق حاجز بيت سحم من قبل قوات النظام، والأزمة الأخيرة في مخيم اليرموك، انقطع كل مورد غذائي عن الحجر الأسود، باستثناء بعض الأعشاب التي يتلقطها الناس والتي تنبت لوحدها في فصل الربيع. بينما قلة تملك بعض المال لتشتري شيئاً تأكله مما قد يفيض عن حاجة سكان المناطق المجاورة، وسط الارتفاع الفاحش للأسعار، بحيث يصل كيلو الرز على سبيل المثال إلى 8000 ليرة سورية ( أكثر من 30 دولاراً) علماً أن متوسط دخل الفرد في سورية هو 15 ألف ليرة سورية".
ويرفض أبو عبدلله مقولة إن الحجر الأسود هو معقل تنظيم "داعش" في المنطقة الجنوبية. ويقول "صحيح أنهم موجودون في الحجر بالمئات، لكنهم موجودون أيضاً في القدم وعلى أطراف الحجر"، معتبراً أنهم "لا يسيطرون سوى على خمسين في المائة من المنطقة والباقي يقع تحت سيطرة فصائل الجيش الحر".
وكشف أن تنظيم "داعش" عرض على فصائل الجيش الحر الموجودة في الحجر الأسود الانتشار في مخيم اليرموك بدلاً من مقاتليه، لكنها رفضت لأنها خشيت أن يكون ذلك توريطاً لها في مشكلة المخيم، بحيث تخلو الساحة لتنظيم "داعش" في الحجر الأسود، ولا تستطيع تلك الفصائل العودة إليه إذا انتشرت في اليرموك.
من جهة ثانية، نفت مصادر متطابقة لـ"العربي الجديد" ما تردد عبر وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي عن انسحاب كلي أو جزئي لتنظيم "داعش" من مخيم اليرموك باتجاه الحجر الأسود، وأكدت أن الوضع العسكري في المخيم لا يزال على حاله، باستثناء انسحاب بضع عشرات من مقاتلي التنظيم، وتسليم مواقعهم في المخيم لـ"جبهة النصرة" وحركة "أحرار الشام".
وقال أبو زيد، وهو مقاتل في إحدى كتائب "الجيش الحر" في بلدة يلدا المجاورة للمخيم، إنه لا تغيير على الأرض حتى الآن، والتنظيم لا يزال يسيطر على معظم أرجاء المخيم، لكن هناك شائعات تتردد بأنه يخطط للانسحاب من المخيم، مثلما تتردد أحاديث بأن عملاً عسكرياً شاملاً سوف يستهدف "داعش" في المنطقة من جانب الكتائب الموجودة في المخيم "وربما من قوى أخرى خارجه". لكن أبو زيد استبعد حدوث هجوم جدي من جانب قوات النظام أو القوى الحليفة لها في هذه المرحلة على الأقل.
وأضاف أبو زيد أن "(جيش الإسلام) شنّ هجوماً على حي الزين، وهو يقع بالقرب من كازية عودة نهاية شارع اليرموك في المنطقة الفاصلة بين الحجر الأسود، حيث مقر تنظيم داعش، ويلدا، ومنطقة تواجد عدة فصائل عسكرية معارضة منها (جيش الإسلام)". وبيّن أن خسائر بشرية وقعت في صفوف كلا الطرفين، لكن التنظيم لم يسحب أية قوات من المخيم لصدّ هذا الهجوم.
وأضاف أن "هناك هدوءاً نسبيا على محاور الاشتباكات في المخيم خلال اليومين الماضيين، إذ توقفت الاشتباكات تقريباً، باستثناء مناوشات محدودة في محيط شارع لوبية بين أكناف بيت المقدس ومقاتلي داعش، إضافة إلى عمليات القنص المتبادلة".
اقرأ أيضاً: المعارضة السورية تقلب المعطيات على "داعش" جنوبي دمشق
ومدينة الحجر الأسود ملاصقة تماماً لمخيم اليرموك من جهة الجنوب. وكلاهما يقعان جنوبي دمشق. يتبع اليرموك إدارياً لمحافظة دمشق، بينما يتبع الحجر الأسود لمحافظة ريف دمشق، ويمتد على مساحة نحو 1.5 كيلومتر مربع، تجاوره إضافة إلى المخيم منطقة القدم من الغرب وبساتين السبينة ويلدا من الجنوب والشرق.
قبل الثورة، كان عدد سكان الحجر الأسود أكثر من نصف مليون نسمة ينحدرون من مجمل المحافظات السورية، وكثير منهم من نازحي الجولان المحتل ومن اللاجئين الفلسطينيين. وشارك أبناء المنطقة بنشاط في مجمل مراحل الثورة السورية، بدءاً من التظاهرات السلمية خلال الأشهر الأولى، وصولاً إلى العمل المسلح. ولم يتبق من سكان المدينة اليوم إلا عدد محدود يتراوح بين ستة وثمانية آلاف نسمة، مقابل انتشار مئات المسلحين من كتائب مختلفة أبرزها "داعش"، و"جبهة النصرة"، وحركة "أحرار الشام".
ومع اشتداد المعارك في اليرموك بين مقاتلي "داعش" و"أكناف بيت المقدس"، حاول النظام السوري والفصائل الفلسطينية المتحالفة معه الدخول على الخط، وأعلنا عن استعدادهما للدخول إلى المخيم بدعوى مواجهة تنظيم "داعش". فيما ذكرت الصحف التابعة للنظام أن قوات النظام قامت بعمليات عسكرية ضد التنظيم من جنوبي مدينة الحجر الأسود، الأمر الذي نفته لـ"العربي الجديد" مصادر ميدانية في الحجر الأسود.
وقال أبو عبدلله من مؤسسة "الفقير الخيرية"، إن قوات النظام لم تشن أي هجوم على الحجر الأسود من جهة السبينة في جنوبي المنطقة، مشيراً إلى أن معظم القصف الذي يتردد في وسائل الإعلام أنه يطال مخيم اليرموك يستهدف الحجر الأسود. واشتكى من أن الحجر الأسود مهمل إعلامياً وإغاثياً، على الرغم من أنه يضم آلاف المدنيين، وتوفي منهم حتى الآن نحو 100 شخص لم يذكرهم الإعلام، حسب قوله.
وأضاف أبو عبدلله الذي يدير صفحة على الفيسبوك باسم " شبكة أخبار الحجر الأسود"، أن "معظم الناشطين في المنطقة غادروها إلى الخارج أو إلى مناطق مجاورة، بسبب شدة الحصار وضعف الموارد والقصف المتواصل، حتى باتت المنطقة خارج التغطية الإعلامية، خصوصاً وسط غياب الدعم من أية جهة معارضة أو منظمات دولية".
وأكد أبو عبدلله أنّ "أية مساعدات إنسانية لم تدخل إلى الحجر الأسود منذ فرض الحصار عليه قبل عامين، بينما قتل العديد من أبناء المنطقة برصاص القناصين خلال محاولتهم التقاط بعض الأعشاب على أطراف المدينة، لتناولها في ظل انعدام المواد الغذائية في المنطقة المكتظة سابقاً بالسكان والخالية من أية مساحات زراعية".
اقرأ أيضاً: "داعش" يتراجع في اليرموك... وارتباك منظمة التحرير
وأوضح أن "سكان المنطقة كانوا يؤمنون القليل من الطعام من المناطق المجاورة التي يدخلها أحياناً بعض الطعام، مثل مخيم اليرموك والقدم ويلدا. لكن مع شح الطعام عن هذه المناطق بعد إغلاق حاجز بيت سحم من قبل قوات النظام، والأزمة الأخيرة في مخيم اليرموك، انقطع كل مورد غذائي عن الحجر الأسود، باستثناء بعض الأعشاب التي يتلقطها الناس والتي تنبت لوحدها في فصل الربيع. بينما قلة تملك بعض المال لتشتري شيئاً تأكله مما قد يفيض عن حاجة سكان المناطق المجاورة، وسط الارتفاع الفاحش للأسعار، بحيث يصل كيلو الرز على سبيل المثال إلى 8000 ليرة سورية ( أكثر من 30 دولاراً) علماً أن متوسط دخل الفرد في سورية هو 15 ألف ليرة سورية".
ويرفض أبو عبدلله مقولة إن الحجر الأسود هو معقل تنظيم "داعش" في المنطقة الجنوبية. ويقول "صحيح أنهم موجودون في الحجر بالمئات، لكنهم موجودون أيضاً في القدم وعلى أطراف الحجر"، معتبراً أنهم "لا يسيطرون سوى على خمسين في المائة من المنطقة والباقي يقع تحت سيطرة فصائل الجيش الحر".
وكشف أن تنظيم "داعش" عرض على فصائل الجيش الحر الموجودة في الحجر الأسود الانتشار في مخيم اليرموك بدلاً من مقاتليه، لكنها رفضت لأنها خشيت أن يكون ذلك توريطاً لها في مشكلة المخيم، بحيث تخلو الساحة لتنظيم "داعش" في الحجر الأسود، ولا تستطيع تلك الفصائل العودة إليه إذا انتشرت في اليرموك.
من جهة ثانية، نفت مصادر متطابقة لـ"العربي الجديد" ما تردد عبر وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي عن انسحاب كلي أو جزئي لتنظيم "داعش" من مخيم اليرموك باتجاه الحجر الأسود، وأكدت أن الوضع العسكري في المخيم لا يزال على حاله، باستثناء انسحاب بضع عشرات من مقاتلي التنظيم، وتسليم مواقعهم في المخيم لـ"جبهة النصرة" وحركة "أحرار الشام".
وقال أبو زيد، وهو مقاتل في إحدى كتائب "الجيش الحر" في بلدة يلدا المجاورة للمخيم، إنه لا تغيير على الأرض حتى الآن، والتنظيم لا يزال يسيطر على معظم أرجاء المخيم، لكن هناك شائعات تتردد بأنه يخطط للانسحاب من المخيم، مثلما تتردد أحاديث بأن عملاً عسكرياً شاملاً سوف يستهدف "داعش" في المنطقة من جانب الكتائب الموجودة في المخيم "وربما من قوى أخرى خارجه". لكن أبو زيد استبعد حدوث هجوم جدي من جانب قوات النظام أو القوى الحليفة لها في هذه المرحلة على الأقل.
وأضاف أبو زيد أن "(جيش الإسلام) شنّ هجوماً على حي الزين، وهو يقع بالقرب من كازية عودة نهاية شارع اليرموك في المنطقة الفاصلة بين الحجر الأسود، حيث مقر تنظيم داعش، ويلدا، ومنطقة تواجد عدة فصائل عسكرية معارضة منها (جيش الإسلام)". وبيّن أن خسائر بشرية وقعت في صفوف كلا الطرفين، لكن التنظيم لم يسحب أية قوات من المخيم لصدّ هذا الهجوم.
وأضاف أن "هناك هدوءاً نسبيا على محاور الاشتباكات في المخيم خلال اليومين الماضيين، إذ توقفت الاشتباكات تقريباً، باستثناء مناوشات محدودة في محيط شارع لوبية بين أكناف بيت المقدس ومقاتلي داعش، إضافة إلى عمليات القنص المتبادلة".
اقرأ أيضاً: المعارضة السورية تقلب المعطيات على "داعش" جنوبي دمشق