قتل 37 عنصراً من قوات النظام، وأصيب 50 آخرون، يوم الجمعة، جراء تفجير سيارة مفخخة، في قرية الحرة، في ريف حماة، في حين حقق تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام "داعش"، تقدماً في ريف دير الزور الشرقي على حساب قوات المعارضة، بعد سيطرته على جزء كبير من مدينة موحسن فضلاً عن بلدتي البوليل والبوعمر.
واستهدف مقاتلو الجبهة الإسلامية بسيارة مفخخة حاجزاً عسكرياً لقوات النظام في قرية الحرة، ما أسفر عن مقتل 37 عنصراً واصابة العشرات بجروح من القوات الحكومية، حسبما ذكر ناشطون معارضون.
وتبنت الجبهة الاسلامية أبرز تشكيلات المعارضة المقاتلة الهجوم في تغريدة على حسابها الرسمي على موقع "تويتر"، مشيرة إلى أنه تمّ "نسف تجمعات ميليشيات الأسد في قرية الحرة في منطقة سهل الغاب بسيارة مسيرة عن بعد".
في المقابل، ذكرت وكالة الأنباء الرسمية السورية "سانا"، أن "من بين القتلى، نساء وأطفالاً"، بينما أفاد مصدر في قيادة شرطة حماة، لـ"سانا" أن التفجير تم بواسطة "شاحنة محملة بكمية كبيرة من المواد المتفجرة، يقدر وزنها بنحو ثلاثة أطنان وأسفر انفجارها عن تدمير عدد كبير من المنازل والأبنية في القرية".
وفي ريف حمص، ذكر التلفزيون السوري أن "وحدات من الجيش أحكمت سيطرتها على تل أبو السلاسل شمال جبورين بعد القضاء على العديد من الإرهابيين وتدمير أدوات إجرامهم". وأضاف نقلاً عن مصدر عسكري، أن "وحدات من الجيش دكت تجمعات الإرهابيين في تلبيسة وسلام غربي والسلطانية وعنق الهوا ورحوم وقضت على أعداد منهم ودمرت آلياتهم".
من جهته، قال الناشط الإعلامي، سامر الحمصي، لـ "العربي الجديد"، إن "تلة أبو السلاسل تقع تحت سيطرة النظام أصلاً، ولا توجد أية سيطرة لمقاتلي "الجيش الحر" هناك"، لافتاً إلى أن "القوات النظامية تحاول التقدم من خلال التلة، باتجاه قرية أم شرشوح لاستعادتها".
وأشار الحمصي، إلى أن "النظام بدأ يتداول اسم التلة بعيد فقدانه لقريتي أم شرشوح والثورة". وأوضح أن "التلة منطقة غير معروفة، وهي مجرد تلة قريبة من قرية جبورين"، مؤكداً أن "هذا التداول يأتي لتحقيق نصر وهمي، وإقناع مؤيديه أنه بصدد استعادة القريتين المذكورتين".
وكانت فصائل المعارضة المسلحة سيطرت قبل نحو عشرة أيام على قرية الثورة. واستكملت سيطرتها على قرية أم شرشوح بريف حمص الشمالي، بعد معارك عنيفة مع الجيش النظامي، أسفرت عن سقوط قتلى وجرحى في صفوف الجانبين.
وفي مدينة حلب، واصلت القوات النظامية قصفها الجوي على المدينة وريفها، متسببة بسقوط المزيد من القتلى والجرحى، بينما تتواصل المعارك مع كتائب إسلامية في عدد من المناطق الأخرى.
وقال مراسل "العربي الجديد"، إن "ثلاثة أطفال قتلوا في حي المعادي جراء إلقاء الطيران المروحي برميلاً متفجراً"، في حين قتل رجل وزوجته، في قصف بالصواريخ الفراغية على مدينة مارع في ريف حلب الشمالي.
وفي سياق المعارك، ذكر المراسل أن "مقاتلي كتائب إسلامية قتلوا أربعة عناصر من قوات النظام، خلال اشتباكات في جبل عزان في الريف الجنوبي، بينما أعلنت صفحة "صدى الشهباء"، على موقع التواصل "فيسبوك"، مقتل المسؤول الأمني عن نقاط الرباط التابعة لحزب الله وقوات النظام في مدينتي نبل والزهراء، جراء قصف مقاتلي المعارضة بقذائف الهاون وصواريخ غراد مقرات عسكرية في المدينتين يوم الخميس.
في هذه الأثناء، أكد الناشط الإعلامي، أحمد العربي، لـ"العربي الجديد" أن "أرتالاً عسكرية لقوات النظام وصلت إلى معامل الدفاع في منطقة السفيرة، قادمة من حماة".
وفي دمشق، شن الطيران الحربي غارتين على حي جوبر في دمشق، بالتزامن مع قصف بقذائف الهاون من ثكنة كمال مشارقة، فيما تعرضت بلدة المليحة إلى قصف بصواريخ أرض- أرض، دون أنباء عن إصابات.
كما أفاد مركز مسار "المعارض"، أن مقاتلي المعارضة قتلوا 4 عناصر من مليشيات "حزب الله" اللبناني خلال اشتباكات في جرود رأس المعرة في منطقة القلمون.
"داعش" يتقدم في "موحسن"
وفي جديد تطورات المعارك بين قوات المعارضة، وتنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام "داعش"، أكد قادة ميدانيون في الجيش السوري الحر، سيطرة "داعش" على جزء كبير من مدينة موحسن، وبلدتي البوليل والبوعمر، في الريف الشرقي في محافظة دير الزور شرقي سورية.
وجاءت سيطرته إثر معارك محدودة مع مسلحي العشائر وبعض مقاتلي الجيش الحر هناك، ولا سيما أبناء عشيرة الشعيطات، التي قدمت من خارج المدينة لمساندة من رفضوا مبايعة "داعش".
وتعد هذه العشيرة من أقوى الفصائل المقاتلة ضمن "مجلس شورى المجاهدين"، الذي يحوي أكثر من 20 فصيلاً مسلحاً، أهمها جبهة النصرة، والذي تشكل لقتال تنظيم الدولة في دير الزور.
وكانت جرت خلال اليومين الماضيين، مفاوضات بين ضباط من كتائب الجيش الحر وبين تنظيم "داعش" لتحييد مدينة موحسن عن القتال، وكذلك عدم سيطرة التنظيم على حقل التيّم النفطي القريب من المدينة، إذ يعتمد الجيش الحر على عائداته في التمويل والتسليح.
وقال قائد إحدى الكتائب المرابطة على تخوم مطار دير الزور العسكري التابع لقوات النظام لـ"العربي الجديد": إن "مجموعة من ضباط الجيش الحر تفاوضوا مع "داعش" لتحييد المدينة وعدم الدخول في معارك جانبية مع كتائب الجيش الحر التي تحاصر المطار، في مقابل دخول عناصر التنظيم إلى المدينة، التي أعلن أحد أحيائها "البوسيد" ولاءه له. والأخير "يضمّ خلايا نائمة ومناصرين لـ"داعش"".
وبحسب المصدر نفسه، فقد بات شبه مؤكد، أن "يحكم "داعش" سيطرته على كامل المدينة خلال الساعات القليلة المقبلة، وسط رفض بعض كتائب الجيش الحر قتاله بحجة عدم تشتيت قواها، وسحب قواتها المرابطة على تخوم مطار دير الزور العسكري، إضافة إلى أن معركة كهذه ستكلف الكثير من الدماء والدمار والمجازر التي قد يرتكبها التنظيم بحق أهالي المدينة".
وقد أفضت هذه التطورات والمفاوضات مع "داعش" إلى حدوث انقسام، بين مؤيد لدخول التنظيم المدينة من دون قتال، حقناً للدماء، وبين رافض لذلك ومصرٍّ على قتاله. وهو الأمر الذي قد يؤدي إلى اشتباكات بين أبناء المدينة الواحدة، بالتزامن مع نزوح كبير للأهالي باتجاه مدينة الميادين والقرى المجاورة، وذلك تحسباً لاستعار حدة المعارك بين الأطراف المتحاربة.
في موازاة ذلك، عثر أهالي المدينة على ثلاث جثث في قارب بمياه نهر الفرات، تعود لقياديين معروفين في الجيش الحر، بينهم ضابط، هو الملازم أول حسن الحافظ، وذلك إثر اختفائهم منذ ثلاثة أيام. ويعتقد أن "داعش" يقف وراء مقتل هؤلاء القادة لكونهم أعلنوا أخيراً في بيان لهم، ضرورة التصدي للتنظيم وقتاله.
وبينما يسعى تنظيم "داعش" للسيطرة على موحسن ومناطق ريف المحافظة، تواصل قوات الأسد قصفها للعديد من أحياء دير الزور، مستهدفة عناصر الجيش الحر، بينما تتعمد، فيما يبدو، عدم قتال مسلحي التنظيم الذي يستلهم فكر ونهج "القاعدة".
وتعد مدينة موحسن من أبرز المدن السورية التي خرجت عن سيطرة النظام منذ بدايات الثورة. وتعود أهميتها لكونها كانت "خزاناً" مهماً لضباط جيش النظام، إذ شهدت انشقاقات كبيرة في صفوف هؤلاء. وهو ما أسهم بشكل كبير في الحراك الشعبي في دير الزور ضد النظام، بالإضافة إلى أنها شهدت إسقاط أول مقاتلة حربية للنظام من طراز (ميغ 23 ) على يد ثوارها.
وتتمركز في موحسن الآن قيادة المجلس العسكري للمنطقة الشرقية، التي تضم ثلاث محافظات، هي دير الزور والحسكة والرقة.