اتهم قائد تجمع أحرار جبل العرب الشيخ سليمان عبد الباقي، الجهات الأمنية التابعة للنظام السوري بتدبير محاولة اغتياله التي حصلت يوم 11 نوفمبر/ تشرين الثاني الحالي ونجا منها بأعجوبة بعد إصابته بطلقين ناريين بالصدر والكتف، وأدت إلى مقتل مرافقه أدهم نصر رضوان الذي كان بجواره في السيارة، إضافة إلى إصابة أحد المارة.
وقال أحد المقربين من عبد الباقي لـ"العربي الجديد"، إن تجمع أحرار الجبل الذي يقوده عبد الباقي لديه معلومات أولية عن مرتكبي الجريمة والجهات التي تقف خلفها، ولن يبادر بأي عمل أمني قبل التأكد من المعلومات وسيجد الطريقة المناسبة لمحاسبة الفاعل دون أن يكون التجمع سبباً بجر المحافظة لأية أعمال اقتتال.
وكان عبد الباقي قد أكد يوم أمس في منشور عبر موقع فيسبوك، أنه من "دعاة السلم ويطالب بالحق والعدالة والمساواة، ولا يوجد له مع أحد من الناس أي خلاف أو ثأر"، وتابع: "النظام الأسدي المجرم وعصاباته تغتال وتقتل وتحتل وتسرق وتفسد بالأرض"، مشيرًا إلى أنه "يسامح عمّا حصل له لكنه لن يغفر مقتل مرافقه رضوان، وسيحاسب الفاعلين مهما يكلفه هذا".
وربط عدد من المتابعين بين محاولة الاغتيال وتصريحات الشيخ حكمت الهجري الرئيس الروحي لطائفة الدروز عقب زيارته عبد الباقي في المستشفى قبل يومين، إذ حذر الهجري من التعامل مع مجموعات محسوبة على "حزب الله" وإيران، وطالب الأهالي أثناء استقباله وفداً من أهالي مدينة صلخد، بـ"عدم بيعهم عقارات أو المتاجرة بمصائر الناس"، متحدثا عن "دورهم التخريبي في نشر المخدرات وهدم القيم الاجتماعية والأخلاقية في المحافظة"، على حد تعبيره.
وفي هذا الشأن يقول الناشط المدني ناظم سلوم لـ"العربي الجديد"، إن تحذير الشيخ الهجري مبني على معلومات بتحركات أمنية تهدف لأعمال اغتيال تطاول عدداً من الناشطين، وتقوم بها مجموعات مسلحة تتبع لحزب الله اللبناني والمليشيات الإيرانية، وقد أشار لها الشيخ الهجري بـ"المجموعات التي تتاجر بالمخدرات وتهدم القيم الأخلاقية، وهذه المجموعات معروفة في المحافظة بأعمالها وتبعيتها المباشرة للأفرع الأمنية والمليشيات الإيرانية". وبحسب سلوم فإنه "لا يستبعد أن تكون هذه المجموعات هي من قامت بمحاولة اغتيال عبد الباقي، وأن لديها أجندة قد بدأت بتنفيذها وفشلت في أول محاولة".
مؤتمر "لقاء" في السويداء
وتشهد السويداء حراكاً سياسياً بموازاة الحراك الشعبي في الشارع وفي ساحة الكرامة، وقد بدأ هذا الحراك بلقاءات ومشاورات بين القوى السياسية في المحافظة وكان آخرها مؤتمر "لقاء" الذي جمع عددا من التيارات السياسية في 17 نوفمبر/ تشرين الثاني الجاري تحت شعار "دعوة إلى الديمقراطية والعلمانية واللامركزية السياسية".
وأكد المشاركون في المؤتمر تبني اللامركزية السياسية في حكم سورية لأن نظام الحكم المركزي أثبت فشله واستبداده عبر تحكمه في إرادة ومصير الشعب السوري طيلة عقود من الزمن. وشارك في المؤتمر "تيار سوريا الفيدرالي، وتيار الحرية والسلام، ومنظمة لقاء جبل الريان، وحركة النهضة الفكرية، وحركة التحرر الوطني"، وعدد من المستقلين. وأكد المشاركون أن مؤتمرهم هذا يُعتبر تأسيسيًا ويُبقي الباب مفتوحاً لباقي التيارات والأحزاب السياسية والاجتماعية.
وعن هذا المؤتمر وما سبقه من لقاءات واجتماعات شبه يومية، يقول الناشط المدني أيمن نوفل لـ"العربي الجديد": "نحن كسوريين نفتقر لتجربة العمل السياسي الحر، وغالباً ما نظرنا بكثير من النقد والحذر تجاه التجارب الماثلة أمامنا للعمل السياسي الوطني داخل وخارج سورية، أما في السويداء فهي تجربة حديثة جداً خلقتها ظروف الحراك الشعبي وحاول البعض بشكل مدروس أو بتوجيهات من استغلال هذا الجديد من حرية التعبير بتطبيق أجندات عبر شعارات فضفاضة ما زالت رهن تحركات النظام الحاكم والقوى الإقليمية والدولية".
وأضاف قائلا "أي لقاء سياسي أو اجتماعي لا يتصدره القرار 2254 هو بمثابة مسمار في نعش الثورة السورية، وعلى جميع التيارات والأحزاب أن تُجمع على هذا القرار الدولي قبل أن تحلم وتخطط بعيداً عن الواقع"، مؤكداً أن "القرار الأممي ليس هو المنشود، لكنه الأمل بالخلاص وبدء عملية خلق سورية الجديدة التي تستعيد أبنائها، وتنهض من الركام".