ويظهر الزراعي، في ما قيل إنها صورته، جثة هامدة ضمن صور، سربها المصور المنشق عن قوات النظام المعروف باسم "قيصر"، لآلاف المعتقلين السوريين في سجون النظام وفروعه الأمنية، ولا سيما في العاصمة دمشق.
وكتب الممثل السوري، مازن الناطور، على صفحته في "فيسبوك"، اليوم السبت، ينعى زميله الزراعي "الكاتب والفنان السوري الشاب عدنان زراعي وُجد بين صور قيصر.... بكل بساطة عذبوه حتى الموت.....!! هل تعرف ماذا يعني هذا؟؟ لك أن تتخيل .. إياك أن تفعل لأن مجرد الخيال قد يقتلك ...الرحمة لروحه ولأرواح عشرات الآلاف ممن قضوا تحت التعذيب على يد الممانعة الوطنية الشرسة حثالة شياطين العصر".
Facebook Post |
إلا أن الكاتب والسيناريست، ممدوح حمادة، كتب على صفحته، بعد أن كان هو الآخر نعى الزراعي، قائلاً "وردني من جهة قريبة من أسرة الكاتب عدنان زراعي أن أهله ينفون خبر وفاته تحت التعذيب وأن لديهم معلومات أخرى تثبت عدم صحة ذلك.. لذلك سأوقف البوست وأتمنى أن يكون الخبر غير صحيح وأرجو أن نراه حراًَ من جديد في أقرب وقت إذا كان الأمر كذلك. وأترك لوحة بقعة ضوء فقط.. الرحمة لجميع من قضى والحرية لمن بقي فيه رمق من حياة.
Facebook Post |
وأشار الناشط خالد أبو صلاح، وهو ابن حي بابا عمرو في مدينة حمص السورية الذي ينتمي إليه الزراعي، في حديث مع "العربي الجديد"، إلى أنه تواصل مع ابن عم الكاتب والممثل عدنان الزراعي، مؤكداً له أن الصورة فيها شبه كبير لعدنان، وأنه، أي ابن عم الزراعي، لديه شكوك كبيرة وأخبار عن ترجيح وفاة عدنان في المعتقل منذ عدة سنوات، إلا أنه آثر عدم الإفصاح عن ذلك مراعاة لمشاعر أهله.
وأضاف أبو صلاح، إلى أن قريب الزراعي أوضح أن ابنته هي من وجدت الصورة ضمن تسريبات "قيصر" وطلبت من والدها تأكيدها، "إلا أن لا نتائج واضحة إلى الآن".
وقال أبو صلاح إنه أرسل الصورة التي يعتقد أنها تعود لجثة عدنان الزراعي، إلى لجنة مختصة بتحليل صور تسريبات "قيصر"، منتظراً نتيجة الفحص يوم غد.
والزراعي هو ممثل وكاتب من حي بابا عمرو الحمصي، درس في المعهد العالي للفنون المسرحية، وعرف عنه كتابته الدرامية المنتقدة للنظام وأشهرها لوحته "الرجل البخاخ"، التي اعتبرت نبوءة عما حدث في البلاد في بداية الثورة واندلاع الاحتجاجات ضد النظام.
واعتقل أمن النظام الزراعي، في فبراير/ شباط من عام 2012، في العاصمة دمشق، واحتجز مدة 15 يوماً في فرع الأمن "الجسر الأبيض"، ونقل فيما بعد إلى الفرع الداخلي 251، المعروف بـ "فرع الخطيب" المشهور بإجرامه وقسوته خلال التحقيق مع المعتقلين، حيث قضى هناك حوالي 15 يوماً، قبل أن يحوّل إلى أمن الدولة في منطقة كفرسوسة بدمشق وهناك انقطعت أخباره، إلا أن معلومات وصلت عن تعرضه للتعذيب المفرط ما أدى لكسر أضلاع في صدره.