بعد معارك محتدمة مع قوات النظام السوري وميليشيات أجنبية تابعة لها في الريف الشمالي لمدينة حلب، تمكّنت كتائب عسكرية معارضة، اليوم السبت، من السيطرة على تلة البريج الاستراتيجية، في وقت شنّت فيه طائرات النظام أربع غارات على مدينة الباب في الريف الشرقي، موقعة قتلى وجرحى من المدنيين.
وأفاد عضو مركز "حلب الإعلامي"، يمان الخطيب، لـ"العربي الجديد"، أنّ "كتائب الثوّار شنّوا هجوماً مباغتاً على مقرات قوات النظام في تلة البريج فجر اليوم السبت، أعقبته اشتباكات عنيفة بين الطرفين، سيطر خلالها الثوّار على التلة وقتلوا نحو 13 عنصراً من النظام وميليشياته الأجنبية، كما تمكّنوا من تدمير دبابتين وعربة (فوزديكا)، في حين لا تزال المعارك متواصلة حتى اللحظة".
في المقابل، لم تعلن الفصائل العسكرية المعارضة المشاركة في المعركة والمكوّنة من "كتائب أبو عمارة"، "الجبهة الشامية"، و"جيش المهاجرين والأنصار"، عن وقوع خسائر في صفوفها، وبحسب الخطيب، فإنّ "الثوّار اضطروا للانسحاب من بعض النقاط في التلة لاحقاً في ظل الغطاء الناري الكثيف الذي أمنته قوات النظام".
ونظراً لارتفاعها، تحظى تلة البريج بأهمية استراتيجية، كونها تطل على الأحياء الواقعة تحت سيطرة كتائب المعارضة شمالي حلب، فضلاً عن أنها تعتبر طريق إمداد لقوات النظام من قرية الشيخ نجّار إلى سجن حلب المركزي.
في موازاة ذلك، شنّت طائرات النظام الحربية أربع غارات على مدينة الباب الخاضعة لسيطرة تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) في ريف حلب الشرقي.
وقالت منظمة "إسعاف بلا حدود"، العاملة في المنطقة، إنّ "الغارات أودت بحياة تسعة مدنيين، بينما أصيب نحو أربعين آخرين بجروح".
وتشهد مدينة الباب، بين الحين والآخر، مجازر يخلّفها طيران النظام، الذي يقوم بقصف تجمعات للمدنيين بعيداً عن مقرات "داعش"، بحسب ما أفادت مصادر محلية لـ"العربي الجديد"، لافتة إلى أنّ "أهالي المدينة يتعرضون لظلم مزدوج، قصف النظام من جهة وقوانين (داعش) الجائرة من جهة أخرى".