تحمل النساء السوريات في مخيمات اللجوء، مسؤوليات كبيرة، بسبب تردي الأوضاع المعيشية، وتضطر كثيرات منهن، لممارسة دور الرجل بسبب غيابه، وتُلقى عليهن أعباء الرعاية والحماية والعمل.
وتؤكد عضوة رابطة الصحفيات السوريات، علا الشيخ حيدر، أنّ "أكبر هموم اللاجئات هي تأمين المواد الأساسية لأسرهن، وأنّ أبرز المهن التي يمارسنها هي مهن تقليدية، كالخياطة والصوف والتطريز، إضافة إلى قطف المحاصيل الزراعية في بعض المخيمات".
وتشير الباحثة والناشطة في مجال حقوق المرأة، صباح حلاق، في حديث لـ"العربي الجديد"، إلى أنّ "معظم اللاجئات أصبحن معيلات لأسرهن، بعد أن فقدن الأب لأسباب متعددة، كالاعتقال أو الاستشهاد أو الطلاق، ومعظمهن أيضا لديهن من 3 إلى 5 أطفال، وهنَّ مسؤولات عن تأمين احتياجات العائلة، وملاحقة المنظمات الإغاثية لتأمين المساعدات لأسرهن".
تقول فاطمة: "أشعر بضغوط اجتماعية ونفسية واقتصادية، أعمل 14 ساعة يومياً، وأعيل أطفالي الخمسة بعد أن فقدت زوجي".
أما عائشة فتقول: "أشعر بالعجز منذ أن فقدت زوجي، عندما أرى أطفالي يبكون أبكي معهم، لأني لا أعرف ماذا أفعل، أصبحت أرملة في الثامنة والعشرين من عمري، ولا أملك حتى شهادة ثانوية".
في السياق، تلفت الشيخ حيدر، إلى أنّ "حالة الاكتظاظ الكبيرة التي تعيشها المرأة في المخيمات، تفقدها خصوصيتها وقدرتها على رعاية نفسها وأطفالها بشكل جيد، وتعرضها أحياناً للتحرش والتعنيف".
من جهتها، تروي سنا: "الحمامات في المخيم مشتركة وهي ليست آمنة، اصطحب معي أخي في كل مرة، رغم بعدها عن خيمتنا، فالكثير من صديقاتي تعرضن للمضايقات هناك".
وتؤكد الشيخ حيدر أن "المرأة السورية في المخيم، لا تتمتع بأدنى حقوق المرأة، وقد رصدنا مؤخراً الكثير من حالات العنف الأسري، والتحرش والاستغلال الجنسي من قبل مقدمي الخدمة، أو من آخرين".
وتلفت صباح حلاق إلى "رصد حالات تمييز بين النساء، من قبل العاملين على توزيع المساعدات، فيعطون المرأة الجميلة الأولوية، في حين يستعملون جميع أشكال الزجر والكلمات النابية مع أخريات، وتصل هذه الاعتداءات أحياناً إلى الضرب بالعصا".
في الإطار، أشار العديد من التقارير، إلى انتشار ظاهرة التزويج المبكر للفتيات في المخيمات، وهنا تؤكد صباح حلاق أنّ الظاهرة موجودة مسبقاً، في مناطق سورية، وأن عمليات التزويج تتم لمواطني دولة اللجوء، وليس لخليجيين كما تسوق وسائل الإعلام.
وتضيف: "عندما تتناول كثرة من وسائل الإعلام، موضوع تزويج القاصرات، فإنها تستعمل عبارات تمس بكرامة اللاجئات، ككلمة (أرخص)، وقمنا أيضاً برصد الكثير من حالات عدم تسجيل الزواج رسمياً في المحاكم، هناك أيضاً حالات عدم تسجيل الأطفال بعد الولادة، لأسباب مالية أو أمنية".
وتقول أم وليد: "تزوجت مبكراً، وأنجبت أربعة أطفال قبل بلوغي الثانية والعشرين من عمري، وبعدما جئنا إلى المخيم، زوجت ابنتي وهي في الثالثة عشرة من عمرها، إلا أن جسدها لم يحتمل الولادة في هذ العمر وتوفيت خلال الولادة، وأصبحت جدة في الـ30".
اقرأ أيضا:
لاجئات سوريات يتقنّ أعمالاً يدوية بحاجة للدعم
النظام السوري يطلق سراح 7 معتقلات إثر تهديد المعارضة