أصغر مُدرِّستيْن لاجئتين.. كفاح السوريات في "يوم المرأة"

الأناضول

avata
الأناضول

العربي الجديد

لوغو العربي الجديد
العربي الجديد
موقع وصحيفة "العربي الجديد"
07 مارس 2015
E62F58D4-52E5-46FF-B6CE-752E5FA9276F
+ الخط -


على أعتاب يوم المرأة العالمي، وعيد المعلم، تشعر أصغر مُدرِّستيْن في مخيمات اللاجئين السوريين في لبنان، وسط متاعب الحياة، بالأسى بعيداً عن وطنهما وأهليهما.‎

براءة عنتر، بنت الـ9 سنوات، ونجمة عبد المولى التي لم تبلغ 14 سنة، لا تعيشان حياتهما الطبيعية كباقي أطفال العالم، بل تتسم حياتهما في ظل اللجوء بالصعوبات الكثيرة التي يعاني منها كل النازحين السوريين في لبنان.

عنتر وعبد المولى، اللتان تعدّان أصغر مدرستين في مخيمات اللجوء في لبنان بـ"إرادتيهما الذاتية"، هما اليوم نموذجان حيان للمرأة السورية التي تعاني الكثير، سواء تحت القصف في سورية أو في مخيمات اللجوء بلبنان وغيره.

هاتان المعلمتان، قد لا تعرفان معنى يوم المرأة العالمي، وعيد المعلم، لكنهما بكل تأكيد، نموذج حيّ وعينة واقعية لا تحتاج لكثير شرح، للمرأة السورية في كفاحها ومعاناتها، وللمدرسة السورية التي تتفانى بعملها لأجل تربية جيل يعرف معاني الحرية وأهمية العلم والمعرفة.

واليوم العالمي للمرأة أو اليوم العالمي للمرأة، يوافق الثامن من شهر مارس/آذار من كل عام، وفيه يتم الاحتفال عالمياً بالإنجازات الاجتماعية والسياسية والاقتصادية للنساء، فيما يحتفل لبنان بيوم المعلم في اليوم التاسع من مارس/آذار من كل عام.


عنتر، التي تعيش مع أهلها وأبيها المريض في مخيم "علي طافش" للنازحين السوريين في منطقة كترمايا في جبل لبنان، نزحت قبل حوالي عام من دمشق، بسبب "القصف الشديد والكيماوي".

لم تتجاوز عنتر الـ9 سنوات، إلا أنها تتذكر في ظل مأساتها التي دهمت حياتها مبكراً، الأيام الجميلة التي كانت تمضيها مع صديقاتها في المدرسة في دمشق، مشيرة إلى أن تلك الأيام "كانت مليئة بالفرح والسرور على عكس ما نحن فيه الآن".

هي اليوم مدرسة "بإرادتها" لعدد من أطفال المخيم، حيث تقول عن نفسها "أجمع أطفال المخيم وأدرس لهم ما درسته في الصف الثاني الابتدائي".

وأكدت عنتر لـ"الأناضول" أنها أقدمت على هذه الخطوة بدافع شخصي، مضيفة "رأيت أن الأطفال هنا يلعبون بالطين ويضيعون أوقاتهم، فجمعتهم بعد أن أحضرت بعض الحجارة الكبيرة وقطعة من الكرتون واشتريت علبة من الطبشور وبدأت الصف".

وتابعت أن موعد صفها ثابت، صباح كل يوم، وهو يتضمن تعليم اللغات العربية والفرنسية والإنجليزية بشكل بسيط، لافتة إلى أن أدوات الصف تطورت بعد أن أحضر لها مسؤول المخيم "علي طافش" عدداً من الكراسي الصغيرة ولوحاً خاصاً للتدريس.

وعن طموحاتها المستقبلية، أوضحت عنتر أنها ترغب في أن تصبح معلمة عند كبرها "لأقدم العلم والمعرفة لمن يطلبونهما".

وتأمل عنتر في أن تعود إلى بلادها ومدرستها وأن تشهد "فتح صفحة جديدة من الفرح والسعادة والعلم".

المدرسة الثانية، نجمة عبد المولى، التي لم تبلغ سن الـ14 عاماً، نزحت من منطقة الغوطة الشرقية في دمشق منذ عامين، وتعتبر في مخيم "علي طافش" شريكة عنتر في مهمة تدريس الأطفال والأولاد، بمبادرة منها "كون العلم والدين أهم أمرين في الحياة، وتعليمهما له أجر عظيم عند رب العالمين"، حسب قولها.

عبد المولى، التي تدرّس مواد اللغتين العربية، والإنجليزية، والعلوم، والرياضيات، والدين، تقوم بعملها بالاستعانة بأدوات متواضعة، وتتخذ من وسط المخيم مكاناً لصفها الذي تجمع فيه الأولاد "بدل أن يلعبوا بالطين والأوساخ هنا وهناك".

وفي يوم المرأة العالمي وعيد المعلم، لم تجد عبد المولى إلا أن تشير الى نفسها كعينة للمرأة السورية التي "بالرغم من معاناتها، لا تتقاعس عن دورها الهام"، شاكرة والدتها التي قالت إنها علمتها "الصح من الخطأ"، ومعلمتها التي استمدت منها العلوم والمعرفة.

أمنية عبد المولى، لم تختلف عن أمنية عنتر، وهي العودة الى سورية، قائلة والدموع تظهر في عينيها "بالرغم من أن صديقاتي قتلن ومدرستي تدمرت.. إلا أن الوطن عزيز".

في ذات السياق، اعتبرت السيدة أم أمجد (30 سنة)، التي نزحت من دمشق منذ 4 أعوام أن "معاناة النساء السوريات في اللجوء تتزايد يوماً بعد اليوم"، مشددة على أن المطلب الوحيد هو "العودة إلى الوطن".

وأشادت أم أمجد بمعلمتي المخيم الصغيرتين "اللتين تتعبان منذ نعومة أظفارهما"، مشيرة إلى أن هذا الوضع "ظلم بحق المرأة".

المساهمون