سقوط مريع لبلد الأنوار

04 أكتوبر 2015
خطابات الإسلاموفوبيا عالية في أوروبا(Gett)
+ الخط -
تصريحات الوزيرة الفرنسية السابقة، نادين مورانو، من الحزب الجمهوري وعضوة البرلمان الأوروبي، عن أن "فرنسا مطالبة بالحفاظ على مسيحيّتها ويهوديّتها" لما سمّته "مواجهة الإسلام"، لم تكن إلا تصريحات عنصرية.
مورانو قالت الكلام على قناة فرنسية (فرانس 2)، الأسبوع الماضي، وهي تبدي انزعاجا من ازدياد أعداد المسلمين بفرنسا.
ليس ذلك كلاما سياسيا بالتأكيد، إذا ما أضفنا إليه جملة قالتها في لقائها مع الصحافية ليا سلامي عن يهودية ومسيحية فرنسا والعرق الأبيض "استقبلت (فرنسا) أشخاصا من بلدان أخرى دون أن يمس عرقها الأبيض وخصوصيتها".
في الواقع نحن لا نعرف عن أية فرنسا تتحدث مورانو، فهل هي فرنسا الاستعمارية أم فرنسا الثورة أم فرنسا الإخاء والمواطنة؟
قد تُصدم بعض النخب العربية والفرنسية من مثل تلك التصريحات المتّصفة بالاستعلائية والفوقية، وهي بالتأكيد ليست تعبيرا عن مكنون شخصي خالص أيضا، بل ستعجب نخب أخرى بما يسمى "صراحة حد الوقاحة" في قراءة قيمة الآخر بناءً على معايير لا ندري كيف تؤسس لمجتمعات ترغبها لنا في حرب طالت الأخضر واليابس في بلادنا الأصلية وساهمت في سياساتها المبطنة لدعم الاحتلال في فلسطين. بالتأكيد نحن في 2015 ولسنا في الـ67 وما تلاها من مواقف. ثمة رسميون غربيون يقعون دائما في مطب الأيديولوجيا المستندة في مواقفها على محبة الديكتاتوريات والمستبدين في أفريقيا وعالمنا العربي وفتح الذراع بزاوية 15 بالمئة لاستقبال بضعة ضحايا ثم الارتداد بذات المواقف المسبقة عن أننا "نستحق ما يجري لنا بسبب تخلّفنا".
لكن لتسأل السياسة الفرنسية والغربية عموما نفسها: وماذا نفعل بالملايين من مواطنينا "غير النقيين لا عرقيا ولا دينيا"؟
بناء المواقف على أسس عرقية ودينية لن يؤدي بحال من الأحوال سوى لتعزيز النبرة التي قد تصل في مستوياتها إلى مستوى فاشي بعنصريته، ويخلق جوا من التصادم مع تلك الملايين التي لن تسمح بقيام محرقة ولا تحويل هؤلاء إلى "يهود التاريخ".
المساهمون