تعدُّ الموسوعة، التي عُنيت بكلّ ما يتّصل بالحضارة الإسلاميّة، عملًا إشكاليًّا أُلِّفَ في الردّ على ما ورد فيه، عددٌ من رسائل الماجستير وأطاريح الدكتوراه والكُتب، التي حاولت أن "تكشف حجم المؤامرة" كما يقول أحد الباحثين العرب. في حين وجدَ باحثون آخرون أنَّها جهدٌ منصفٌ للحضارة الإسلامية، كما يرى د.أحمد أبو زيد: "بذلوا في تحقيقها وتحليلها جهودًا ضخمة، ويكون من المكابرة والجحود إنكار فضلهم وجهودهم".
وفي مطلع القرن العشرين نشرتْ الدارُ الموسوعة الإسلامية باللغات الإنجليزية والفرنسية والألمانية، لقناعتها أنَّ "فهم الإسلام هو ضرورة عالمية للمسلمين وغير المسلمين على حدّ سواء". وشارك في تأليف إصدارها الأوّل وتحريره مستشرقون بارزون آنئذ (بروكلمان وماسينيون وكراوس وغولدتسيهر وآرنولد وأربري). وفي عام 2005 اكتمل الإصدار الثاني. وتُرجمت موادٌّ من الموسوعة إلى اللغة العربية في مصر منتصف القرن العشرين، وأعيدت طباعتها منقوصة، بعد حذف الكثير منها لأسباب رقابية، في الشارقة أواخر القرن العشرين. وبدأتْ آخر محاولات تعريب الموسوعة كاملة، منذ عامين عبر الاتفاق مع وزارة الثقافة التونسية وهي قيد الإنجاز.
حاولتْ الموسوعة اجتراح منهجية خاصّة بها، تركّز على عرض المعلومة وفق أكثر من رأي، من دون تحليلها، واهتمّت بعرض وجهات نظر متعدّدة في الموضوع الواحد، فالهدف تعريفيّ أولًا، أما عددُ الكلمات المخصَّصة لكل موضوع فكان يتغيَّر، تبعاً لتقدير محرّريها لأهميته، متبعةً الطريقة العنقودية في تصنيف الموضوعات، بحيث يُذْكر الموضوع، وتتمّ الإشارة إلى المواضيع التي تتقاطع معه.
سيكون من الصعب تلقّي الموسوعة في الثقافة العربيّة بالعين الأوروبيّة ذاتها، لاختلاف الأهداف والمنظور، فالدين حالة بحثيّة ومعرفيّة، عند الأوروبي غالبًا، في حين أنَّه حالة إيديولوجيّة مقدّسة في الثقافة العربية عامّة. لذلك كان العتب كبيرًا من المتلقي العربي على تغييب الباحث العربي عن العمل في الموسوعة، خاصّة الأكاديميّين الضليعين باللغتيْن العربية والإنكليزية، الذين يرى بعضهم أنهم الأقدر على الحديث عن القرآن أو الحديث مثلاً، في ضوء تأكيدات المناهج النقدية والبحثية على دور السياق في الفهم، والخبرة باللغة التي ينقل منها. خاصة في ظلّ فقدان هذا النوع من الموسوعات ذات التقاليد العريقة المُنتَجة في دول مستقرّة، تقوم بدورها في التعريف بثقافات العالم، ولا بدّ من تذكر أنّ الكثير من المحاولات الموسوعيّة في الثقافة العربية، ارتبط وجودُها بالحُكام، وليس بمؤسسات الدولة، وما إنْ يرحل الحاكم حتى يُسيطر الغبار على المشروع.
ختامًا؛ نشير إلى أنَّ تلك الموسوعة ليست موسوعة دينية بالمفهوم التقليدي، تتناول العبادات والفقه والعقيدة والسيرة، هي أرحبُ من ذلك بكثير، فقد سعت لتقديم ثقافة الحضارة الإسلامية للعالم، عبر منظومة متكاملة، اعتمدتْ على عمل الفريق، والصرامة البحثية، حيث استطاعتْ أنْ تُخلخلَ مفهوم الدهشة لدى المتلقي، الذي عادة ما يرتبط بعمل فني أو إبداعي، ربما بصبيّة جميلة تناديك عيناها أو كلماتُها، لكنْ في هذا السياق ارتبطتْ الدهشة بذلك الجهد المؤسساتيّ الكبير، العميق، الممنهج، العريق، وربَّما ستحدثُ الدهشة كذلك عند قرّاء عرب كثيرين؛ إذا عرفوا أنّ ثمن النسخة الورقية للموسوعة يُعادل ثمن شقة سكنيّة في دمشق أو بيروت أو القاهرة!
وفي مطلع القرن العشرين نشرتْ الدارُ الموسوعة الإسلامية باللغات الإنجليزية والفرنسية والألمانية، لقناعتها أنَّ "فهم الإسلام هو ضرورة عالمية للمسلمين وغير المسلمين على حدّ سواء". وشارك في تأليف إصدارها الأوّل وتحريره مستشرقون بارزون آنئذ (بروكلمان وماسينيون وكراوس وغولدتسيهر وآرنولد وأربري). وفي عام 2005 اكتمل الإصدار الثاني. وتُرجمت موادٌّ من الموسوعة إلى اللغة العربية في مصر منتصف القرن العشرين، وأعيدت طباعتها منقوصة، بعد حذف الكثير منها لأسباب رقابية، في الشارقة أواخر القرن العشرين. وبدأتْ آخر محاولات تعريب الموسوعة كاملة، منذ عامين عبر الاتفاق مع وزارة الثقافة التونسية وهي قيد الإنجاز.
حاولتْ الموسوعة اجتراح منهجية خاصّة بها، تركّز على عرض المعلومة وفق أكثر من رأي، من دون تحليلها، واهتمّت بعرض وجهات نظر متعدّدة في الموضوع الواحد، فالهدف تعريفيّ أولًا، أما عددُ الكلمات المخصَّصة لكل موضوع فكان يتغيَّر، تبعاً لتقدير محرّريها لأهميته، متبعةً الطريقة العنقودية في تصنيف الموضوعات، بحيث يُذْكر الموضوع، وتتمّ الإشارة إلى المواضيع التي تتقاطع معه.
سيكون من الصعب تلقّي الموسوعة في الثقافة العربيّة بالعين الأوروبيّة ذاتها، لاختلاف الأهداف والمنظور، فالدين حالة بحثيّة ومعرفيّة، عند الأوروبي غالبًا، في حين أنَّه حالة إيديولوجيّة مقدّسة في الثقافة العربية عامّة. لذلك كان العتب كبيرًا من المتلقي العربي على تغييب الباحث العربي عن العمل في الموسوعة، خاصّة الأكاديميّين الضليعين باللغتيْن العربية والإنكليزية، الذين يرى بعضهم أنهم الأقدر على الحديث عن القرآن أو الحديث مثلاً، في ضوء تأكيدات المناهج النقدية والبحثية على دور السياق في الفهم، والخبرة باللغة التي ينقل منها. خاصة في ظلّ فقدان هذا النوع من الموسوعات ذات التقاليد العريقة المُنتَجة في دول مستقرّة، تقوم بدورها في التعريف بثقافات العالم، ولا بدّ من تذكر أنّ الكثير من المحاولات الموسوعيّة في الثقافة العربية، ارتبط وجودُها بالحُكام، وليس بمؤسسات الدولة، وما إنْ يرحل الحاكم حتى يُسيطر الغبار على المشروع.
ختامًا؛ نشير إلى أنَّ تلك الموسوعة ليست موسوعة دينية بالمفهوم التقليدي، تتناول العبادات والفقه والعقيدة والسيرة، هي أرحبُ من ذلك بكثير، فقد سعت لتقديم ثقافة الحضارة الإسلامية للعالم، عبر منظومة متكاملة، اعتمدتْ على عمل الفريق، والصرامة البحثية، حيث استطاعتْ أنْ تُخلخلَ مفهوم الدهشة لدى المتلقي، الذي عادة ما يرتبط بعمل فني أو إبداعي، ربما بصبيّة جميلة تناديك عيناها أو كلماتُها، لكنْ في هذا السياق ارتبطتْ الدهشة بذلك الجهد المؤسساتيّ الكبير، العميق، الممنهج، العريق، وربَّما ستحدثُ الدهشة كذلك عند قرّاء عرب كثيرين؛ إذا عرفوا أنّ ثمن النسخة الورقية للموسوعة يُعادل ثمن شقة سكنيّة في دمشق أو بيروت أو القاهرة!