تدخين الأمهات خلال الحمل يؤثر على حواس الأجنة، خصوصا حاسة السمع، هي نتيجة توصلت إليها عالمتان ألمانيتان، نشرتا دراستهما في مجلة "علم وظائف الأعضاء" العلمية.
المجلة العلمية الفرنسية science et avenir نقلت، اليوم الثلاثاء، نتائج دراسة أجرتها الباحثتان الألمانيتان، فيرونيكا بومن وأورسولا كوغ، ونشرت يوم 17 فبراير/شباط 2017 في المجلة العلمية "علم وظائف الأعضاء"، بأن الأبحاث والتجارب على الفئران بيّنت، للمرة الأولى، أن تعرّض الأجنة لمادة النيكوتين أثناء الحمل والمواليد الجدد بعد الحمل، يمكنه أن يبدّل ويشوّه حاسة السمع لديهم.
وأوضحت الباحثتان أن المعلوم عن مادة النيكوتين تسببها في مضاعفات لدى الأجنة، ومنها تعرّضهم المتزايد للقصور في النمو، لكن الجديد أن ضرر النيكوتين لا يتوقف عند هذا الحدّ، وإنما لدى المادة أضرار لم تكن متوقعة سابقاً.
ولفتت الباحثتان إلى الاعتقاد بأن النيكوتين يؤثر على حواس الأطفال الأجنة والأطفال الرضع، خصوصا حاسة السمع.
واعتمدت التجارب على تعريض الفئران، خلال الحمل، لمادة النيكوتين عبر الماء بكميات تعادل تلك التي يمتصها المدخنون المنتظمون. واستمرت التجربة على تلك الفئران ما بعد الولادة وتزويد المواليد بمادة النيكوتين من خلال حليب أمهاتهم. بعد ثلاثة أسابيع، وهي الفترة التي تعادل ست سنوات لدى البشر، قارن الباحثون الفئة التي تعرضت للنيكوتين بأخرى من الفئة العمرية ذاتها ولم تمتص أجسامهم النيكوتين مطلقا، واستخلصوا أن الخلايا العصبية الموجودة في قوقعة الأذن المسؤولة عن إعادة توجيه المعلومات السمعية إلى الدماغ كانت تنقل الأصوات بأقل جودة وملاءمة، ما يعني أن الفئة الأولى كانت تسمع أقل من الفئة الثانية.
وأعربت الباحثتان عن اعتقادهما أن أجزاء أخرى من الأذن قد تتأثر بالنيكوتين، وقالت أرسولا كوغ في بيان: "نحن بحاجة إلى مواصلة العمل لتحديد الأثر التراكمي للنيكوتين، والآليات الجزيئية الكامنة والتي لها ذلك التأثير السام".
وأوصت الباحثتان بإحالة الأطفال المعرضين للتبغ خلال الحمل وبعد الولادة لأخصائي السمع وإجراء اختبارات السمع لهم، خصوصا أولئك الذين تظهر لديهم صعوبات تعلم.
(العربي الجديد)