حزام الفقر بدمشق.. تهجير 1.5 مليون شخص (فيديو)

عدنان علي

avata
عدنان علي
10 سبتمبر 2016
025D6DFB-1089-4882-B8BA-CA8D4AE0ECFB
+ الخط -
في إطار سلسلة تقارير حول المدن المحاصرة في سورية، والتي تعرضت للتقتيل والحصار والتهجير من قبل النظام السوري ومليشياته، منذ الأشهر الأولى للثورة، كجزء من مخططات الترانسيفير والتقسيم الديمغرافي، يستعرض "العربي الجديد" منطقة جنوب دمشق، التي هجّر 1.5 مليون من أبنائها.

تعتبر منطقة جنوب دمشق من أكثر مناطق محيط العاصمة كثافةً سكانية، وضمّت مدنها وبلداتها نحو مليون ونصف مليون شخص قبل اندلاع الثورة، وهي تشمل العديد من الأحياء والتجمعات الفقيرة إجمالاً، في ما يعرف بحزام الفقر حول العاصمة السورية.

وأكبر هذه التجمعات هو مخيم اليرموك ومدينة الحجر الأسود، وهما يخضعان تقريباً لسيطرة تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش)، فيما تقع مناطق أخرى أقل حجماً، ولم توقّع هدناً مع النظام، مثل حي العسالي وجورة الشريباتي، وجزء من حي القدم، تحت سيطرة فصائل "الجيش الحر".

كما استولت قوات النظام على مدن وبلدات أخرى منذ أكثر من عامين ونصف العام، مثل السبينة وحجيرة والسيدة زينب والذيابية والحسينية، لكنها لا تزال تمنع سكانها من العودة إليها، وسلمتها إلى مليشيات تدعمها إيران. استقدمت هذه المليشيات بدورها، مقاتلين وعائلات لاستيطانها بحجة حماية مزار السيدة زينب، وهو ما يدخل ضمن سياسة التهجير والإحلال السكاني، إذ لم تعد مقنعةً حجج النظام بأنه يقوم بإعادة تأهيل تلك المناطق قبل السماح بعودة سكانها، خصوصاً أنّ الوقائع تشير إلى أنّه لم يتم ترميم أي من منازل هذه المناطق المدمرة كلياً أو جزئياً بنسبة تتجاوز الخمسين بالمائة، 80 بالمائة في مخيم السبينة، منذ خضوعها لسيطرة قوات النظام قبل ثلاثة أعوام.

وتخضع منطقتا اليرموك والحجر الأسود إلى حصار محكم منذ منتصف عام 2013، تفرضه قوات النظام بالمشاركة مع منظمات فلسطينية تابعة للنظام السوري ومليشيات عراقية، يشمل قطع الطعام والماء والكهرباء والمحروقات والاتصالات، بالترافق مع سياسات شتى من التدمير والتقتيل تحت الشعار الشهير الذي رفعه النظام "الجوع أو الركوع"، ما أدى إلى وفاة أكثر من 300 شخص جوعاً في هاتين المنطقتين ولم يبق فيهما من سكان سوى نحو 15 ألف نسمة من أصل قرابة مليون نسمة قبل الثورة، وفق تقديرات ناشطين ومنظمات حقوقية.  

وفي مطلع عام 2014، بدأت سياسة الحصار والتجويع تؤتي أُكلها بالنسبة للنظام، فقد اضطرت كثير من المدن والبلدات إلى توقيع هدن ومصالحات مع النظام، مثل ببيلا ويلدا وبيت سحم، تقضي بتسليم السلاح الثقيل مقابل السماح بإدخال بعض المواد الغذائية عبر حواجز النظام، لكن هذه العملية ما زالت مقننة، ولا تشمل العديد من المواد الغذائية والأدوية، وكثيراً ما يلجأ النظام إلى إغلاق حاجز سيدي مقداد، الذي تدخل منه المواد الغذائية للضغط على الأهالي والفصائل هناك، لتحقيق بعض المطالب، مثل إبعاد "جبهة النصرة" سابقاً عن مناطقهم أو تسليم مطلوبين.

وفي منتصف عام 2014، نجح النظام أيضاً في تحييد حيي القدم والعسالي عن الصراع العسكري، بموجب هدن مشابهة في شروطها لهدن البلدات السابقة، لتصبح منطقة جنوب دمشق آمنة تقريباً بالنسبة للنظام، باستثناء حي التضامن ومدينة الحجر الأسود الخاضعة لسيطرة "داعش"، ومخيم اليرموك الذي يسيطر التنظيم على معظمه أيضاً.

ويسود اعتقاد راسخ لدى معظم سكان مخيم اليرموك بأنّه لو أراد النظام جدياً اجتياحه وإخضاعه لسيطرته لفعل ذلك خلال ساعات، خصوصاً بعد سنوات من الحصار المفروض عليه، مع عدم توفر أسلحة ثقيلة لدى القوى المختلفة المناهضة للنظام في المنطقة.

ولعلّ ما يفسر سياسة النظام هذه، ظهور "داعش" بقوة وبشكل مفاجئ في هذه المنطقة المحاصرة، وسيطرته خلال فترة قصيرة على مناطق واسعة من جنوب دمشق بما فيها المخيم، وذلك في محاولة من النظام لتبرير مواصلة حصاره المنطقة وقصفها، برغم أنها خالية من السكان تقريباً ومن وجود قويّ للفصائل المسلحة، والهدف كما يعتقدون هو مواصلة تهديم بيوت المنطقة، ومنع عودة سكانها إليها، وذلك في إطار سياسته لإحداث تغييرات ديمغرافية في محيط العاصمة.

وتشير المعطيات إلى أنّ نحو 1300 من أبناء مخيم اليرموك قتلوا نتيجة القصف والاشتباكات أو تحت التعذيب، فيما تعرضت كثير من مبانيه للتهديم، خاصة في محاور الاشتباك في الجزء الشمالي المتاخم لحيي الميدان والزاهرة الدمشقيين، ويقدر أن 40 بالمائة من مباني المخيم تعرضت للتدمير كلياً أو جزئياً.

ذات صلة

الصورة
آثار قصف روسي على إدلب، 23 أغسطس 2023 (Getty)

سياسة

شنت الطائرات الحربية الروسية، بعد عصر اليوم الأربعاء، غارات جديدة على مناطق متفرقة من محافظة إدلب شمال غربيّ سورية، ما أوقع قتلى وجرحى بين المدنيين.
الصورة
غارات روسية على ريف إدلب شمال غرب سورية (منصة إكس)

سياسة

 قُتل مدني وأصيب 8 آخرون مساء اليوم الثلاثاء جراء قصف مدفعي من مناطق سيطرة قوات النظام السوري استهدف مدينة الأتارب الواقعة تحت سيطرة فصائل المعارضة
الصورة
قوات روسية في درعا البلد، 2021 (سام حريري/فرانس برس)

سياسة

لا حلّ للأزمة السورية بعد تسع سنوات من عمر التدخل الروسي في سورية الذي بدأ في 2015، وقد تكون نقطة الضعف الأكبر لموسكو في هذا البلد.
الصورة
غارات جوية إسرائيلية على دمشق 21 يناير 2019 (Getty)

سياسة

قتل 16 شخصاً وجُرح 43 آخرون، في عدوان إسرائيلي واسع النطاق، ليل الأحد- الاثنين، على محيط مصياف بريف حماة وسط سورية.
المساهمون