استمع إلى الملخص
- أظهرت التحقيقات أن المهاجمين قاما بعمليات استطلاع وقتلا سائق الأجرة قبل الهجوم، مستخدمين أسلحة كاتمة للصوت وتظاهرا بأنهما زوجان لتجنب الشكوك.
- ردًا على الهجوم، شنت القوات التركية ضربات جوية على مواقع لحزب العمال الكردستاني في سوريا والعراق، مستهدفة 47 موقعًا.
كشفت وسائل إعلام تركية، اليوم الخميس، تفاصيل جديدة عن الهجوم في أنقرة الذي استهدف مركز صناعات الطيران والفضاء التركية "توساش"، أمس الأربعاء، حيث قتل المهاجمان سائق سيارة أجرة ووصلا بها إلى المركز لتنفيذ الهجوم. وكان وزير الداخلية علي يرلي كايا أعلن، أمس، عن مقتل خمسة أشخاص وجرح 22 من بينهم اثنان حالتهما حرجة، وسبعة من القوات الخاصة، وأفاد بأن هناك أدلة قوية تشير إلى أن حزب العمال الكردستاني هو من نفذ الهجوم.
بحسب المعلومات المتوفرة، فإن المهاجمين، رجل وامرأة، قتلا سائق سيارة أجرة أقلتهما، مراد أرسلان، قبل 45 دقيقة من الهجوم، وكانت المرأة قد طلبت منه توصيلها، وفي الطريق ركب الرجل وأعطيا السائق انطباع أنهما زوجان قبيل قتله بسلاح كاتم للصوت. وأظهرت كاميرات المراقبة أنهما كانا يمسكان يديهما قبل ذلك من أجل عدم لفت الانتباه وإعطاء صورة عن علاقة طبيعية.
وضع المهاجمان السائق المقتول في صندوق السيارة، وانتقلا بها إلى مكان الهجوم بعد تبديل الملابس وحمل الأسلحة، ومع وصولهما إلى المركز عند الساعة 15.25 بالتوقيت المحلي، باشرا بإطلاق النار على الموجودين قبل اقتحامهما حرم المركز، ثم أطلقا النار على النقاط الأمنية، وتبع ذلك حصول اشتباك مع قوى الأمن في المركز وألقت المهاجمة قنبلة ثم فجرت نفسها، فيما واصل المهاجم اقتحام المركز وصولاً إلى المبنى وبيده السلاح والقنابل.
عقب الهجوم انتقل الموظفون إلى الملاجئ، ووصلت قوات من الدرك والشرطة والقوات الخاصة واشتبكوا مع المسلح المهاجم وتمكنت قوات الأمن من قتله. وأضافت وسائل الإعلام التركية أن المهاجمين قاما بعمليات استطلاع للمنطقة قبل الهجوم. وكشفت المعلومات المتوفرة أن المهاجمة عملت على تفجير نفسها عند محاصرتها من قبل قوات الأمن.
وقال محمد أرسلان، والد السائق في تصريح لصحافيين، "ركب المهاجمان السيارة من الموقف ليرتكبا مجزرة في توساش، ووضعا ابني في الصندوق الخلفي للسيارة حيث قتلوه بإطلاق نار على ظهره". من ناحية أخرى، أعلن وزير العدل يلماز تومد، أن النيابة العامة في أنقرة بدأت بالتحقيقات، حيث تم تكليف تسعة نواب عامين للتحقيق بالهجوم، واتخاذ قرار منع بث أي شيء يتعلق بالهجوم بقرار قضائي. وقالت قناة "خلق" إن المهاجمة عقب تفجير نفسها تشوه جسدها، لذلك فإن عملية تحديد هويتها ستكون عبر اختبار الحمض النووي، وسيتم أخذ بصمات الأصابع والمطابقة مع العوائل للكشف عن هوية الفاعلين بشكل مؤكد.
رداً على الهجوم في أنقرة وجهت القوات التركية ضربات إلى عدة مواقع تابعة لحزب العمال الكردستاني ووحدات الحماية الكردية في شمالي سورية، والعراق. وفي أحدث تصريح عن هذه الردود، قال وزير الدفاع يشار غولر، في تصريح له على هامش حفل تأبين في توساش، "الليلة الماضية تم ضرب 47 هدفاً بدقة كاملة، 29 في العراق و18 في شمال سورية، وتم تحييد العديد من الإرهابيين، نريد أن يعرف الجميع أن جميع أنشطة المنظمات الإرهابية ستكون هدفنا المشروع".
تلعب شركة توساش للصناعات الجوية والفضائية دوراً هاماً في تطوير الصناعات الدفاعية التركية، منها تطوير المقاتلات الأميركية المتوافرة في تركيا، وكذلك تطوير المقاتلة محلية الصنع من الجيل الخامس "قان"، فضلاً عن إنتاج المروحيات وطائرات أخرى.