11 سبتمبر 2015
تمرين في الجهل
الحسن حرمه (الجزائر)
عندما كانت فضاءات "فيسبوك" في الجزائر تغرق في نقاش عقيم حول لباس الجامعة على خلفية منع طالبة من دخول الحرم الجامعي، بسبب تنورتها القصيرة، وتعارض حريتها الشخصية مع اللباس المحتشم، كانت فرنسا تقود نقاشا موازيا حول منع طالبة من الدراسة، بسبب تنورتها الطويلة والرموز الدينية. وبينهما كانت الشوارع الجزائرية تشهد دفاتر متناثرة، وكتباً تحملها الريح، تعبيراً عن نهاية الموسم الدراسي، بعدما مزق التلاميذ دفاترهم، تقليداً سنوياً تتناقله الأجيال.
هذا الربيع التربوي العربي مرده لسببين، إما أن كل ما تلقوه افتراء منهجي، وقد علموا به، أو أنهم لم يدرسوا شيئا من القيم والسلوك ينهيهم عن هذا السلوك المقزز، في غياب دور الأسرة والعائلة المتوجهة دائما إلى مركز البريد أو السوق، حسب كتاب القراءة وأساتذة أمضوا نصف السنة في إضراب المطالبة بعلاوات إضافية.
سخّرت وزارة التربية الجزائرية سنويا 100 ألف حارسا للباكالوريا، خوفا من الغش الذي صار مقياسا يدرس خارج المؤسسات، وظاهرة بحاجة للمحاربة من ديوان مكافحة الفساد والرشوة، وربما تضطر في ظل انهيار منظومة السلوك حراسة الاختبارات الرسمية عن طريق قوات الدفاع الجوي، أو الحرس البلدي، أو حتى استئجار كوماندوز لحل المشكلة المستعصية، حيث تواجه أساليب مستحدثة بفضل التكنولوجيا المتطورة المستوردة من الصين، مثل مفرقعات المولد النبوي، فلن يسمح الغشاشون الكبار بأن تقطع أرزاقهم من منع استيراد "تقنية الغش الإلكتروني"، إذا قاومت حرية التلاميذ في ولوج الجامعة، وعليها مشاركتهم في طلب أجهزة تشويش، لمكافحة ما زودوا به تلاميذها، تماما مثلما تفعل مخابر البكتيريا والأمصال وشركات الكومبيوتر بخصوص الفيروسات ومضاداتها.
من الجانب الآخر، ما أهمية الامتحانات والتلاميذ لم يدرسوا شيئاً، بعد أن حذفت الوزارة نصف البرنامج، وأضرب الأساتذة نصف السنة الدراسية، ودفع التلاميذ نصف رواتب آبائهم أقساطاً للأساتذة الخواص بمحلات مهترئة، من أجل تعليم معتل، في الوقت الذي كان أولياء التلاميذ سابقاً يتنقلون بين المكتبات، للبحث عن مراجع وقواميس لأبنائهم، صار بعضهم حاليا يتجولون بين الأسواق الشعبية لاقتناء أجهزة الغش الحديثة.
في الوقت الذي تقاس صحة المجتمعات بمحورية قطاعي التربية والعدل، تتجه الدول العربية إلى الجهل المركب الذي حذر منه محمد أركون في الفضاءات المنتجة له، بشهادات مختومة. لذلك، لا نستغرب حجم الانهيارات السلوكية والاجتماعية والفساد المتعدد المسالك، وهذه الحفر المعرفية سوف تؤدي مستقبلا إلى ميلاد أجيال مفككة، كضريبة غياب المشروع
الدول العربية، تتذيل مؤخرة الترتيب العالمي في جودة التعليم سوى استثناءات قليلة، بعد بناء منظومات تربوية سياسية وعاطفية انفعالية، ساهمت في ميلاد إنسان مهزوز فكرياً مغرور، يتكئ على متناقضات سوسيولوجية عميقة، وشبكات سخّرت جميع ثرواتها لصناعة ركائز تكوين الجهل.
لذلك، ليس غريبا حجم العنف والعنصرية والشوفينية والتعصب الذي يخنق مجتمعاتنا، والخلل الحضاري سببه عطالة العقل الرمزية ومعارف مسيجة لصالح الفلكلور الهادر للثروة، في حين وصلت الدول الغربية إلى مناهج متقدمة، انعكست على روح المجتمع الحيوية. نكتفي هنا باستنساخ مسلمات معروفة ونحفظها كاكتشاف عالمي، عنوانها ما أجمل الجو هنا.. برفقتي وأبدعا. لون السماء أزرق...والشمس قرص أصفر، وهي استنتاجات الجهل المقدس.
سخّرت وزارة التربية الجزائرية سنويا 100 ألف حارسا للباكالوريا، خوفا من الغش الذي صار مقياسا يدرس خارج المؤسسات، وظاهرة بحاجة للمحاربة من ديوان مكافحة الفساد والرشوة، وربما تضطر في ظل انهيار منظومة السلوك حراسة الاختبارات الرسمية عن طريق قوات الدفاع الجوي، أو الحرس البلدي، أو حتى استئجار كوماندوز لحل المشكلة المستعصية، حيث تواجه أساليب مستحدثة بفضل التكنولوجيا المتطورة المستوردة من الصين، مثل مفرقعات المولد النبوي، فلن يسمح الغشاشون الكبار بأن تقطع أرزاقهم من منع استيراد "تقنية الغش الإلكتروني"، إذا قاومت حرية التلاميذ في ولوج الجامعة، وعليها مشاركتهم في طلب أجهزة تشويش، لمكافحة ما زودوا به تلاميذها، تماما مثلما تفعل مخابر البكتيريا والأمصال وشركات الكومبيوتر بخصوص الفيروسات ومضاداتها.
من الجانب الآخر، ما أهمية الامتحانات والتلاميذ لم يدرسوا شيئاً، بعد أن حذفت الوزارة نصف البرنامج، وأضرب الأساتذة نصف السنة الدراسية، ودفع التلاميذ نصف رواتب آبائهم أقساطاً للأساتذة الخواص بمحلات مهترئة، من أجل تعليم معتل، في الوقت الذي كان أولياء التلاميذ سابقاً يتنقلون بين المكتبات، للبحث عن مراجع وقواميس لأبنائهم، صار بعضهم حاليا يتجولون بين الأسواق الشعبية لاقتناء أجهزة الغش الحديثة.
في الوقت الذي تقاس صحة المجتمعات بمحورية قطاعي التربية والعدل، تتجه الدول العربية إلى الجهل المركب الذي حذر منه محمد أركون في الفضاءات المنتجة له، بشهادات مختومة. لذلك، لا نستغرب حجم الانهيارات السلوكية والاجتماعية والفساد المتعدد المسالك، وهذه الحفر المعرفية سوف تؤدي مستقبلا إلى ميلاد أجيال مفككة، كضريبة غياب المشروع
الدول العربية، تتذيل مؤخرة الترتيب العالمي في جودة التعليم سوى استثناءات قليلة، بعد بناء منظومات تربوية سياسية وعاطفية انفعالية، ساهمت في ميلاد إنسان مهزوز فكرياً مغرور، يتكئ على متناقضات سوسيولوجية عميقة، وشبكات سخّرت جميع ثرواتها لصناعة ركائز تكوين الجهل.
لذلك، ليس غريبا حجم العنف والعنصرية والشوفينية والتعصب الذي يخنق مجتمعاتنا، والخلل الحضاري سببه عطالة العقل الرمزية ومعارف مسيجة لصالح الفلكلور الهادر للثروة، في حين وصلت الدول الغربية إلى مناهج متقدمة، انعكست على روح المجتمع الحيوية. نكتفي هنا باستنساخ مسلمات معروفة ونحفظها كاكتشاف عالمي، عنوانها ما أجمل الجو هنا.. برفقتي وأبدعا. لون السماء أزرق...والشمس قرص أصفر، وهي استنتاجات الجهل المقدس.