تعقيدات "النووي" سورياً

19 يوليو 2015
+ الخط -
مما لا شك فيه أن الاتفاق الذي أبرمته إيران مع الغرب يشير إلى تحول في سياسة الدول الغربية بشكل عام والولايات المتحدة بشكل خاص تجاه إيران وإعطائها دورا أكبر في المنطقة في المستقبل القريب، على حساب حلفاء الولايات المتحدة في المنطقة وعلى رأسهم السعودية وتركيا، وبمن فيهم إسرائيل.

هناك من يعظّم من الدور الإيراني المقبل في سورية ويرى احتمال تمكن إيران من فرض نفسها كشريك أساسي مع الولايات المتحدة الأميركية في محاربة تنظيم داعش، وبالتالي تمكنها من إعادة تأهيل النظام وتقديمه للغرب كأداة لها في محاربة الإرهاب، وبالتالي إفشال كل جهود الحل السياسي في سورية وإجهاض الثورة السورية تحت مسمى محاربة الإرهاب.

إلا أن تحالف الولايات المتحدة مع إيران في حال سار كما هو متوقع، لا يمكن أن يتم بمعزل عن الأخذ بعين الاعتبار مصالح الدول المتضررة من هذا التحالف، كما أن من مصلحة الولايات المتحدة وضع استراتيجية لترتيب الأوضاع في كل من سورية والعراق واليمن قبل البدء بتطبيق الاتفاق مع إيران، الأمر الذي يرجح إعطاء هذه الدول دورا أكبر في القضية السورية، وعلى المدى القريب، خصوصا مع الانزعاج الإسرائيلي من هذا الاتفاق والذي قد تعالجه الولايات المتحدة بتقليص الدور الإيراني في سورية واستبداله بدور روسي يؤثر على النظام، ودور تركي ــ خليجي ينظم شؤون المعارضة لاسيما مع التقدم الكبير الذي حققته فصائل المعارضة المسلحة على الأرض والذي قد يساهم في تسريع التوصل لحل سياسي في سورية يقوم على وثيقة جنيف واحد بإنشاء هيئة حكم انتقالي كامل الصلاحيات.

كما أن استشعار دول المنطقة المتضررة من الاتفاق الإيراني الغربي، وبشكل خاص دول مجلس التعاون الخليجي وتركيا، قد يدفعها لإنشاء حلف فيما بينها لمواجهة الخطر الإيراني الماثل، ويحفزها على اتّباع استراتيجيات مشابهة للاستراتيجية الإيرانية في الحصول على مكاسب سياسية، سواء من خلال تطوير نفسها ذاتيا وفرض نفسها كقوة فاعلة على الساحة الدولية، أو من خلال توحيد قوى تلك الدول.
المساهمون