أوروبا تعزز إجراءات مواجهة فيروس كورونا بعد إصابات في 7 دول

25 فبراير 2020
لومبارديا الإيطالية أكبر بؤرة إصابة بكورونا في أوروبا (Getty)
+ الخط -
مع تزايد الإصابات في إيطاليا، وظهور حالات إصابة في عدد من دول الاتحاد الأوروبي، وتصاعد مخاطر حصول وباء، عززت دول أوروبية عدة الإجراءات الهادفة إلى مكافحة انتشار فيروس كورونا الجديد.

وأعلن رئيس وكالة الحماية المدنية في إيطاليا، أنجيلو بوريلي، الثلاثاء، عن وفاة ثلاثة أشخاص آخرين بسبب فيروس كورونا في مناطق الشمال، ليصل العدد الإجمالي للوفيات جراء أسوأ تفشٍّ للمرض في أوروبا إلى عشر.

وقال بوريلي للصحافيين إن الثلاثة في الثمانينيات من العمر، وهم من لومباردي، أكثر المناطق تضرراً بالفيروس في إيطاليا، وإن عدد الحالات مؤكدة الإصابة ارتفع إلى 322، غالبيتها في شمال البلاد.

وأعلنت السلطات السويسرية، الثلاثاء، عن أول إصابة بفيروس كورونا، في منطقة قريبة من إيطاليا، وأكد المكتب الفدرالي للصحة العامة في بيان "نقل الشخص المصاب إلى المستشفى، وعزله، ووضعه الصحي جيد".

وكشفت الحالة في كانتون تيتشينو على الحدود مع إيطاليا، والرجل سبعيني زار مؤخراً ميلانو (شمال إيطاليا)، حيث أصيب بالوباء.
وأعلنت النمسا الثلاثاء عن أول حالتين، وهما زوجان إيطاليان يتحدران من برغامو في لومبارديا، كما سجلت حالات في فرنسا وألمانيا.
ووضعت سلطات جزر الكناري التابعة لإسبانيا، الثلاثاء، فندقاً كاملاً يضم ألف سائح قيد الحجر الصحي على خلفية تأكيد إصابة أحد المقيمين، وهو طبيب إيطالي، بفيروس كورونا.
وينتمي الطبيب المريض إلى منطقة شمال إيطاليا التي باتت إحدى بؤر تفشي الفيروس، وسجلت غالبية الحالات المصابة بكورونا في أوروبا. وقد شهدت إيطاليا وفاة 7 أشخاص بالفيروس، وإصابة 283 شخصاً.

وذكرت صحيفة "لا فانجارديا" الإسبانية أن السلطات الصحية اكتشفت حالة إصابة بفيروس كورونا في إقليم كتالونيا اليوم الثلاثاء، وهي الرابعة في البلاد، وجرى اكتشاف إصابة ثلاثة سائحين من ألمانيا وإيطاليا وبريطانيا في جزر الكناري ومايوركا.

الحجر الصحي

وضعت رومانيا في الحجر الصحي نحو 12 شخصاً قادمين من 11 مدينة إيطالية فرض حولها طوق صحي، ووضعت ممرات خاصة لنزول الركاب القادمين من مناطق عرضة للفيروس في المطارات، حيث تراقب حرارة المسافرين.
وطلب من الأشخاص الذين زاروا إيطاليا في الآونة الأخيرة، أو الصين، البقاء في منازلهم، كما طلب أيضاً من الرعايا الفرنسيين العائدين من مناطق إيطالية سجل فيها انتشار للفيروس تجنّب "كل خروج غير ضروري" على مدى أسبوعين بعد عودتهم، وإبقاء أولادهم في المنزل.
وطلبت بريطانيا من المسافرين العائدين من مناطق فيها إصابات بشمال إيطاليا، أو القادمين من الصين وكوريا الجنوبية وإيران، عزل أنفسهم في المنزل، وتجنّب أي احتكاك بشري، وإبلاغ السلطات بذلك، كما نصح الأشخاص القادمون من مناطق قريبة من مناطق سجلت فيها إصابات بالقيام بالمثل إذا ظهرت عليهم عوارض المرض.
ونصحت البوسنة الأشخاص الذين توجهوا إلى الدول التي تسجل إصابات استشارة طبيب أو البقاء في المنزل.
وطلب البرلمان الأوروبي من كل الذين توجهوا إلى مناطق فيها إصابات عدم الخروج على مدى 14 يوماً.

قيود السفر

ألغت شركة الخطوط الجوية البلغارية كل رحلاتها بين صوفيا وميلانو حتى 27 مارس/ آذار، بدون الكشف عن عدد الرحلات المعنية. كذلك أعلنت النمسا عن احتمال إغلاق حدودها مؤقتاً مرة جديدة، على إثر توقف مؤقت لحركة السكك الحديد على معبر برينر الأحد.
في فرنسا، تم منع دخول حافلة انطلقت من إيطاليا الاثنين، في ليون (وسط - شرق) بسبب الاشتباه بوجود حالة على متنها، وتبين في نهاية المطاف أنه ليست هناك إصابات.
في كرواتيا، تم إلغاء كل الرحلات المدرسية للأيام الـ30 المقبلة، ونصحت دول عدة رعاياها بعدم التوجه إلى المناطق في إيطاليا التي سجلت فيها إصابات، وخصوصاً النمسا والمجر وأوكرانيا ورومانيا.
وقامت فنلندا بتحديث نصائح السفر، ودعت مواطنيها إلى إبداء "تيقّظ شديد" حين يوجدون في إيطاليا، وإبلاغ السلطات القنصلية بمشاريعهم للسفر، فيما دعت الدنمارك المسافرين إلى توخي الحذر.
ويتم قياس حرارة الركاب القادمين من إيطاليا في مطاري بودابست وديبريكن (شرق المجر) وكذلك في كييف بأوكرانيا التي ستقوم بقياس حرارة المسافرين عند حدودها البرية مع المجر، حيث تمر حافلات تقوم برحلات بين إيطاليا وأوكرانيا، وطلبت شركة الخطوط الجوية الأوكرانية من طاقمها شراء قفازات وأقنعة مطاطية على متن الرحلات القادمة من إيطاليا.
وأعلن مطار براغ عن "إجراءات نظافة مكثفة"، وفي وارسو، صعد فريق طبي إلى طائرات قادمة من إيطاليا للتحقق من حرارة الركاب قبل السماح لهم بالنزول.
في كرواتيا، ستقوم شرطة الحدود وخبراء أوبئة باستجواب كل الأشخاص القادمين من مناطق إيطالية فيها انتشار للفيروس، وفي السويد، رفضت وكالة الصحة إقامة مراكز مراقبة في المطارات، معتبرة أنها "غير فعالة"، وتتطلب الكثير من الإمكانات لأن الأشخاص المصابين قد لا تظهر عليهم العوارض.
ورصدت منظمة الصحة العالمية 3.8 ملايين يورو لمساعدة الدول المحتاجة على مواجهة انتشار الفيروس، وخصصت الدنمارك 8 ملايين كورون (107 آلاف يورو) لصندوق الأزمة الذي أقامته منظمة الصحة العالمية.


(فرانس برس, رويترز)
المساهمون