انطلاق القمة الإسلامية بإسطنبول: نحو طلب اعتراف دولي بالقدس الشرقية عاصمة لفلسطين

إسطنبول

العربي الجديد

لوغو العربي الجديد
العربي الجديد
موقع وصحيفة "العربي الجديد"
13 ديسمبر 2017
8F9DE0BE-B2EF-4686-B62D-3275621B01D1
+ الخط -

افتتح الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، اليوم الأربعاء، أعمال القمة الإسلامية الاستثنائية في إسطنبول، لبحث تبعات القرار الأميركي الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، فيما ذكرت مصادر دبلوماسية أنّ البيان الختامي للقمة سينصّ على دعوة المجتمع الدولي إلى الاعتراف بالقدس الشرقية عاصمة لدولة فلسطين. 

وأكد أردوغان، في كلمته أمام القمة، أن القدس خط أحمر وستبقى عاصمة أبدية للمسلمين، واصفا إسرائيل بـ"دولة الاحتلال والإرهاب".

كما اعتبر أن "القرار الأميركي بشأن القدس مكافأة لإسرائيل على ممارساتها وجرائمها"، مشيراً إلى أن القرار ضربة قاسية ومعاقبة للفلسطينيين. وعرض أردوغان خارطة تستعرض التطور الاستيطاني التاريخي لفلسطين منذ 1947، واستيلاء إسرائيل على الأراضي الفلسطينية، وقال إن "هذه الخارطة تعني أن إسرائيل دولة احتلال وإرهاب".

وقال أردوغان إن قرار الولايات المتحدة ضربة لحضارتنا، إلى جانب أنه انتهاك للقانون الدولي.

وأكّد الرئيس التركي، ضرورة اتخاذ جميع دول العالم موقفاً حازماً بشأن القدس الموجودة تحت الاحتلال الإسرائيلي، بما في ذلك بابا الفاتيكان.

وطلب أردوغان من الدول التي لم تعترف بفلسطين القيام بذلك، قائلاً: "هذا شرط لخلق توازن من شأنه إحقاق العدل في المنطقة".

وأضاف أنه بعد الإعلان الأميركي، يجب عدم السماح لإسرائيل بشغل العالم بمسائل وقضايا مختلفة من أجل الاستيلاء على أراضي فلسطين، وأن الوقوف على الحياد يعني الرضا بالظلم، وأنه لا بد من التسريع بضم دولة فلسطين إلى المنظمات الدولية.

وطالب أردوغان، الولايات المتحدة، بالتراجع عن قرارها الاستفزازي بشأن القدس، مؤكداً أن الولايات المتحدة فقدت صفة الوسيط، وعليها أن تتحمل المسؤولية حيال ذلك.


عباس: سنخرق التزاماتنا بما أن واشنطن خرقت التزاماتها



بدوره، أكد الرئيس الفلسطيني محمود عباس، خلال كلمته في القمة، أن قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب لن يمر، لافتاً إلى أن "إعلان ترامب انتهاك صارخ للقانون الدولي والاتفاقيات الموقعة، وهو بمثابة منح من لا يملك لمن لا يستحق"، مطالباً في الوقت نفسه مجلس الأمن بإصدار قرار يلغي قرار ترامب.

وقال عباس "أؤكد رفضنا لهذا القرار الباطل الذي صدمتنا به الولايات المتحدة، التي جاءت لنا ليس بصفقة العصر بل بصفعة العصر، لتكون قد اختارت أن تفقد أهليتها كوسيط، وإننا لن نقبل أن يكون لها دور في العملية السياسية، لأنها منحازة كل الانحياز لإسرائيل"، مشدداً على أنّ "القدس خط أحمر، وعلينا أن نحميها".

وتابع: "لن يكون هناك سلام في المنطقة والعالم من دون أن تكون القدس عاصمة لدولة فلسطين، وليس لدينا شك في أن هذه الخطوات الأحادية تشجع الجماعات المتطرفة وغير المتطرفة على أن تحوّل الصراع السياسي إلى صراع ديني".

عباس: لن يمر قرار ترامب (الأناضول)

 
وقال أيضاً "ليس بمقدورنا إبقاء التزاماتنا قائمة من جانب واحد. التزمنا أن لا ننتمي لبعض المنظات الدولية، شريطة أن لا تقوم واشنطن بنقل سفارتها إلى القدس، وأن لا تغلق مكتب المنظمة، وأن لا تقطع المساعدات، لكنها خرقت ذلك، ونحن سنخرق ذلك، ولن نلتزم بما التزمنا به".

وتساءل الرئيس الفلسطيني: "كيف يمكن لدول العالم السكوت على هذه الانتهاكات في حق القانون الدولي؟ وكيف يمكن استمرار اعترافها بإسرائيل وتعاملها معها وهي تستخف بالجميع وتواصل مخالفة الاتفاقات الموقعة معها وتقوم بممارساتها القمعية والاستعمارية وخلق واقع الأبارتايد وانتهاك مقدساتنا المسيحية والإسلامية؟".

وفي الشأن الداخلي الفلسطيني، قال عباس "نحن مصممون على إنهاء الانقسام، ونقولها: لا دولة في غزة ولا دولة بدون غزة، هناك عقبات كثيرة تحتاج إلى حل، لكننا مصممون، لأن ذلك في مصلحتنا أن يكون وطننا وشعبنا موحداً. سنصر على المصالحة ونستمر فيها".

وطالب الرئيس الفلسطيني، القمة، باتخاذ جملة من القرارات الحاسمة، أبرزها "تحديد علاقات الدول الأعضاء لمنظمة التعاون الإسلامي بدول العالم، على ضوء قراراتها وأفعالها نحو قضية القدس، فضلاً عن اتخاذ خطوات سياسية واقتصادية لإجبار إسرائيل على إنهاء احتلالها لدولة فلسطين، إلى جانب مطالبة دول العالم بمراجعة اعترافها بدولة إسرائيل".

كما دعا عباس إلى التوجه بمشاريع قرارات لمجلس الأمن ولكل مؤسسات الأمم المتحدة والمنظات الدولية، بهدف إبطال كل ما اتخذته الولايات المتحدة من قرارات بشأن القدس.

وطالب كذلك بعقد دورة خاصة لمجلس حقوق الإنسان، لتتحمل الدول الأعضاء مسؤوليتها تجاه انتهاك القانون الدولي الإنساني.

العاهل الأردني: سنمنع تغيير وضع القدس

من جهته، قال العاهل الأردني، الملك عبدالله الثاني، في كلمة له أمام القمة الإسلامية، إنّ الخطوة الأميركية تهدد الأمن والاستقرار في المنطقة.


ملك الأردن: الخطوة الأميركية تهدد الأمن والاستقرار (الأناضول)


وأضاف ملك الأردن "سنواصل دورنا في التصدي لأي محاولة لتغيير الوضع التاريخي والقانوني القائم في المسجد الأقصى، وأنتم السند والعون للأردن في هذه المسؤولية، ولا بد لنا من العمل يداً واحدة لحماية المقدسات الإسلامية والمسيحية، والتصدي لمحاولات فرض واقع جديد"، مؤكداً "سنمنع أي محاولات لتغيير الوضع في القدس".

العثيمين: قرار ترامب يؤسس للفوضى

قال الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي، يوسف بن أحمد العثيمين، في كلمته، إنّ القرار الأميركي حول القدس يستفز مشاعر المسلمين ويؤسس لحالة من الفوضى. وأضاف أن منظمة التعاون الإسلامي تجدد التأكيد على مكانة القدس لدى المسلمين كعاصمة لفلسطين، داعياً دول العالم إلى الاعتراف بدولة فلسطين.

روحاني: واشنطن ليست وسيطاً نزيهاً

قال الرئيس الإيراني حسن روحاني، في كلمته، إنّه يجب على الأمة الإسلامية أن تحل مشاكلها بنفسها، مبيناً أن إيران لديها الاستعداد للتواصل مع كافة الدول الإسلامية بشأن القدس.

وأضاف روحاني أنّ "الكل يعلم أن العدو هو المشروع الصهيوني، وأن الولايات المتحدة الأميركية كانت تواكب الكيان الصهيوني في كل الجرائم التي يرتكبها"، مؤكداً أنّ واشنطن لم ولن تكون وسيطاً نزيهاً.

وطالب الرئيس الإيراني، الأمم المتحدة ومجلس الأمن، بأن يكون لهما دور مفتاحي تجاه الخطوة الأميركية حول القدس، داعياً في الوقت نفسه إلى رصد الانتهاكات الإسرائيلية.


الرئيس اللبناني: سقطت عن أميركا صفة الدولة العظمى
شدد الرئيس اللبناني ميشال عون، في كلمته، على ضرورة "اتخاذ إجراءات عقابية موحّدة ومتدرجة، دبلوماسية واقتصادية، ضد أي دولة تنحو منحى الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل".

وقال عون إن "إسرائيل تعلن نفسها دولة يهودية، وتحاول التأكيد على ذلك بتهويد القدس وجعلها عاصمتها، وفي ذلك شطبٌ للهوية الجامعة للأرض المقدسة، وإلغاء صريح لرسالتين سماويتين يؤمن بهما أكثر من نصف سكان العالم".

ولفت إلى أن الخطوة التي أقدم عليها ترامب "تُسقط عن الولايات المتحدة صفة الدولة العظمى التي تعمل على إيجاد حلول تحقق السلام العادل في الشرق الأوسط".

وأضاف "إذا لم تتصدَّ الأمم المتحدة لهذا القرار، فإنها تتنازل عن دورها كمرجع دولي لحل النزاعات الدولية وفقاً لمبادئ العدل والقانون الدولي، كما ينصّ ميثاقها، فينتفي بذلك سبب وجودها".

ومن المتوقع أن يصدر البيان الختامي للقمة الإسلامية في الساعة الرابعة بالتوقيت المحلي.

وقالت مصادر دبلوماسية رفيعة المستوى، إن من المنتظر أن ينص البيان الختامي للقمة الإسلامية على توجيه دعوة إلى كامل المجتمع الدولي للاعتراف بالقدس الشرقية المحتلة عاصمة لدولة فلسطين.

وأضافت المصادر، بحسب وكالة "الأناضول"، أن دعوة أردوغان إلى العالم للاعتراف بالقدس الشرقية المحتلة عاصمة لدولة فلسطين ستُدرج في البيان الختامي للقمة.

وقبل بدء الاجتماع الكامل للقمة التي يشارك فيها ممثلون عن 48 دولة، بينهم 16 زعيماً،  قال وزير الخارجية التركي، مولود جاووش أوغلو، في اجتماع لوزراء خارجية الدول الأعضاء بمنظمة التعاون الإسلامي "أولاً يجب أن تعترف جميع الدول الأخرى بالدولة الفلسطينية. علينا أن نكافح جميعا من أجل تحقيق ذلك".

وأضاف، بحسب ما نقلت "الأناضول": "يجب أن نشجع الدول الأخرى على الاعتراف بدولة فلسطينية على أساس حدود 1967 عاصمتها القدس الشرقية". وكان قادة وممثلو الدول الإسلامية قد بدأوا، منذ أمس، بالتوافد على تركيا للمشاركة في القمة الاستثنائية.


ذات صلة

الصورة
منازل الطوب في الشمال السوري 2 (عدنان الإمام)

مجتمع

ما زالت المعلومات المتعلقة بمشروع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لإعادة حوالي مليون لاجئ سوري إلى مناطق محاذية لتركيا داخل الأراضي السورية غير كافية. إلا أن اللاجئين يخشون نقلهم إلى تجمعات منازل الطوب
الصورة
الاحتياطي التركي الأعلى في 39 شهراً

اقتصاد

سجل احتياطي النقد الأجنبي في تركيا أعلى مستوى له منذ 11 مايو/أيار 2018، حيث تجاوز إجمالي احتياطيات البنك المركزي 109 مليارات دولار، مسجلاً أعلى مستوى في 39 شهراً.
الصورة
أمير قطر مع أردوغان (قنا)

سياسة

بحث أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني والرئيس التركي رجب طيب أردوغان، خلال زيارته إلى الدوحة اليوم الأربعاء، العلاقات الاستراتيجية بين البلدين والسبل الكفيلة بتعزيزها وتطويرها في شتى المجالات.
الصورة

سياسة

قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، اليوم الثلاثاء في رسالة عبر الفيديو إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة بافتتاح دورتها الـ 75، إن هناك حاجة لإجراء إصلاحات في منظمة الأمم المتحدة، مشدداً على أن مصير البشرية لا يمكن أن تتحكم به خمس دول.
المساهمون