الاحتلال يستهدف الفلسطينيين بالرصاص... 4 شهداء ومئات الإصابات في "جمعة الغضب الثانية"
وأفادت مراسلة "العربي الجديد" باستشهاد الشاب الفلسطيني محمد أمين عقل، من بلدة بيت أولا قضاء الخليل، الذي أصيب إصابات بالغة بعد أن أطلقت عليه قوات الاحتلال الإسرائيلي المتواجدة عند المدخل الشمالي لمدينة رام الله 20 رصاصة.
وحاول جنود الاحتلال الإسرائيلي إعدام الشاب الفلسطيني بشكل مباشر وأطلقوا عليه نحو عشرين رصاصة، خلال المواجهات التي اندلعت على المدخل الشمالي للمدينة، بذريعة تنفيذه محاولة طعن أحد جنود الاحتلال.
ومنع جنود الاحتلال طواقم الإسعاف من علاج الشاب، ومساعدته، وصادروا مفاتيح أكثر من ثلاث مركبات، ورشوا المسعفين بغاز الفلفل، قبل أن يتمكن الشبان من اختطافه والسير به عشرات الأمتار سيرا على الأقدام باتجاه مركبات إسعاف أخرى.
ونقل الشاب إلى أحد مستشفيات مدينة رام الله، لتلقي العلاج حيث وصفت إصابته بالخطرة، بينما أصيب شاب آخر بالرصاص الحي، وثالث بالرصاص المعدني المغلف بالمطاط والعشرات بحالات الاختناق.
واندلعت المواجهات في مدينة القدس، وعدة نقاط تماس في محيطها، سجلت خلالها طواقم الإسعاف 49 إصابة غالبيتها اختناقًا بالغاز والاعتداء بالضرب.
وفي قطاع غزة المحاصر، استشهد الشابان ياسر سكر (23 عامًا)، وإبراهيم أبو ثريا (29 عامًا)، برصاص أطلقه جنود الاحتلال على عشرات المتظاهرين المتوجّهين إلى الحدود الشرقية من قطاع غزة. وقال مصدر طبي لـ"العربي الجديد" إن الشاب الأوّل أصيب برصاصة مباشرة في رأسه، وكانت جراحه بالغة الخطورة، قبل أن يعلن عن استشهاده، ليكون أول شهيد في "جمعة الغضب الثانية".
أما الشهيد الثاني الذي أصيب برصاصة في الرأس أيضًا، فهو مقعد ويشارك بشكل مستمر في المواجهات على الحدود، التي أصيب فيها اليوم أكثر من مائة فلسطيني، منهم 5 جراحهم خطيرة، خلال المسيرات التي انطلقت نصرة للقدس.
وفي حصيلة أولية للمواجهات المستمرّة حتى مساء اليوم، أفادت جمعية "الهلال الأحمر الفلسطيني" أنها تعاملت مع 340 إصابة (24 بالرصاص الحي، 75 بالرصاص المعدني المغلف بالمطاط، 227 بالغاز، و14 أخرى) في الضفة الغربية، بينما بلغ عدد الإصابات في قطاع غزة 220 إصابة، منها 89 بالرصاص الحي.
وشهدت بلدات بدرس ونعلين وبلعين والنبي صالح ودير نظام غربي المدينة مواجهات عنيفة مع الشبان الذين خرجوا في مسيرات رافضة لقرار ترامب.
وفي مدينة القدس المحتلة، جابت مسيرة حاشدة باحات المسجد الأقصى المبارك، وسط هتافات، مؤكدة عروبة القدس، وهويتها الفلسطينية، بينما انطلقت باتجاه باب العمود في المدينة حيث قُمعت من قبل جنود الاحتلال بالقوة المفرطة، واستهدفت بوابل كثيف من قنابل الصوت والغاز المسيل للدموع، مما أدى إلى وقوع عدد من الإصابات بحالات الاختناق.
واندلعت المواجهات في منطقة باب العمود، واستخدمت خلالها قوات الاحتلال الكلاب البوليسية لمهاجمة ومطاردة الشبان المنتفضين، وقد أصيب خلالها شاب بالرأس جراء الاعتداء عليه بالضرب.
كذلك وعقب انتهاء صلاة الجمعة في باحات الأقصى، انطلقت مسيرة أخرى في شارع الواد بالبلدة القديمة في المدينة، هاجمتها عناصر الشرطة الإسرائيلية الخاصة، واندلعت اشتباكات بالأيدي بين المتظاهرين وقوات الاحتلال.
وعند حاجز قلنديا شمالي المدينة، هاجمت قوات الاحتلال الإسرائيلي عشرات المتظاهرين في مسيرة خرجت دعما للقدس العربية، واستهدفتهم بقنابل الصوت والغاز المسيل للدموع بشكل كثيف، بينما أصيب ستة شبان بالرصاص المعدني المغلف بالمطاط خلال المواجهات التي اندلعت في بلدة قطنة شمال غربي المدينة، فيما أصيب العشرات بالاختناق خلال مواجهات مماثلة في بلدة بيت سوريك المجاورة.
وفي جنوب الضفة الغربية المحتلة، أصيب ثلاثة شبان بالرصاص المعدني المغلف بالمطاط عقب انتهاء صلاة الجمعة التي أقامها الفلسطينيون على المدخل الشمالي للمدينة، بالقرب من جدار الفصل العنصري، الذي يفصل بيت لحم عن القدس المحتلة، واندلعت على الفور مواجهات عنيفة مع الشبان هناك، بينما اندلعت مواجهات في بلدة تقوع شرقي المدينة.
وأصيب شاب بالرصاص الحي، إضافة إلى مراسل تلفزيون "فلسطين" عقب الاعتداء عليه أثناء تغطيته المواجهات التي اندلعت وسط مدينة الخليل، بينما أصيب شاب بقنبلة غاز بشكل مباشر بمواجهات اندلعت في مخيم العروب للاجئين الفلسطينيين شمالي المدينة، كذلك أصيب العشرات بالاختناق خلال مواجهات في بلدة يطا جنوبا.
وامتدت المواجهات العنيفة مع قوات الاحتلال إلى مدينة نابلس شمال الضفة الغربية المحتلة، حيث أدى أهالي قرية بورين جنوب المدينة، صلاة الجمعة عند مسجد سلمان الفارسي ومن ثم انطلقوا في مسيرة تنديدا بقرار الرئيس الأميركي بشأن القدس المحتلة.
وبحسب المصادر المحلية فإن قوات الاحتلال قمعت المسيرة بإطلاق قنابل الغاز المسيل للدموع بشكل كثيف، وكذلك إطلاق الرصاص المعدني المغلف بالمطاط، ما أدى إلى إصابة العشرات من الشبان بالرصاص المعدني وحالات الاختناق.
وعند حاجز حوارة العسكري، المقام على أراضي جنوب نابلس، اندلعت مواجهات عنيفة بين الشبان وجنود الاحتلال الذين انتشروا بشكل مكثف في محيط الحاجز وانتشروا بالقرب من بلدة كفر قليل، وذلك لإبعاد المواجهات عن منطقة الحاجز التي يمر منها المستوطنون، فيما استخدمت قوات الاحتلال المياه العادمة لتفريق المتظاهرين.
وأصيب خلال المواجهات عدد من الشبان بالرصاص المعدني المغلف بالمطاط، وحالات الاختناق جراء استنشاق الغاز، فيما لا تزال المواجهات مستمرة.
وفي قرية كفر قدوم شرقي مدينة قلقيلية شمال الضفة المحتلة، اندلعت مواجهات عقب خروج الأهالي في مسيرة منددة بقرار ترامب، حيث قمع الجنود المسيرة، وأصيب خلالها ثلاثة شبان على الأقل بالرصاص المعدني المغلف بالمطاط، والعشرات بحالات الاختناق، فيما لا تزال المواجهات مندلعة حتى اللحظة.
كذلك الأمر في مدينة طولكرم، حيث اندلعت مواجهات عنيفة في المنطقة الغربية بالمدينة، وأطلق الاحتلال الرصاص والقنابل الغازية والصوتية بشكل كثيف، ورشت المياه العادمة بشكل كبير على المنازل والمحال في المنطقة.
وفي قرية عاطوف بالأغوار الشمالية، قمعت قوات الاحتلال الإسرائيلي مسيرة خرجت بعد صلاة الجمعة، وأطلقت الغاز والرصاص المطاطي بشكل مكثف على المتواجدين، بينما اعتقلت ثلاثة صحافيين، فيما لا تزال المواجهات مستمرة، بحسب ما قاله أمين سر حركة فتح في طوباس محمود عيسى لـ"العربي الجديد".
وأعلن الهلال الأحمر الفلسطيني، أمس الخميس، إصابة 187 فلسطينياً، خمسة منهم بالرصاص الحي، و28 بالرصاص المعدني المغلف بالمطاط، خلال المواجهات التي اندلعت مع قوات الاحتلال في أنحاء متفرقة بالضفة الغربية والقدس المحتلة.
كما أصيب أكثر من 26 مقدسياً برضوض متفاوتة، جراء الاعتداء عليهم بالضرب من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي، بعد مهاجمتهم خلال وقفة "داعمون لعروبة القدس المحتلة"، في منطقة باب العمود، وسط المدينة.
(شارك بالتغطية، ضياء خليل، محمد عبيدات، محمد محسن، سامي الشامي)