وحده، مرميّ على شاطئ بودروم. بقيت له سُترته الحمراء وسرواله الأزرق فقط. حتى وجهُه انقلب لتُلامسه الأمواج.. وجع الطفل هذا، الذي تشاركه معه حوالى 300 ألف لاجئ عبروا المحيطات هذا العام، محاولين الوصول إلى أوروبا، قُتل أكثر من 2500 منهم. هربوا من موتٍ، فلاقاهم موتٌ آخر.
تأتي هذه الصورة في أسبوع دامٍ على اللاجئين الباحثين عن أملٍ تشبّثوا به في ألواحٍ في عرض البحر، علّهم يحيون. انتشرت منذ يومين أيضاً، صور لأربعة أطفال توفّوا وهم في طريقهم إلى "رحلة الموت"، كما اصطُلح على تسمية رحلة المهاجرين إلى أوروبا.
This image of the body of a Syrian boy drowned today on a Turkish beach is emblematic of the world's failure in Syria pic.twitter.com/IYiIPgvieG
— Liz Sly (@LizSly) September 2, 2015
أقسم بالله هذا الفيديو أكثر فيديو مبكي في التاريخ #غرق_طفل_سوري pic.twitter.com/jIbQ2DgS53
— زيـــــاد (@ziadjouharji) September 2, 2015
لكنّ صورة هذا الطفل، وجدت تعاطفاً غير مسبوق، تُرجم في منشورات على مواقع التواصل الاجتماعي، وفي الصحافة. انتشرت الصورة على أغلب صفحات العرب على مواقع التواصل، مع تعليقات تتحدث عن الألم، ووجع ومآسي السوريين تحديداً. على "تويتر"، أُطلقت وسوم "#غرق_طفل_سوري"، الذي وصل إلى لائحة الأكثر تداولاً عالمياً، و"#الإنسانية_تلفظ_على_الشاطئ"، بالإضافة إلى وسم "#KiyiyaVuranInsanlik" بالتركية. فكتب حجاج: "يا أيها البحر لا تبكي على شعبٍ، أبكى الصخورَ ولم يُبكِ السلاطينَ... كل البلادِ بوجه الضيفِ مقفلةٌ، إلا السماء أراها رحبت فينا".
وكتب الشيخ محمد العريفي: "يصلنا من مآسي اللاجئين السوريين جزء قليل، وآخرين من دونهم لا تعلمونهم الله يعلمهم... التحرك المتعقل عبر جمعيات موثوقة أمر مهم". وقالت هند: "كان يجب أن يكون في المدرسة، أو يلهو مع رفاقه... لكنّ هذا العالم مريع". وقال آخر: "لقد لفظني البحر لكي يفضح عاركم.. لم بشء المتوسط ان يسحبني الى اعماقه لانه تعب من سماع الاهات المخنوقة... تعب البحر ولم يمل العالم المنافق من الكذب".
مارتن لوثر كينغ : "إن أسوا مكان في الجحيم مخصص للذين يقفون على الحياد في المعارك الأخلاقية الكبرى" #غرق_طفل_سوري #الإنسانية_تلفظ_على_الشاطئ
— طارق الماضي (@TarekalMadi) September 2, 2015
People upset by the photo of the Syrian boy should remember an equally awful image which saved innocent lives in 1984 pic.twitter.com/4aZMWxRvrb
— Julia Hartley-Brewer (@JuliaHB1) September 2, 2015
وكتب مغرد آخر: "صورة الطفل السوري الغريق مؤلمة والعالم أصبح بلا انسانية". وكتبت ريما: "ما أحقرك يا إنسانية". وقال بيار: "مش الطفل السوري مات ع شط البحر، نحنا متنا من زمان. كل شي فينا مات وانسانيتنا حرف ساقط بحياة ما فيا عدالة". وكتب عبدالرحمن: "لا تلوموا البحر ولا تلعنوه. قاتل الطفل إنسان. ملعون."
#كاريكاتير | التحرك العربي تجاه قضية غرق الطفل السوري! #غرق_طفل_سوري pic.twitter.com/Y7ceNnrqHv
— وكالة شهاب للأنباء (@ShehabAgency) September 2, 2015
The End... The Arabs dignity. #PrayForSyria #Syria pic.twitter.com/RPWSabk1Ld
— Abbas Sarsour (@iFalasteen) September 2, 2015
كما نشر مستخدمون رسوماً كاريكاتوريّة، صوّرت الطفل يرقد أمام شواطئ الدول الخليجية، وفي وسط مؤتمر الجامعة العربية، وأمام قبر كُتب عليه "الضمير العربي"، بالإضافة إلى صورة أخرى سخرت من التعاطي مع اللاجئين كموادّ لمواقع التواصل الاجتماعي فقط، من دون التحرك لمساعدتهم.
الصحافة من جهتها، ركّزت على الطفل وصورته. فكتبت أغلب الصحف والمواقع العالميّة، كما انتشرت الصورة على التلفزيونات العربيّة والأجنبية. وأجمعت وسائل الاعلام على أنّ "الصورة قاسية وتُلخّص حال السوريين حول العالم، واللاجئين الذين يُحاولون الوصول إلى أوروبا". واختارت بعض الوسائل نشر الصورة كما هي، بينما قرّرت وسائل اخرى تمويه صورة الطفل لما تحمله من وجع.
وسألت "الاندبندنت": "إذا لم تغير صورة هذا الطفل موقف أوروبا تجاه اللاجئين، فما الذي سيغيره؟" بينما قالت "دايلي مايل": "مأساة الطفل الصغير تلخص يأس هؤلاء اللاجئين".
Shocking image shows Syrian boy's washed-up body http://t.co/faM1qbwghP pic.twitter.com/MFevDB55wJ
— Sky News (@SkyNews) September 2, 2015
Drowned Syrian boy washes up on beach after his family tried to reach Europe http://t.co/Zn9srUOSPq pic.twitter.com/JewzGYHXpE
— Daily Mail Online (@MailOnline) September 2, 2015
Image of dead Syrian boy captures human tragedy of Europe's migrant crisis http://t.co/qGrBhyiyb0 pic.twitter.com/wSguyK4cEA
— Telegraph News (@TelegraphNews) September 2, 2015
So David Cameron, is this dead Syrian child one of the 'swarm'? asks @y_alibhai http://t.co/MkSn3TwBsU pic.twitter.com/0ZeQIDQLDt
— Independent Voices (@IndyVoices) September 2, 2015