تعيش الصحافة السودانية ظروفاً شديدة الصعوبة، إذ لا تزال الحكومة تفرض بنسبة كبيرة سيطرتها على الصحف، وتلجأ في كثير من الأحايين إلى مصادرتها من المطبعة، كما تمنع الصحافيين من الكتابة، وتصدر توجيهات للصحف بعدم تغطية مواضيع جوهرية، ولعل أبرزها التوجيه الصادر قبل يومين بمنع تغطية أزمة الوقود.
في الوقت نفسه، تشهد الأوضاع المعيشية للصحافيين أزمة من نوع آخر، إذ تتدنى الأجور، وتفاقمت المشكلة في ظل الأزمة الاقتصادية الحالية التي يواجهها السودان، فضلا عن غياب المعينات وضعف فرص التدريب.
واستطلع "العربي الجديد" آراء أربعة من الصحافيين ليعبروا عن أمانيهم في "اليوم العالمي لحرية الصحافة":
عبد الماجد عبد الحميد، ناشر ورئيس تحرير صحيفة "مصادر"
"أمنياتي للصحافة السودانية في اليوم العالمي لحرية الصحافة أن تتخلص من القيود التي كبلتها في السنوات الأخيرة... وأهم هذه القيود القوانين المتعددة التي تتحاكم إليها الصحافة السودانية اليوم. هنالك عدة مؤسسات تقيد الصحافة. هذا التقييد أقعد الصحافة عن أداء دورها المطلوب في التنوير ومباشرة دورها الرقابي كسلطة رابعة".
"كما أتمنى أن تجد الصحافة السودانية مخرجاً من أزماتها الاقتصادية التي خنقتها وأدخلتها غرفة الطوارئ، فهي بين صداع الورق المتصاعدة أسعاره وحمى الإعلان المنخفضة أسعاره. ومع كل هذا تواجه الصحافة واقعاً يصعب تجاوزه، أي التراجع في نسبة المقروء الورقي، وهو تحد يفرض على الصحافيين البحث عن نوافذ جديدة".
الصحافي حسن فاروق من قيادات "شبكة الصحافيين السودانيين"
"أمنيتي الأولى أن يأتي اليوم الذي نفاخر فيه بحرية الصحافة السودانية، فقد عشنا أحط فترة عرفتها الصحافة السودانية في مجال الحريات التي تراجعت بصورة مخيفة في السنوات، لدرجة صارت معها مصادرة الصحف من المطابع جزءا من سياسة التأديب التي تتبعها السلطة على الصحف، رغم سيطرتها على معظم الصحف وفرضها لسياسة تحرير الصحف".
الصحافي متوكل أبوسن، عضو مجلس "اتحاد الصحفيين السودانيين"
"أتمنى أن يشهد عام الصحافة السودانية الجديد التفاتة من الدولة والناشرين للأوضاع المعيشية الصعبة التي يعيشها معظم الصحافيين، وأطالب بتنفيذ الحد الأدنى للأجور الذي يحدده المجلس القومي للصحافة والمطبوعات، في وقت لا تعمل به الدُور الصحافية. وأتمنى كذلك مزيداً من الحرية وفرص التدريب الصحافي".
الصحافي يوسف حمد، مدير تحرير مجلة "الحداثة"
"أتمنى أن تحظى الصحافة بالتغيير الشامل الذي يمكنها من أداء دورها، لكن أتمنى أن يتم هذا التغيير من داخل الصحافة نفسها، بمعنى أن يأتي نتيجة للوعي الذي يحمله أهلها. وبالنسبة لي أيضا إن انتظار الحكومة أو أي من المؤسسات الأخرى للمساهمة في إنعاش الصحافة يمثل ضربا من الغفلة، وأقول ذلك لأن الصحافة في حاضرها بحاجة إلى إعادة النظر في العلاقة بين الصحافة وجمهورها، وبين الصحافة المنخرطين فيها، وبين الصحافة والناشرين. إلى جانب ذلك، أتمنى أن يستظل الصحافيون بصحافة لا يكبلها قانون قط أكثر من القانون العام".