السوريون يدفعون ضريبة تهاوي الليرة من غذائهم

10 نوفمبر 2019
ارتفعت الأسعار نحو 10% منذ اكتوبر الماضي(فرانس برس)
+ الخط -

ارتفعت أسعار السلع والمنتجات الغذائية بسورية بنحو 10% منذ شهر أكتوبر/تشرين الأول الماضي، متأثرة بتراجع سعر الليرة السورية التي خسرت 15 ليرة مقابل الدولار منذ بدأت العملية العسكرية التركية في شرق الفرات قبل شهر.

وسجل الدولار اليوم الأحد نحو 686 ليرة بدمشق، فيما وصل السعر إلى نحو 689 ليرة للدولار في المناطق المحررة، شمال شرق سورية، بحسب ما أفادت مصادر صرافة "العربي الجديد".

وتفيد مصادر خاصة من العاصمة السورية، بارتفاع سعر كيلو الفروج أكثر من 150 ليرة، ليصل سعر كيلو الفروج الحي والمنظف إلى 1400 ليرة ويتعدى سعر كيلو شرحات الدجاج 2950 ليرة سورية.

كما طاول ارتفاع الأسعار اللحوم الحمراء ليصل سعر كيلو لحم الخروف إلى 6100 ليرة وسعر كيلو الهبرة (اللحوم الخالية من الدهون) إلى 8500 ليرة سورية.



ولم تسلم المنتجات الحيوانية من جنون الأسعار، بحسب تعبير المصادر، فقد قفز سعر كيلو اللبن "زبادي" من 325 ليرة قبل أسبوعين إلى 360 ليرة اليوم ووصل سعر كيلوغرام الجبنة البلدية إلى 2300 ليرة والجبنة الحلوم إلى 3500 ليرة.

ويعقب مربي وتاجر الأغنام، رضوان محمد بأن أسباب ارتفاع الأسعار تعود أولاً لتراجع سعر صرف الليرة السورية، كما أن ارتفاع أسعار الأعلاف التي تشكل 75% من تكاليف الإنتاج، سبب ثان، رافضا في الوقت ذاته المبررات التي يتذرع بها المسؤولون بتراجع مبيع التجار والمربين لدخول موسم ولادات الأغنام.

ويضيف أن ارتفاع أسعار الأعلاف واستمرار التهريب، هما السببان الحقيقيان لارتفاع أسعار اللحوم، ولكن تراجع سعر العملة يزيد من وضوح الغلاء، لأن دخل السوريين محدود، متوقعاً مزيدا من ارتفاع الأسعار مع دخول موسم البرد وزيادة تكاليف المربين بسبب ندرة وارتفاع أسعار المحروقات.

ولم تسلم بورصة الخضر والفواكه من ارتفاع الأسعار بدمشق، إذ سجل سعر كيلوغرام البرتقال اليوم، 450 ليرة وقفز سعر كيلو الرمان إلى 650 ليرة وبلغ سعر كيلو الموز 1300 ليرة.

وارتفع سعر الخضروات أكثر من 10% خلال شهر، ليسجل سعر كيلو الباذنجان 300 ليرة سورية والفاصولياء 700 ليرة والبامية 900 ليرة، ويرتفع سعر كيلو البندورة 50 ليرة خلال أسبوعين ليصل اليوم إلى 400 ليرة وسعر البطاطا 500 ليرة والخيار 600 ليرة والفليفلة 750 ليرة.

يقول الاقتصادي السوري محمود حسين لـ"العربي الجديد" إن نظام بشار الأسد لم يستطع تحقيق وعوده بكسر سعر الدولار، رغم استنجاده برجال الأعمال وفرض إتاوات لدعم الليرة وإحداث صندوق وحملة الليرة هويتي.



ويشير حسين إلى أن عوامل عدة أثرت على قلة عرض الدولار بالسوق السورية، منها انتفاضة اللبنانيين المتواصلة، واستمرار شراء التجار الدولار من السوق السوداء، لتمويل مستورداتهم بعد توقف المصرف المركزي عن التمويل، وهي أسباب جديدة تضاف إلى الأسباب الاقتصادية المعروفة، كتراجع القطع الأجنبي بعد شلل السياحة والصادرات، بل والعجز الذي يشكله استيراد السلع وبمقدمتها القمح والنفط.

ويتساءل الاقتصادي السوري، هل من نسبة جديدة للفقر بسورية، بعد أن زاد الإنفاق ثمانية أضعاف الدخل، إذ ورغم كل ارتفاعات الأسعار وتهاوي سعر صرف الليرة، يؤثر نظام الأسد على تثبيت الأجور والرواتب عن عتبة 40 ألف ليرة، في خطوة إذلال وتفقير معلنيّن، على حسب تعبير الاقتصادي السوري.

وتصل تكاليف معيشة أسرة وسطية مكونة من 5 أشخاص وتقطن في دمشق، بحسب مؤشر "قاسيون" إلى نحو 325 ألف ليرة سورية، مرتفعة عن التكاليف المقاسة في مطلع العام بمقدار 15 ألف ليرة، ونسبة ارتفاع 5%، بينما إذا ما قيس الارتفاع في التكاليف بالمقارنة مع عامٍ مضى، فإنها قد ارتفعت بمقدار 30 ألف ليرة، ونسبة 10%.

المساهمون