تدهور كبير للعملة السورية والدولار يلامس 1000 ليرة للمرة الأولى

02 ديسمبر 2019
غلاء فاحش في الأسواق التجارية السورية (فرانس برس)
+ الخط -
كاد سعر صرف الدولار الأميركي أن يلامس الألف ليرة سورية للمرة الأولى اليوم الاثنين، بتأثير من جملة عوامل، ولا سيما من تداعيات الأزمة الدولارية في لبنان.

وتوقع مراقبون لـ"العربي الجديد" أن يتواصل تهاوي الليرة السورية ولا سيما في ظل تواصل الأزمة اللبنانية التي وصلت شظاياها إلى جيرانها، فبعد أن كان لبنان أحد أهم روافد العملات الأجنبية للبلد المحاصر بالعقوبات الغربية، انعكست الأمور إذ أقبل مستثمرون لبنانيون على شراء الدولار من سورية ما ساهم في ارتفاع سعره وتعميق خسائر الليرة السورية.

كما نقلت رويترز عن 
متعاملين ومصرفي قولهم إن تدافعا مذعورا للسوريين على شراء الدولارات اليوم دفع الليرة للهبوط إلى مستويات قياسية منخفضة.

وهوت الليرة، التي كانت قيمتها 47 مقابل الدولار قبيل اندلاع الحرب في سورية قبل نحو 9 سنوات، إلى 950 للدولار، مع خسارتها حوالي 25% من قيمتها في الأيام القليلة الماضية. وتأرجحت الليرة السورية حول 765 مقابل الدولار الأسبوع الماضي.
وتسارع انخفاض الليرة منذ منتصف أكتوبر/ تشرين الأول، حينما تفاقمت الأزمة الاقتصادية في لبنان وسط موجة من الاحتجاجات المعارضة للحكومة.

وقال يوسف حمادة، وهو متعامل مقره دمشق، عبر الهاتف لرويترز "إنه شراء مذعور".

ومع انحسار حربها الأهلية، بدأت دمشق تعتمد على لبنان للحفاظ على استمرار أنشطة الأعمال والتجارة. ويقول مصرفيون إن قيودا صارمة على السحب والتحويلات بالعملة الصعبة فرضتها بنوك لبنان، حيث يحتفظ السوريون بودائع كبيرة، كبحت بشدة تدفقا رئيسيا للعملة الأجنبية.

وكانت الليرة السورية تواجه بالفعل ضغوطا قبل اندلاع الأزمة اللبنانية، عاكسة مشكلات اقتصادية حادة في سورية، إضافة إلى حرب دمرت أجزاء من البلاد.
وتخلى كثير من السوريين عن الليرة مستخدمين الدولارات في تعاملاتهم اليومية، ويعمدون إلى اكتناز العملة الصعبة لحماية مدخراتهم، حسبما يقول مصرفيون.

وأدى هبوط الليرة إلى ارتفاع التضخم وتفاقم المصاعب، بينما يواجه السوريون صعوبات في تحمل تكلفة حاجات أساسية مثل الغذاء والطاقة.
المساهمون