وأشار الفالح إلى أن مساهمة روسيا في اتفاق خفض إنتاج النفط العالمي كانت جيدة في أبريل/ نيسان، مضيفاً أن التزام أعضاء أوبك بالاتفاق 100% والتزام غير الأعضاء 85%.
وكان الأمين العام لأوبك، محمد باركيندو، قد أكد، أمس الخميس، أن المنظمة تريد مزيداً من الانخفاض في مخزونات النفط، وتعمل على أن يتم التوصل إلى توافق في اجتماع وضع السياسة في مايو/ أيار، وذلك في تعليقات تشير إلى تمديد اتفاقية عالمية لخفض الإنتاج.
واتفقت أوبك ومنتجون آخرون، من بينهم روسيا، على خفض الإنتاج بنحو 1.8 مليون برميل يومياً لمدة ستة أشهر بدأت في الأول من يناير/ كانون الثاني لدعم السوق.
وتلقت أسعار النفط دعماً من الاتفاقية، لكن تخمة المعروض العالمي تتبدد ببطء، وهو ما يحد من مكاسبها.
وبناء على ذلك، ألمح أعضاء في أوبك، من بينهم السعودية، أكبر بلد مصدر للخام في العالم، إلى أنهم سيؤيدون تمديد الاتفاقية في اجتماع المنظمة في 25 مايو/ أيار.
وقال باركيندو ومسؤولون آخرون من دول أوبك في مؤتمر في باريس إن سوق النفط تتحرّك صوب التوازن بين العرض والطلب بمساعدة الاتفاقية.
وأضاف باركيندو: "على الرغم من أن السوق تتجه نحو التوازن كما هو واضح والاستثمارات تعود، لا سيما في المشروعات السريعة، فمن المهم ألا نحيد عن أهدافنا المرجوة".
وتابع: "نريد رؤية مخزونات النفط العالمية تقترب من متوسط خمس سنوات".
ولم يعلق باركيندو بشكل مباشر على ما إذا كان الخفض سيتم تمديده أم لا، لكنه قال إن هناك جهوداً مبذولة بقيادة وزير الطاقة السعودي خالد الفالح الذي يترأس منظمة أوبك في 2017 للتوصل إلى اتفاق قبل اجتماع الوزراء الشهر المقبل في فيينا.
ومضى قائلاً: "نحن على ثقة من أن الجهد المشترك من جانب الوزير الفالح ووزراء آخرين.. سييسر في نهاية المطاف الوصول إلى نتيجة ناجحة لاجتماع فيينا في الخامس والعشرين" من مايو/ أيار.
وأيد وزيرا نفط العراق وأنغولا عضوي أوبك والرئيس التنفيذي لأرامكو السعودية آراء باركيندو خلال نفس المؤتمر.
وقال وزير النفط العراقي جبار اللعيبي إن خفض الإنتاج يؤدي تدريجياً إلى توازن السوق الذي طال انتظاره، مؤكداً أن بلاده ستؤيّد ما ستتوافق عليه أوبك.
وقال وزير النفط الأنغولي، جوزيه ماريا بوتيلو دي فاسكونسيلوس، إنه يتوقع تمديد اتفاق تقليص المعروض إلى ما بعد يونيو/ حزيران.
وقال الرئيس التنفيذي لشركة أرامكو السعودية أمين الناصر خلال نفس المؤتمر، إن "السوق تتحرك صوب استعادة التوازن. أرى سوق النفط تشير صوب الصعود وأتوقع أن تواصل التحسن".
ارتفاع الأسعار
وارتفعت أسعار النفط اليوم الجمعة، لكنها ما زالت تتجه صوب تكبد خسارة للأسبوع الثاني على التوالي بفعل المخاوف من أن تخفيضات الإنتاج بقيادة أوبك لم تنجح في معالجة تخمة المعروض بالسوق.
وفي الساعة 06.49 بتوقيت غرينتش سجل الخام الأميركي غرب تكساس الوسيط 49.43 دولاراً للبرميل، بزيادة 46 سنتاً تعادل 0.94% عن الإغلاق السابق، لكن الخام ما زال بصدد خسارة أسبوعية ضئيلة، وهو منخفض نحو ثمانية بالمائة عن ذروة أبريل/ نيسان.
وبلغ خام برنت 51.91 دولاراً للبرميل مرتفعاً 47 سنتاً أو 0.91%، وبرنت منخفض نحو 8.5% عن ذروة أبريل/ نيسان ويتجه هو الآخر لخسارة أسبوعية ضئيلة أيضاً ستكون الثانية على التوالي.
وقال متعاملون إن مكاسب اليوم جاءت بفعل قول أوبك إنها ترغب في التوصل إلى اتفاق لخفض فائض إمدادات الوقود.
وذكرت وكالة الطاقة الدولية، في أحدث تقرير شهري لها بشأن سوق النفط، أن مخزونات الخام في الدول الصناعية بلغت نحو 3.06 مليارات برميل نهاية فبراير/ شباط وهو رقم يشمل في معظمه النفط الخام ومنتجات النفط.
وأشارت إلى أن المخزونات تزيد نحو 336 مليون برميل فوق متوسط خمس سنوات.
ويرجع استمرار تخمة المعروض جزئياً إلى تنامي الإنتاج الأميركي الذي زاد 10% منذ منتصف 2016 إلى 9.27 ملايين برميل يومياً.
(رويترز، العربي الجديد)