التحنينة وموسم الحجّ

06 سبتمبر 2015
التحنينة في فلسطين (فرانس برس)
+ الخط -

يستعد حجّاج فلسطين هذه الأيام للسفر إلى الأراضي الحجازية لأداء مناسك الحج وتتوق أنفسهم للوصول إلى البقعة المقدسة وأداء هذه الفريضة ويحرص من حولهم على وداعهم وتمني السفر المريح وقبول الأعمال والعودة السالمة لهم.


التحنين أو التحنينة هي ظاهرة لا زالت حاضرة في فلسطين لوداع الحجاج، وهي مظاهر احتفالية لم يعف عليها الزمن وإن دلت على شيء فهي تدل على الترابط العائلي والاجتماعي رغم كل الظروف وتقدم الحياة العصرية، إلا أن الحرص عليها يثير البهجة "وبأنّ الخير باق في وفي أمتي إلى يوم الدين".


ويقصد بها الغناء في وداع من ينوي أداء فريضة الحج إلى بيت الله الحرام، ويعني الغناء بطريقة جماعية فيقوم به المودعون في بيت المسافر وفي ليلة السفر وتدور النسوة بالحناء لكي تخضب الحاجة خصوصاً يديها وتنقش الحناء أيضاً على قدميها. وتفعل كذلك قريباتها الكبيرات والصغيرات، وترتدي الملابس البيضاء من رأسها حتى أخمص قدميها لتوحي أنها تنوي الحج وتجلس فرحة مستبشرة وسط جاراتها وقريباتها فيما يرددن الأناشيد والأغاني وما يعرف بـ"التحنين" منها ما يلي:

حجنا طاح البحر في يده كيله .. يا رب ترده سالم لهالعيلة
حجنا طاح البحر في يده شربه .. يا رب ترده سالم من هالغربة
حجنا طاح البحر في يده ابريق .. يا رب ترده سالم من هالطريق
ناموا ناموا يا عيني ما تنام على بير زمزم نصبوا الخيام
مرق هالبدوي متوشح بلثام هذا محمد عليه السلام
ع بير زمزم توضى الرسول .. في اريق الفضه مع البنور
حجي يا حجة ريحتك روايح .. من نور النبي ودم الذبايح
حجي يا حجة ريحتك مليحه من نور محمد ودم الذبيحه
من ورا الكعبة دوري حجه ياام شعور .. ربي لا يغنيني ولا يغيبني شهور
من ورا الكعبة طوفي يام الحزام .. ربي ما يجيب عاقه ولا تغيبي زمان
من ورا الكعبة طوفي ياام الهيبات .. ربي ما يجيب عاقه ولا تغيبي ساعات
بيعي حاجاتك يالله يا حجه .. وامشي خطواتك ع بلاد حجاتك
بيعي ذهباتك يللا يا حجه بيعي دهباتك .. محمد طلابك والله يا حجه محمد طلابك

يشار إلى أن "التحنين" أو "التحنينة" هي عادة عربية أصيلة انتقلت إلى فلسطين من بلاد مجاورة وظل الحرص عليها قائماً، وقد تؤدى مرافقة للدبكة الشعبية في بعض القرى الفلسطينية ولكن وقتها تنفصل حفلة النساء عن الرجال، حيث تبقى النساء في بيت المرأة التي تنوي الحج حتى يحين موعد الخروج للسفر ويطلبن منها الدعاء لهن بالذرية والشفاء وغيرها من الدعوات لأمور متعسرة في الحياة.

ومن باب الإجلال والاهتمام بهذه العادة فإن من العيب أن تذهب امرأة لتهنئة جارة لها بعودتها من الحج وهي لم تسبق ذلك بالذهاب وحضور حفلة "التحنين" قبل سفرها، وربما حملت لها طعام العشاء من بيتها وإن كانت الحاجة ثرية، فهي تقدم وليمة عشاء على نفقتها للمودعات، ويعتبر ذلك تقليلا من قيمة العزيزة التي أدت الفريضة ولكنها تكون متسامحة وتقدم لها هدية من البلاد الحجازية.
المساهمون