اللحوم المصنعة: مرّة واحدة أسبوعياً لا أكثر

18 يوليو 2024
تحتوي هذه اللحوم على مركبات كيميائية ضارة (دينيس دويل/Getty)
+ الخط -

اللحوم المصنعة هي اللحوم التي حُفظت بالمعالجة، أو التمليح، أو التدخين، أو التجفيف، أو التعليب. تلك اللحوم ليست صحية، وتوصي الدراسات بتجنبها أو تناولها بالحد الأدنى (مرة واحدة اسبوعياً)، فلماذا ينصح بذلك؟ وما هي الآثار الصحية السلبية التي توجب عدم الإفراط في تناولها؟

يميل الأشخاص الذين يعيشون نمط حياة غير صحي إلى تناول المزيد من اللحوم المصنعة. فعلى سبيل المثال، يعتبر التدخين وتناول المشروبات الكحولية أكثر شيوعاً بين الأشخاص الذين يتناولون كميات كبيرة من اللحوم المصنعة وكميات أقل من الفواكه والخضروات.

أملاح النتريت في اللحوم المصنعة

يرتبط تناول هذه اللحوم بزيادة مخاطر الإصابة بالعديد من الأمراض المزمنة، مثل ارتفاع ضغط الدم، وأمراض القلب، ومرض الانسداد الرئوي المزمن، وسرطان الأمعاء والمعدة، والسمنة، وتسمم الكبد والكلى والخصية، واضطرابات الغدد الصماء وتسمم الجهاز العصبي لدى الأطفال والكبار على السواء. فقد أظهرت الدراسات أن الأشخاص الذين يأكلون اللحوم المصنعة هم أكثر عرضة للإصابة بهذه الأمراض.

وتحتوي هذه اللحوم على مركبات كيميائية ضارة، ومنها: أملاح النتريت ومركبات النتروز والنيتروزامين، وهي مواد مسببة للسرطان، ويعتقد أنها مسؤولة عن بعض الآثار الضارة لاستهلاك اللحوم المصنعة، وتتكون من ملح نتريت الصوديوم الذي يضاف إلى منتجات اللحوم المصنعة.

ويُستخدم نتريت الصوديوم كمادة مضافة لثلاثة أسباب: الحفاظ على اللون الأحمر/الوردي للحوم، وتحسين النكهة عن طريق منع أكسدة الدهون (التزنخ)، ومنع نمو البكتيريا اللاهوائية وتقليل مخاطر التسمم الغذائي.

الجدير ذكره أن مركبات النتريت والنترات الموجودة طبيعياً في بعض الخضروات مفيدة للصحة، ولكنها تختلف عن أملاح النتريت المضافة إلى الأغذية المصنعة، فيمكن أن يتحول النتريت الموجود في اللحوم المصنعة إلى مركب النيتروزين، خصوصاً عندما تتعرض منتجات اللحوم المصنعة للحرارة العالية، كشواء النقانق وقلي اللحم المقدد. تشير الدراسات إلى أن تناول اللحوم المصنعة المقلية أو المشوية الغنية بالنتروزامين قد يزيد خطر الإصابة بسرطان المعدة والأمعاء.

لايف ستايل
التحديثات الحية

 تدخين اللحوم

 أحد أقدم طرق الحفظ، وغالباً ما يُستخدم مع التمليح أو التجفيف. لكن هذه العملية تؤدي إلى تكوين العديد من المواد الضارة المحتملة، وهي الهيدروكربونات العطرية متعددة الحلقات. كما تنتج هذه المركبات عن الاحتراق غير الكامل للخشب أو الفحم أو الزيت، فشي اللحوم أو تدخينها فوق مصدر لهب مباشر يحفز إنتاج هذه المركبات. وقد أظهرت العديد من الدراسات أن الهيدروكربونات العطرية متعددة الحلقات يمكن أن تسبب السرطان.

 القلي والشواء

 الأمينات الحلقية غير المتجانسة (HCAs)، فئة من المركبات الكيميائية المسرطنة الموجودة في اللحوم المصنعة، وهي تتشكل أيضاً عند طهي اللحوم أو الأسماك تحت درجة حرارة عالية، مثل القلي أو الشواء. وتشير العديد من الدراسات إلى أن تناول اللحوم المطهوة على درجات حرارة عالية قد يزيد خطر الإصابة بالسرطان في القولون والثدي والبروستات. ويمكن تقليل مستوى الأمينات الحلقية باستخدام طرق طهي لطيفة، مثل القلي تحت درجة حرارة منخفضة والبخار، وتجنب تناول اللحم الأسود المتفحم.

تحتوي منتجات اللحوم المصنعة عادة على كميات عالية من كلوريد الصوديوم أو ملح الطعام. وعلى الرغم من أن تلك اللحوم ليست هي الغذاء الوحيد الذي يحتوي على نسبة عالية من الملح، إلا أن الإفراط في تناولها يساهم في تناول كميات كبيرة من الملح. ويلعب الاستهلاك المفرط للملح دوراً في ارتفاع ضغط الدم وأمراض القلب، خاصة عند الذين يعانون من حالة تسمى ارتفاع ضغط الدم الحساس للملح، كما تشير العديد من الدراسات إلى أن الأنظمة الغذائية الغنية بالملح قد تزيد خطر الإصابة بسرطان المعدة.

المساهمون