تبدي الحاجة عائشة، من سكان العاصمة المغربية الرباط، استغرابها من الارتفاع الذي تشهده أسعار الخضر والفواكه، في الفترة الأخيرة، حيث ارتفعت أسعار الطماطم، التي لا غنى للسواد الأعظم من الأسر المغربية عنها، بين 30 و50% في الشهرين الماضيين، وبات سعرها
يقترب من دولار واحد للكيلوغرام.
وفي السوق العشوائي بزنقة القاهرة، بقلب درب السلطان بالرباط، يُبدي عبد الحق تاجر الخضر، استغرابه من طرح السؤال من قبل "العربي الجديد"، حول سبب عدم تراجع أسعار الخضر بفعل انخفاض سعر السولار الذي يستعمل في الشاحنات التي تنقل الخضر، مؤكدا أن هذا السؤال لم لا يخطر على بال التجار.
ما يعلمه عبد الحق جيداً هو أن أسعار الخضر والفواكه ارتفعت بسبب الأمطار التي جعلت الدخول إلى الحقول من أجل الجني متعذراً، ثم أن هناك البرد القارس الذي يؤثر على نمو بعض الخضر والفواكه.
ولا تزال أسعار المحروقات تنخفض في المغرب في الفترة الأخيرة، تحت تأثير تهاوي الأسعار في السوق الدولية، وهو ما تزامن مع مضي الحكومة في رفع الدعم عن المحروقات، وتحرك أداء الأسعار في السوق المحلي صعودا أو هبوطا تبعا لأدائها في السوق الدولية.
فمنذ الصيف الماضي تراجع سعر البنزين بالنسبة لأصحاب المركبات بنحو 4.58 دراهم (0.48 دولار)، ليستقر حاليا في حدود 8.98 دراهم (0.94 دولار) للتر الواحد، وهو أدنى مستوى يبلغه منذ عام 2000، بينما انخفض سعر السولار على مدى ستة أشهر بنحو 1.66 درهم، وهو المشتق النفطي الذي تستعمله كثيرا مركبات نقل السلع في المغرب.
حين سألته "العربي الجديد"، حول تأثير القرارات التي اتخذت في الأشهر الأخير من قبل الحكومة، لخفض أسعار المحروقات، على أسعار السلع في المغرب، قال بوعزة خراطي، رئيس الاتحاد المغربي لحماية المستهلك، الذي تنضوي تحت لوائه أكثر من أربعين جمعية للدفاع عن المستهلكين، إن المستفيدين المباشرين هم أصحاب السيارات، الذين يشعرون بتأثير تلك القرارات على ميزانيتهم.
لكن محمد لطيفي، رئيس الاتحاد الوطني لتجار المواد الغذائية، يقول إن أسعار نقل السلع لم تخفض تبعا للمراجعات التي سجلتها أسعار المحروقات. ذلك ما تدعمه أغلب الآراء التي استقتها "العربي الجديد"، حيث يوضح محمد بنعيسى العامل بإحدى محطات البنزين، أن كل صاحب سيارة سوف يقتصد، تبعا للسعر الحالي للبنزين، 200 درهم (21 دولاراً) إذا ملأ خزان سيارة من فئة 45 لترا.
وتجلت المنافع أكثر بالنسبة لأصحاب المركبات التي تستعمل البنزين، على اعتبار أن سعر السولار لم ينخفض سوى بـ 1.66 درهم في الستة أشهر الأخيرة.
ويؤكد الخراطي، أن السلع الأخرى التي تدخل في الاستهلاك اليومي للمغاربة، ظلت أسعارها على حالها، ويضرب لذلك مثلا بالخضر والفواكه، التي ارتفعت أسعارها في هذه الفترة من السنة. والحال أنه يفترض أن تنخفض تحت تأثير تراجع أسعار السولار، على اعتبار أن النقل يتدخل بشكل كبير في تحديد الأسعار.
وأكد الخراطي، أن تأثير القرارات الحكومية يُفترض أن يظهر أكثر في أسعار النقل، والحال
أنها ظلت ثابتة في الفترة الأخيرة. ذلك ما لاحظته " لعربي الجديد" في السوق، حين السؤال عن أسعار نقل الأفراد والسلع، والتي ظلت على حالها، وهو ما يفسره الخراطي، بسعي التجار وأصحاب النقل، إلى توسيع هوامش أرباحهم، ويحرم المستهلك من منافع خفض أسعار المحروقات.
ويؤكد محمد لطيفي، رئيس الاتحاد الوطني لتجار المواد الغذائية بالجملة والتقسيط، أن تراجع أسعار السولار الذي تستعمله المركبات التي تنقل السلع، لم يؤد إلي خفض أسعار المنتجات الغذائية، فقد ظل أصحاب النقل يطبقون نفس الأسعار التي كانت سارية في السابق، وهو ما يسري على أسعار الخضر والفواكه، حيث يعتبر أن الأحوال الجوية لا تفسر عدم خفض الأسعار وفق المراقبين.